الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حاضر يستحضر الماضي-3

سعيد مضيه

2021 / 7 / 17
القضية الفلسطينية


انتقام الضرورة

لكى يحافظ الكاتب على اتزانه العقلى حين يغيب الحوار ويعلو صوت القوة والزجر، تصبح العودة إلى الماضى طريقا للبحث عن الأمل. وتنشط كتابة المذكرات فى فترات الإحباط العام. وتلح على الشعوب نزعة اجترار ذكرياتها كلما أعياها واقعها عن العيش فى ظل العدل والحرية. والتاريخ هو المرجل الذى يتم فى أتونه تراكم القوة الدافعة لتغيير المستقبل نحو الأفضل. والكتابة والقراءة طريقان للتغيير.
د.محمد نور فرحات - فقيه دستوري مصر
عثرت على صفحة الحوار المتمدن نصا ، هو عبارة عن تقرير صادر عن اللجنة المركزية لحزب الشعب الفلسطيني في ديسمبر/كانون اول2015، ونشر على موقع الحوار المتمدن في شهر يناير2016، تحضيرا لمؤتمر الحزب الخامس المقرر عقده في وقت قريب. عقد المؤتمر الرابع يومي 6 و7 آذار 2008 ، بعد عشرة أعوما من انعقاد المؤتمر الثالث.عنوان التقرير "نحو تعميق الوحدة الفكرية والسياسية والتنظيمية لحزب الشعب الفلسطيني، التحضير للمؤتمر الخامس للحزب". تضمن التقرير انتقادا جسورا لظاهرة " ضعف الضوابط الداخلية أسهم في التحلل من الكثير من القيم التي تنظم وتوجه أداء الحزب كوحدة واحدة، بحيث أدى تغليب الاعتبارات الذاتية وعدم الانضباط والمتابعة الى إضعاف مكانة الحزب وهيبته، واضعف من تميزه على المستوى التنظيمي والجماهيري، وأضعف من اهتمامه في الدفاع عن قضايا الجماهير التي يمثلها وقيادتها للنضال من أجل حقوقها ومصالحها..."
الآن أدركت العوامل الكامنة خلف ممارسات وظواهر مزعجة لاحظتها في صفوف حزب الشعب:
في العام 1995 عرض الرفيق محمود شقيرعلي الكتابة بصحيفة الطليعة، التي يتولى رئاسة تحريرها، وهيأ عمودا على الصفحة الأخيرة. لم أسمع في الخليل ولو تعليقا واحدا على كتاباتي. وفي وقت لاحق نقلت قيادة منظمة الحزب في الخليل مقرها وشارك رفيق من خارج المنطقة في توضيب الأثاث . قال لي إنه وجد حزم الجريدة مكدسة بأربطتها لم توزع على الرفاق والأصدقاء!! كانت توزع مجانا ومن ثم لم يحاسب الرفاق إن وزعت الجريدة او لم توزع. ولم تكرس اجتماعات ثقافية وسياسية يتم فيها مناقشة بعض مواضيع الجريدة.
حضر الرفيق أبو وديدة الى البيت وعرض عليّ مساعدة مالية شهرية من الحزب وطلب مني القيام بنشاط اجتماعي امثل من خلاله حزب الشعب في اللقاءات السياسية مع القوى والفصائل الوطنية. ولا بد من القول أنني شكرت العرض، فأنا أتلقى المساعدة من أبنائي، وفضلت لو وجه المبلغ لسد باب من نفقات الحزب العديدة ، ليرد الرفيق أبو وديدة ، أبعد هذا التاريخ النضالي نتركك عالة على أبنائك؟! تأثرت بالرد لأن قيادة الحزب الشيوعي الأردني في العقد الأخير من القرن الماضي قطعت رواتب محترفين امضوا العمر في الاحتراف الحزبي ، وتركت رفاقا عديدين بغير دخل. حقا استبشرت خيرا.
دعوت في مقال بجريدة الطليعة لتشكيل لجان الدفاع عن الأراضي. عبرت عن الأمل بأن يستعيد اليسار شعبيته إثر الحراك الشعبي الذي لا بد منه لردع عمليات نهب الأرض وتوسيع المستوطنات بأنحاء الضفة. انخراط الجماهير في الدفاع عن الأرض وقيادة الحملات الجماهيرية ضد المستوطنين يشكلان مبرر وجود اليسار الفلسطيني في الظرف العياني الماثل، وجوهر وظيفته ضمن التباسات الواقع المتعين. ومن موقعي الجديد أقنعت قيادة الحزب في محافظة الخليل بالمبادرة إلى دعوة ممثلي الفصائل الوطنية إلى اجتماع عام لمناقشة موضوع تشكيل لجنة الدفاع عن الأراضي . في الجلسة الأولى بمقر حزب الشعب شارك ممثلون عن فتح والجبهة الشعبية والديمقراطية ثم انسحبوا بالتدريح. فوجئت أن الرفاق لا يشاركون في الحملات التي تنظمها لجنة الدفاع عن الأرض. وفوجئت أن القرارات تتخذ في المنظمات الحزبية ثم لا يراقب التنفيذ ، ولا تتم المحاسبة على التقصير.
في مؤتمر وطني للدفاع عن الأراضي عقد في الخليل تمهيدا لبدء حملة الحزب للانتخابات الأولى للمجلس التشريعي، تم الاتفاق على أن المؤتمر خطوة عملية تستهل بها الحملة الانتخابية. صدمْت حين رأيت الرفاق يفدون كل بمفرده ؛ لم يحشدوا الجمهور للمشاركة في المؤتمر . حضر مزارعون نكبوا بمصادرة أراضيهم ظنوا أننا مفوضون من قبل السلطة، نحمل الأموال لتعويضهم!! وفدوا من قرى تم الاتصال بها بواسطة أصدقاء نظرا لعدم وجود منظمات للحزب هناك. شكلوا غالبية الحضور وطرحوا مطالبهم. وكانت خيبة أمل للطرفين وانفض الاجتماع. رأيت فيه النذير بفشل لاحق في الحملة الانتخابية . لا يملك الرفاق خبرة في التعامل مع الجمهور وقدرتهم محدودة على الحشد، ومعدومة في التثقيف السياسي . اليسار مقطوع عن قطاعات الشعب المنكوبة بالاحتلال والمؤرقة من إجراءات الاستيطان المتصاعدة. يعاني ضعف قدرته في التغلغل في أوساط الجماهير واجتذابها إلى العمل العام. جاذبية اليسار للجماهير تكاد تكون معدومة. وحينئذ لا بد من تحول الجماهير صوب اليمين.
في العام 1995 شاركت الرفيق محمود شقير في حوارات مع الروائي الراحل، عزت الغزاوي، بهدف تشكيل هيئة إدارية برئاسة عزت لاتحاد كتاب فلسطين في الوطن. أسفرت الحوارات عن تشكيل قوام الهيئة الإدارية، وقبلت اقتراح الرفيق محمود للمشاركة في عضوية الهيئة الإدارية مندوبا عن الحزب. كم كان مريحا التعاون مع الراحل عزت الغزاوي! كان يقبل الحوار وليست لديه عقدة السيطرة. استمر عمل الهيئة ثلاث سنوات وجدد لها مرتين لسنتين متتاليتين. خمس سنوات لم أتعرض لمساءلة الحزب بصدد نشاطي في اتحاد الكتاب. هذا بينما كان لأعضاء الحزب الشيوعي الأردني في رابطة الكتاب لجنة تجتمع وتناقش وتقرر المواقف داخل الهيئة الإدارية او نشاطات الهيئة العامة. تحضر للمشاركة الفعالة المباشرة ومن خلال مجموع الأصدقاء. حضر الأمين العام ، وكان الرفيق الراحل فائق وراد، أحد اجتماعات اللجنة ؛ ولما اطلع على المستوى الرفيع لعمل اللجنة اقترح أن تتولى مهمة تحرير "الحقيقة" ، المجلة النظرية والسياسية للحزب.
أما في رام الله فقد أعلمني الرفيق محمود شقير أن حملة مضادة للهيئة الإدارية لاتحاد الكتاب شارك فيها أحد الكتاب من رفاق حزب الشعب؛ ولما سئل أجاب لا يوجد تمثيل للحزب في قيادة الاتحاد. ارتجل موقفه بغير دراية بأنشطة الاتحاد الثقافية، ولا شارك في الهيئات المتفرعة عن الهيئة الإدارية.
بعد خمس سنوات على الدورة الأولى قررت الهيئة الإدارية الدعوة لمؤتمر اتحاد الكتاب بموجب الاستحقاق الديمقراطي ولحث الهيئات الأخرى على حذو المثال. كنت أستقبل مع رئيس الهيئة الإدارية الأعضاء القادمين، خارج قاعة الاجتماع، حين جاء الشاعر الراحل محمود درويش، يصحبه الرفيق الراحل سليمان النجاب. انتظرا معنا مدة زمنية؛ وقفت جانبا مع الرفيق سليمان ، أذهلني مدى الاحترام والحميمية اللتين تجلتا في علاقة الكتاب بالرفيق سليمان. يفدون، وكلهم غير منتمين لحزب الشعب، ولكن حرارة اللقاء جلية. وغير محمود شقير والدكتور حسين البرغوثي لم يفد رفيق من أعضاء الحزب أو صديق أعرفه للمشاركة في المؤتمر وانتخاب الهيئة الإدارية الجديدة. أبديت ملاحظتي لأبي فراس وأتبعتها بإشارة إلى أن موضوع العمل باتحاد الكتاب طرح في اجتماع اللجنة المركزية ولم يحظ بكلمة تعليق من أحد تشير إلى اهتمام بالأمر، كما أبلغني رفيق حضر الاجتماع. الحزب لا يعنى بالثقافة يا رفيق! كان رد سليمان النجاب محيرا: واصل الكتابة بالطليعة يا رفيق! وحان موعد افتتاح المؤتمر بكلمة ألقاها الشاعر الراحل ثم غادر مع صاحبه .
يتبع لطفا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصين تحذّر واشنطن من تزايد وتراكم العوامل السلبية في العلاق


.. شيعة البحرين.. أغلبية في العدد وأقلية في الحقوق؟




.. طلبنا الحوار فأرسلوا لنا الشرطة.. طالب جامعي داعم للقضية الف


.. غزة: تحركات الجامعات الأميركية تحدٍ انتخابي لبايدن وتذكير بح




.. مفاوضات التهدئة.. وفد مصري في تل أبيب وحديث عن مرونة إسرائيل