الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القطار

نادية بيروك
(Nadia Birouk)

2021 / 7 / 16
الادب والفن


كانت تنتظر وصول قطار الساعة السابعة مساءا، كانت على عجلة من أمرها. أوقفتها امرأة عجوز وطلبت منها أن تساعدها على حمل حقائبها. كانت إحداهن ثقيلة، لكنها حملتها ووضعتها في مكانها المناسب. خلال مسافة الطريق تبادلا الحديث معا وعلمت أنها عجوز وحيدة لم يكتب لها أن تكون أما وأن زوجها مات في حرب جائرة خلال مداهمة المستعمر. كانت تتحدث دون توقف. شردت عفاف لبرهة تم عادت لتنصت إليها. بعد فترة توقف القطار، لم تشعرا بالمسافة، إلا أنهما وصلا أخيرا. عندما استقلت العجوز سيارة الأجرة. عادت عفاف إلى حقيبتها الحمراء عدلتها تم جرتها وراءها وهي تتجه صوب الشارع الرئيسي حيث ينتظرها زوجها. عندها وصلت إلى البيت فتحت الحقيبة لتوضب ملابسها. لكنها أدركت أن الحقيبة ليست لها. تابعت تصفح الملابس فوجدت صورة للعجوز رفقة زوجها ورسائل وبعض الغيارات. بدأت تقرأ الرسائل إلى أن وصلت السطر الأخير من آخر رسالة. فهالها ما قرأت: الآن بعد دفنه في قبو البيت أصبحت حرة، كان علي قتله منذ زمن بعيد. كان علي التخلص منه منذ أول خيانة ومنذ أول صفعة تلقيتها منه.





انتحار
كان يقف على حافة الشرفة كان يريد أن يضع حدا لحياته. لكنها رأته، لم تكن تعرفه. رفعت رأسها في خوف وصرخت:
- لا تقفز! لا تفعل ! توقف!
نظر إليها في استغراب تم اقترب أكثر من الحافة. لكنها صرخت بقوة أكبر:
-توقف! لا تفعل!
لا كنه لم يمهلها. قفز دون تردد، فارتطم جسده على الأرض وسالت دماؤه كجدول صغير. لم تستوعب ما رأته بدأت تصرخ كالمعتوهة وتطلب المساعدة. تجمهر الناس حول القتيل... اقترب أحدهم منها وهو يهدئ من روعها:
- هل أنت بخير؟!
أجابته في خوف ووجل:
-ماذا دهاه لماذا انتحر؟!
أجابها:
- ليته انتحر وحسب، لقد قتل زوجته وأبناءه الأربع قبل أن ينتحر.








حنين
عادت إلى قريتها الصغيرة التي قضت فيها أجمل لحظات طفولتها وشبابها. قادتها قدماها إلى شجرة تتوسط حقل ذرة. لا زالت تذكر الخربشات التي خطتها على جذع الشجرة حين رسمت اسمها واسمه بمسمار حديدي، لبنى وحسن. تذكرت حين ضمها إليه ووعدها أن لا يتركها. لكنه تزوج ابنة عمه. جلست واسندت ظهرها إلى حافة الجذع. فجأة سمعت صوتا يقترب نظرت نحو الرجل القادم صوبها، الذي يبدو أنه لم يرها. كتمت أنفاسها وهي لا تصدق. إنه حسن! اقترب من الشجرة ولمس الخربشات وتنهد وهو يقول:
- أين أنت يا لبنى! لو تعلمين كم اشتقت إليك !
ابتعد عن الشجرة وتركها مذهولة. خرجت بعد ذهابه من مخبئها. عادت أدراجها واستقلت أول قطار صباحي. لكن صورته لم تفارق مخيلتها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس


.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل




.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة


.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات




.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي