الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عبدالناصر والجماهير

عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي

2021 / 7 / 17
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


في أحدى جلسات مجلس قيادة ثورة يوليو في مصر، أشار جمال عبدالناصر إلى عضو المجلس خالد محيي الدين وقال في تهكم يمزج الجد بالهزل: (( دة زعيمه ميكانيكي)).

الميكانيكي المقصود هو سيد سليمان رفاعي سكرتير الحزب الشيوعي، الذي كان يحمل أسم ((الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني))، الذي عرف إختصارا (( بأسم حدتو)).

هذا ما ذكره خالد محيي الدين في كتاب مذكراته المعنون (( ... والآن أتكلم )) بعد أن سرد خلفيات اللقاء الذي جمع بين القائد الشيوعي وعبدالناصر وكيف أنه أنبهر حينها بأحاديث وتحليلات الميكانيكي، قبل أن يعرف موقعه الطبقي. وحين أعلمه خالد محيي الدين بمهنة رفاعي صعق عبدالناصر وسأل محيي الدين: (( يعني أنت ممكن تبقى في الحزب ده وتتلقى أوامر من ميكانيكي ))؟

محيي الدين أضاف في مذكراته أن (( مسألة الميكانيكي هذه ظلت عالقة في ذهن عبدالناصر .. وظل يرددها دوما، أحيانا في تهكم، وأحيانا في إستنكار حتى بعد الثورة)).

هذا ما كان يكنه، جمال أبن عامل البريد حسين عبدالناصر، من أحترام للطبقات والشرائح التي ينتمي اليها والده. فماذا عن نظرته الى المثقفين وتعامله معهم؟

المثقف الجيد هو من يخدم القائد ونطامه. وإلا فمصيره السجن والتعذيب. وهذه قائمة غير كاملة بأسماء الكتاب والفنانين والصحفيين الذين زج بهم في سجون عبدالناصر:

يوسف إدريس، محمود أمين العالم، لويس عوض، فؤاد مرسي، أسماعيل صبري عبدالله، فؤاد حداد، صبري حافظ، إبراهيم عبدالحليم، محمد خليل قاسم، عبدالعظيم أنيس، أحمد فؤاد نجم، الشيخ إمام عيسى، محمد حمام، مصطفى أمبن، محمد صدقي، صنع الله إبراهيم، زكي مراد، رفعت السعيد، رؤوف مسعد، غالي شكري، طاهر عبدالحكيم، عبدالرحمن الخميسي، جمال الغيطاني، عبدالحكيم قاسم، سمير عبدالباقي، فتحي خليل، محمد حمام، كمال القلش، أحمد نبيل الهلالي، لطفي الخولي، علي الشريف، الفريد فرج، فؤاد حجازي، أحمد منيب، محجوب عمر، حسين عبدربه، مهران السيد، متولي عبداللطيف، سيد حجاب، صلاح حافظ، عبدالرحمن الأبنودي, فخري لبيب، والشاعر الفلسطيني معين بسيسو,

كثير من هؤلاء أمضوا سنين عديدة من شبابهم في سجون عبدالناصر، وتجرعوا أنماطا من التعذيب، وصفوا جانبا منها في أحاديثهم ومقالاتهم ورواياتهم. وأشتهرت على نطاق واسع رواية طاهر عبد الحكيم (( الأقدام العارية ))، و (( يوميات الواحات )) أي سجن الواحات، لصنع الله إبراهيم. وبين ما أشارت له تلك اليوميات حوار في أحدى جولات التعذيب بين جلاد السجن، والسجين الدكتور لويس عوض:
ــ انت دكتور في أيه يا وله يا لويز؟
ــ في الفلسفة
ــ طيب وماله.. عالج لي فلسفتي.. أنا فلسفتي بتوجعني ياواد يالويز.

ويذكر صنع الله إبراهيم في يومياته أن سجانا تعب من تعذيب السجناء فصرخ فيهم:
(( ياولاد الكلب ياللي مفيش في قلوبكم رحمة )).

تعذيب من نوع آخر خصت به حسناوات الفن المصري في زمن عبدالناصر، وهو ما كان يدعى بالـ (( كونترول)). أي السيطرة عليهن عبر أستدراجهن الى أوضاع مخجلة، وأبتزازهن بالتهديد بفضحهن في حال عدم التعاون مع أجهزة التجسس، مع أيهام البعض منهن بأن الطرف الآخر في تلك الأوضاع، وهو في العادة شخص متعاون مع تلك الأجهزة، بانه جاسوس أجنبي لدولة معادية وأجبارهن تحت طائلة الأتهام بالعمالة لبلد معاد، على العمل كطعم جنسي في عمليات تجسس، وحكاية الضابط (( موافي))، الذي عرف لاحقا أن أسمه الحقيقي صفوت الشريف، أكثر من معروفة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس: تلقينا رد إسرائيل على موقفنا حول وقف إطلاق النار وسندر


.. كارثة غزة بالأرقام.. ورفع الأنقاض سيستغرق 14 عاما | #سوشال_س




.. قوات النيتو تنفذ مناورات عسكرية متعددة الجنسيات في سلوفاكيا


.. طلاب جامعة كاليفورنيا الأمريكية يقيمون مخيم اعتصام داخل حرم




.. رئيس سابق للموساد: حماس متمسكة بمطالبها ومواقفها ?نها تحررت