الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول المؤتمر النقابي -الاستثنائي- الأخير للاتحاد العام التونسي للشغل... أي مستقبل للمنظمة في ظل تغول النزعة البيروقراطية

عمران مختار حاضري

2021 / 7 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


حول المؤتمر النقابي "الاستثنائي" الأخير للاتحاد العام التونسي للشغل ... أي مصير للمنظمة في ظل تغول النزعة البيروقراطية !؟

*المعركة ضد الانقلاب البيروقراطي الحالي على قوانين المنظمة الشغيلة و الدوس على الديمقراطية و إرادة القواعد، معركة حيوية ضد تغول النزعة البيروقراطية نابعة من الحرص على التمسك بالمنظمة كمكسب تاريخي و تطوير أدائها بما تمليه تحديات الظروف الكارثية التي يمر بها شعبنا على جميع المستويات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الصحية...

* لعله من أكثر المناورات الفكرية و السياسية و الأخلاقية خسة و احتيالا أن تجد سياسيين متكلمين بالثورة و يدمرون مطالبها و متغيراتها و ينحرون الوطن على مذبح توسيع دائرة شهوات السلطة و متكلمين بالشعب و يدمرون انتظاراته و أحلامه و يمعنون في افقاره و تجويعه ... و متكلمين بإسم القضاء، يدمرون العدالة و استقلال القضاء و متكلمين بإسم التعليم ، يدمرون العلم و المعرفة و متكلمين بإسم الصحة، يدمرون الصحة العمومية لفائدة لوبيات الاستثمار الخاص و متكلمين بإسم الإعلام، يدمرون الإعلام الحر و النزيه و متكلمين بإسم السيادة و يتسابقون على بيع الوطن و مقدراته و ارتهان قراره في ظل أزمة سياسية و اقتصاد منهار يعاني الإفلاس و إنتشار الوباء بشكل فضيع و إنهيار المنظومة الصحية و أوضاع إجتماعية مزرية في ظل غياب استراتيجية واضحة لمجابهة الوباء و تداعياته الكارثية حيث يترك الشعب يواجه مصيره لوحده يحاصره الموت من كل مكان يستجدي رحمة الكورونا و رحمة رصاص راس المال...
* بالمقابل و رغم تمسكنا المبدئي بالاتحاد العام التونسي للشغل كمكسب تاريخي و الذود عنه بوجه أعدائه الداخليين و الخارجيين فالاتحاد بحاجة إلى النقد الموضوعي و البناء بهدف تطوير أدائه و لعب دوره الريادي في التخندق إلى جانب العمال و عموم الشعب الكادح أمام تحديات اللحظة و رهانات الظرف و خطورة الأوضاع الاجتماعية نتيجة الأزمة السياسية و الاقتصادية و الصحية و تداعياتها الكارثية ...حيث نجد نقابيين متكلمين بإسم المنظمة الشغيلة و بإسم العمال و يدمرون العمل النقابي الديموقراطي المناضل و ينتهكون قوانين المنظمة و يحشدون أنصارهم في ظل انتشار الوباء و صدور حكم قضائي لاءبطال المؤتمر لأسباب وقائية و اعتراض بلديات المكان و طعون النقابيين الديموقراطيين لكن رغم كل هذه المحاذير ، و في إطار المقايضة الرخيصة، ارتأت منظومة الحكم العدوانية عن طريق وزير الصحة، نصرة الأمين العام الحالي و زمرته في عقد المؤتمر الانقلابي لينصبوا أنفسهم دون إرادة القواعد النقابية بالتمديد و التوريث في مؤتمر انقلابي غير انتخابي جوبه بالرفض و الطعن في مشروعيته من قبل النقابيين الديموقراطيين الصادقين و شكل منعطفاً خطيراً يضاف إلى مسار الانقلابات التي شهدتها المنظمة و تكريسا لهيمنة التيار البيروقراطي على قيادة المنظمة قبل الثورة و بعدها... !
* يبدو أن جائزة نوبل للسلام التي أسندت لاتحاد الشغل و ما تلاها من مشاركاته فيما يسمى ب "وثيقة قرطاج" و حشر نفسه في وساطات تكوين حكومات تقشفية عدوانية فاشلة و ضلوعه في تقديم المبادرات الحوارية و الحلول الترقيعية و السقوف المنخفضة و حرف التناقض الاجتماعي عن جوهره الحقيقي... رسخت من خلاله المركزية النقابية مسارا استسلاميا في علاقة بمنظومة الحكم و انقلابيا فجا لا يخلو من المناورة و الاحتيال، في علاقة بإرادة القواعد و بقوانين المنظمة لا سيما الفصل20 الذي لا يسمح بتحمل المسؤولية أكثر من ولايتين ...!
* و يبقى السؤال المشروع ,
خارج تبعية القطيع و المبايعة العاطفية للأشخاص في المركزية النقابية, حول قدرة و تظافر جهود النقابيين الديموقراطيين النزهاء مسنودين بالاطياف التقدمية الوطنية الناهضة المنتصرة للمنظمة و حقوق الشغالين و ديموقراطية أدائها... في مواصلة المشوار النضالي بكافة الأشكال النضالية المتاحة بما فيها النزول إلى الشارع في الذود على المنظمة كمكسب تاريخي و صيانه دمقرطتها و تنقيتها من كافة مظاهر البقرطة و العمل النفعي و "السلم الاجتماعي" و لعب دور رجال المطافئ... و بالتالي عن قدرة المنظمة الشغيلة في التصدي للسياسات العدوانية و اعتماد نفس الخيارات القديمة المتازمة، التي ثار ضدها الشعب و التي تستهدف العمال و عموم الشعب الكادح و في مقدمتها سياسة التقشف و الخصخصة و الامعان في المديونية الخارجية و التهريب و التهرب الضريبي و الإرهاب الغذائي و التفكيك الممنهج لما تبقى من بعض مكاسب التعليم العمومي و الرعاية الصحية و الاجتماعية... هذا هو المحك الذي من خلاله تعلو راية الإتحاد بوجه أعداءه الطبقيين على مختلف تمثلاتهم، و مواصلة لعب دوره كمنارة حاضنة للحراك الشعبي في المحطات المصيرية... انتصارا للشعب و للكادحين و استحقاقاتهم بوجه السياسات الاقتصادية والاجتماعية المنتهكة للسيادة و المعتدية على أسباب عيش الفئات الشعبية و عموم الكادحين من منظومة الحكم العدوانية التبعية الفاشلة المتهالكة و الفاقدة لكافة أسباب البقاء ...

#إرادة القواعد النقابية من إرادة عموم الشعب الكادح #
عمران حاضري
8/7/2021








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من هم المتظاهرون في الجامعات الأمريكية دعما للفلسطينيين وما


.. شاهد ما حدث مع عارضة أزياء مشهورة بعد إيقافها من ضابط دورية




.. اجتماع تشاوري في الرياض لبحث جهود وقف الحرب في غزة| #الظهيرة


.. كيف سترد حماس على مقترح الهدنة الذي قدمته إسرائيل؟| #الظهيرة




.. إسرائيل منفتحة على مناقشة هدنة مستدامة في غزة.. هل توافق على