الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من كتاب على هامش الايام

سليم نزال

2021 / 7 / 18
سيرة ذاتية


تذكرت ايام الثمانينات عندما كنا نستقل ترام آخر الليل، بعدما نكون قد سهرنا في أحدمقاهى المدينة. حيث كنا في ذلك الزمن نجلس في مقهى اليستفيرى، وهو من أقدم مقاهى المدينة، الذي كان يجلس فيه تروتسكى في الاعوام القليله التي امضاها لاجئا في النروج، قبل ان يمضى الى المكسيك ويقتله رجال ستالين هناك.
وكان هذا المقهى في تلك الازمان غالبا ما يقدم حفلات موسيقى الجاز القديمة التي كانت من الموسيقى التي أحبها.فتحت كتاب (فنجان قهوه) وهو كتاب ارسلته منذ وقت قصير بالبريد صديقة امريكيه تعيش مع زوجها في المكسيك. المراة ليست كاتبة لكنها تروى قصة حياتها وتجربتها اليوميه في مجتمع مختلف عن الذي تعرفه. لقد قررت (امريكا) وهذه هواسمها في الرواية ان تغادر النمط الاستهلاكى المادى في امريكا لكي تعيش في مجتمع بسيط. الكتاب رائع فعلا وجعلنى أنا ايضا (اعيش) حياتها اليوميه البسيطه في المزرعه والهموم اليوميه لهم في هذا الجزء من العالم. بعد وقت تقدمت نحو ى امراة ثملة ورائحة الكحول قوية لديها. كانت تتحدث أحاديث غير واضحة عن قصص لا افهم منها شيئا لكني زعمت أني افهم ما تقول من باب المراعاة. انا لست في وضع ادانةأحد من الناس. ليس فقط من مبدا لا تدينوا لكي لا تدانوا. لأني أعرف انه حتى وان كنت لا تدين أحد ستجد بعض الحمقى من يدينوك بسبب أو بلا سبب.
اعتقد ان أقدم بضاعة في التاريخ هي ادانة الاخرين. على كل حال انصرفت المراة بعد وقت قصير. ثم بدا المسافرون والمسافرات يتدفقون. كان يجلس امامى شاب المانى كما اظن مع صديقته الجميله وراحا يلعبان الورق، وهما يبتسمان معظم الوقت. ثم جاءت صبايا لا أعرف من اين وجلسن يثرثرن بلغة ربما تكون الهولنديه ان لم أكن مخطئا.ثم جاء رجل وزوجته مع طفلهما الذي كان يتحرك طوال الوقت وهما يلحقانها كلما ابتعد عنهما. وبدا المسافرون يتدفقون.كانت المراة اتكتب على الكومبيوتر لم تزل مستغرقه في الكتابه كأن لا شيء حولها. اما المراة الافريقيه فكانت لم تزل مستغرقه في النوم وهي جالسه على المقعد. اما الرجل الذي كان يقرا الصحيفة فيبدو انه ذهب الى مكان اخر.
خرجت للمرة الاخيرة لأدخن والقى نظره على المدينة الهادئة التي امضيت فيها جل حياتى. ثم وصلت رسالة من الصحافية التي من المفترض ان تستقبلنى لدى وصولى لمطار بلدها انها لن تتمكن من المجىء. لكنها كتبت لي العنوان واى تاكسى يوصلنى هناك.
كان الترام الصباحى قد بدا يتحرك في هذا الصباح البارد. قلت في نفسى عمت صباحا يا أوسلو!بعد قليل جاءت الحافلة المتوجهة الى المطار واسرعت لكي اجلس في ركن لكي ارتا ح لأن امامى ساعة ونصف تقريبا. بعد بضع ساعات سيكون هناك لقاءات عدة فلا بد لي ان اكون يقظا.
من كتاب على هامش الايام الصادر عام 2019








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من هم المتظاهرون في الجامعات الأمريكية دعما للفلسطينيين وما


.. شاهد ما حدث مع عارضة أزياء مشهورة بعد إيقافها من ضابط دورية




.. اجتماع تشاوري في الرياض لبحث جهود وقف الحرب في غزة| #الظهيرة


.. كيف سترد حماس على مقترح الهدنة الذي قدمته إسرائيل؟| #الظهيرة




.. إسرائيل منفتحة على مناقشة هدنة مستدامة في غزة.. هل توافق على