الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدبلوماسية لا تعتمد على حسن النوايا / وقاموسها لا يعترف بشيء يسمى زعل أو رضى ...

مروان صباح

2021 / 7 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


/ قد يكون العربي تحديداً ، يغرق أو بالأحرى ينتعش عندما يقع في هذا المحيط ، محيط الشعارات الممزوجة بالأماني والعزم والبسالة ، وعلى مرّ العقود الحديثة ، حاول من وصل إلى سدة الحكم أن يمرر الشعارات ويثبتها في الفكر الجمعي ، فكانوا على الدوام يحاولون تجذير فكرة الزعيم القوي كمصطلح مرادف للدولة القوية ، لكن في الحقيقة أن كرامة الإنسان والوطن ، هما المرادف للحرية والقوة وهذا ، لكي يحصل يحتاج إلى تغيير الواقع على الأرض كما يجري اليوم في مصر 🇪🇬 ، وفي كل مرة كانت مصر تتعرض إلى خطر ⛔ يهدد تاريخها وجغرافيتها وثقافتها ، كان الشعب يأخذ زمام المباردة ويعيد بوصلة القاهرة للعروبة والإسلام وهذا بالفعل حصل في الثورة الشعبية الأخيرة والذي إنتفض الشعب المصري من أجل 👍 الإطاحة بالحقبة السابقة ، بل أكثر من ذلك ، كان الشعب العربي في تونس 🇹🇳 والجزائر والمغرب 🇲🇦 وليبيا 🇱🇾 ومصر 🇪🇬 يراهن على أن الثورات ستشمل القارة الأفريقية بالكامل وتحريرها من الهيمنة الإسرائيلية ، وبالتالى ، لم تتوقف محاولات الدول الكبرى 🇺🇳 في تأمين مصالحها فيها ، في المقابل ، سعى الجانب المصري العربي إلى مواجهة قبلئذ وبعدئذ ، الاستعمار والصهيونية في أفريقيا ، لكن الحقبتين السابقتين ، السادات ومبارك ، ساد خلالهما الكسل المؤسساتي الذي أتاح للحليف الجديد ( الإسرائيلي ) تحويل أفريقيا من مناصر وقارة داعمة لمصر إلى معادية / منخرطة في وضع الخطط الاستراتيجية التى تسمح لتل ابيب بالهيمنة على مقدراتها ومحاصرة مصر 🇪🇬 ، وهذا الانخراط إقتصر على الحكومات ، لأن سوء التفاهم بين الشعوب يمكن فكفكته عبر توسيع الترجمات أو الهجرة المتبادلة أو التعرف على ثقافات البعض من خلال الطعام وغيره ، لكن أفكار💡النخب تحتاج إلى أفكار مضادة وهذه الأفكار كانت مصر 🇪🇬 قد شهدتها في آواخر العصور الوسطى من مفكرين ودارسين للقوتين الصاعدتين فرنسا 🇫🇷 وبريطانيا 🇬🇧 عندما وضعوا مصر 🇪🇬 تحت المجهر من أجل 🙌 استعمارها لاحقاً ، فتدفق إليها الدراسين لكي ينقلوا بدقة كافة مناخي الحياة داخلها ، ابتداءً من الطعام والعمران والعلوم والفنون والمساجد والكنائس وبالطبع شمل ذلك مراقبة تراجع الدولة العثمانية فيها ، ورصد خلافات القوى السياسية التى وصلت آنذاك إلى حد تمزيق الدولة ، وطبعاً ، الذي فرض على فرنسا 🇫🇷 التوجه إلى الشرق هو فقدان مستعمراتها في كندا والهند ومناطق آخرى ، فوجدت بمصر الموقع البديل والأرض الخصبة والنيل والبحرين الأبيض والأحمر وخططت لإنشاء قناة السويس لكي تعوض خزينتها عن الخسائر التى تكبدتها في أكثر من مكان .

وعلى أكثر من نحو ، بدائي ورفيع في الواقع ، عكست خطابات نابليون إلهاماً ساحقاً في صفوف الشعبوية الفرنسية من خلال مفردات وعبارات خاصة ، تبنت بدورها تأمين الحملة العسكرية 🇫🇷 الأشهر على مصر🇪🇬 تحت ذرائع أخلاقية كبرى ، مثل ( إنقاذ الشعب من ديكتاتورية المماليك والمساهمة في نقل الحداثة الفرنسية ) ، وبالفعل بفضل الزراعة والنيل وقناة السويس تمكنت فرنسا 🇫🇷 في تطوير حداثتها على حساب خيرات مصر ومستعمرات أخرى ، لكن ما صنعه المستعمر إجمالاً على مدى قرون طويلة ، أحدث مظلومية واسعة في العالم الثالث وتحديداً في الهند 🇮🇳 والقارة الأفريقية، لهذا مسألة سد النهضة بالنسبة للإثيوبيين تُعتبر نقلة جوهرية ستعكس على مجمل إنحاء البلاد بالتنمية ، هناك خيرات كبيرة سيجني الاثيوبي من تخزين المياه وتحويلها إلى كهرباء ⚡ وبالتالي الزراعة ستنشط والمراعي على اختلافاتهم ستتضاعف وتأخذ منحاً تنظيمياً، فإثيوبيا 🇪🇹 ستصبح في المنظور القريب بلد مصدر كبير للكهرباء بقدرة 6 ألف ميجاوات وستوظف في هذا المجال على الأقل 15 ألف فرصة عمل ، في المقابل ، سيتضاعف الإنتاج الزراعي والمواشي مرات ، وهذا يفسر لماذا كان التصويت 📦 لصالح حزب ابي أحمد علي رئيس الوزراء / الجبهة الثورية الديمقراطية الشعبية كثيف ، لكن تبقى إثيوبيا 🇪🇹 من الناحية العسكرية متواضعة الامكانيات بالنسبة لقدرات المصرية ، جميع سلاح الجيش الإثيوبي حتى الآن كان الاتحاد السوفياتي العنصر الأهم في تمويله ، بل السوفيات ساهموا في دعم إثيوبيا بجميع حروبها مع الصومال 🇸🇴 أو ارتيريا وبلغت إحدى تمويلات السلاح ب 6 مليارات دولار ، في المقابل ، الجانب المصري يتفوق عسكرياً بجميع الجوانب على اثيوبيا خاصةً وافريقيا عموماً ، فالتسلح المصري متنوع وحديث ، أعتمد منذ زمن على السلاح الأمريكي 🇺🇸 والفرنسي 🇫🇷 والروسي 🇷🇺 ، ايضاً المسافة بين البلدين عنصر أساسي ، فالطريق برياً بعيدةً وتحتاج إلى طائرات ✈ قادرة على الوصول للأهداف وايضاً القواعد العسكرية والبحرية في البلاد المجاورة تلعب دوراً جوهرياً ، التى تفتقدها حتى الآن إثيوبيا 🇪🇹 ، عكس مصر 🇪🇬 ، فمصر أصبحت في مجال الغواصات قوة كبيرة ، رقم 16 عالمياً وسلاحها الجو يعتمد على الرفال الفرنسي وال F16 الأمريكي وهذا تفوق أخر .

هكذا تعلمنا من التاريخ ، فالبلاد التى تعتمد نظام العشوائي لا تضيء بدورها أنوارًا قبل أن تخمد سواها ، ولا تعبد طريق قبل أن تهدم شقيقه ، وفي بلد تعداد سكانه بإزدياد مستمر مثل مصر ، لا ينفع معها نظام عشوائي النهج ، طائش ، فارغ من الخطط ، لهذا ، كانت الصين 🇨🇳 مبكراً عالجت بإقتدار مسألة التصحر في مناطق واسعة ، الذي دفعها إلى الاستعانة في إدارة الموارد المائية ، وبالتالي لديها خيرة كبيرة في مجال تكرير المياه والتقطير واعتماد الري الليلي بدل من الصباحي ، لأنه يجنب تبخر الماء ، وذلك يصب كله في صالح الزراعة ، فلبلد يحتاج حسب تعداده السكاني الحالي إلى 115مليار متر مكعب وهو لا سواه يعاني بصراحة 😶 من تصحر وهطول الأمطار ، وإذا حسنت نوايا اثيوبيا ، بالمؤكد سيستفيد السودان 🇸🇩 من كهرباء ⚡ السد وايضاً سيوقف الفيضانات السنوية التى عادةُ تقتل الزرع وتهدم البيوت والبنية التحتية ، بل السد بالنسبة للسودانيين ، إذ ما صدقت النية الاثيوبية سيكون الري في المناطق المتاخمة يسير ونافع ، لكن دون إتفاق ملزم لا أحد يضمن في المستقبل حصص المياه للبلدين ، هل ستبقى على ما هي ، أو 😣 سيتم تقليلها تحت ذرائع مختلفة ، في المقابل ، مازال القلق مشروع حول البنية التحتية لسدد ، لا أحد يعرف بدقة جودة البناء ، بالطبع ، خيارات مصر 🇪🇬 متعددة في مسألة تنويع مصادر المياه ، وبعيداً عن الخط التقليدي لمجرى النيل ، هناك مياه 💧 بحيرة فيكتوريا والبحرين الابيض والمتوسط يمكن مضاعفة التحلية ويمكن ايضاً تفعيل قناة وبشكل سريع موازية للنيل ، وهذا ايضاً ينطبق على حوض بحر الغزال وكذلك على قناة جونقلي بين السودان ونهر النيل .

لا عجب من جانبي للعلاقة الروسية الإثيوبية ، فإن العلاقة الدفيئة ليست وليدة اللحظة ، ابداً ، وهنا 👈 لا بد من التميز بين الإتحاد الروسي والإتحاد السوفياتي ، فالعمل الدبلوماسي المصري لا يعتمد في الأصل وهكذا يتوقع المرء أو من المفترض ، على حسن النوايا أو على الزعل أو الرضى ، بل لا بد للعلاقات الدبلوماسية أن تفهم تماماً كما هي وعلى ماء بيضاء ، لأن ببساطة موسكو اليوم ليست موسكو الشيوعيه بقدر أنها أقرب إلى الإمبراطورية القيصرية ، وبالتالي ، مراجعة التحالفات القيصرية السابقة واجب دبلوماسي ، وهو أمر فطن ومغري في ظروف متشابها لهذه الظروف ، كان التاريخ ترك في دفاتره علاقة صلبة بين موسكو واديس بابا والمسكوبية في القدس والجالية اليهودية ✡ ، وربما يبدو أو هكذا أعتقد، لأنني لا أملك معلومات دقيقة ، لكن ربما إتفاق اليوم بين الطرفين ( الروسي والاثيوبي ) مبني على إتفاق قديم كان يوماً ما ، والذي تكلل في الشروع لبناء 🔨 الطاقة النووية السلمية .

ما يفرض على الأرض 🌍 من حقائق أولية ، لا يمكن التعاطي معها إلا ضمن المنهجية الواقعية السياسية ، والذي أعنيه هو ، أن مساحة التحرك تتقلص ، في المقابل ، تتقدم البراغماتية السياسية وتشهد تفاقماً كبيراً ، أي الجميع يسعى إلى كسب من الترهل الحاصل مكاسب خاصة ، ومن ناحيتي أعتبر هكذا ، وهو بالمناسبة يظل موقفي ، بأن عبدالناصر لم يكن فقط شخصية كارازمتية ، استطاعت تحويل غضب الناس إلى انشراح أو الهزيمة إلى نصر قادم أو القمع إلى مصلحة وطنية يتوجب على كل وطني قبوله ، بل الرجل كان واحد ☝ من قلة لديهم معرفة عميقة بعلم الاستراتيجيات ، وهذا العلم جعله يعرف الفرق بين التكوين الاجتماعي بين ارتيريا وإثيوبيا ، فالارتيريون كانوا إلى جانب المصريين في جميع حروبهم ، يقاتلون جنباً إلى جانب القوات المسلحة المصرية دفاعاً عن مصر 🇪🇬 ، وهذه المواقف التى دفعت بعبدالناصر لكي يقدم كل الدعم لهم من أجل 🙌 أن ينالوا حقهم بالاستقلال عن إثيوبيا 🇪🇹 ، لأنه باختصار كان يعرف نوايا اثيوبيا وإسرائيل الساعيتين لبناء السد الذي يمكن له حبس المياه عن السودان 🇸🇩ومصر 🇪🇬 .

ولعل تاريخ من التفرد في القرار هو ما يدفعنا إلى الذهاب إلى النقض الساخن ، لم يكن السادات حراً بالكامل فيما يخص بالأمن القومي المصري ، لكن الرجل إنقلب على سياسات عبدالناصر تماماً عندما ابتعد عن أفريقيا والشؤون العربية واستسلم للحليف الإسرائيلي الجديد ، اعتقاداً منه ، أن الحلف سيؤمن لمصر مكانتها ، لكن المصائب التى ولدت من أحلام الوهم لا يمكن لها أن تتوارى أو تختبئ مهما طال الزمن ، لأن ببساطة ، هناك حقائق لا بد من مواجهتها على كافة المستويات . والسلام ✍








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب الله وإسرائيل.. تصعيد متواصل على الحدود اللبنانية| #غرفة


.. تقارير: إسرائيل استهدفت قادة كبار في أعلى هرم الهيكل التنظيم




.. جهود التهدئة.. نتنياهو يبلغ بايدن بقرار إرسال وفد لمواصلة ال


.. سلطات الاحتلال تخلي منازل مستوطنين في القدس بعد اندلاع حريق




.. شهداء بقصف إسرائيلي استهدف مدرسة تؤوي نازحين وسط غزة