الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصين و أمريكا في ميزان المقارنة ( 4 )

آدم الحسن

2021 / 7 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


في سنة 2008 دقَ جرس الإنذار بشدة لدى أمريكا و البعض من حلفائها بعد أن تمكنتْ الصين من إنشاء و تطوير اقوى كومبيوتر في العالم , و بدأ منذ ذلك التاريخ تنافس لم يسبق له مثيل بين الصين من جهة و المعسكر الأمريكي المتخصص في هذا المجال الذي يضم بالإضافة الى امريكا كل من اليابان و بريطانيا , فخلال الفترة من 2008 لغاية 2018 تناوب على كرسي التفوق في مجال صناعة أقوى كومبيوتر في العالم تارة دولة من المعسكر الأمريكي و تارة أخرى الصين .

و في سنة 2018 كان اقوى كومبيوتر في العالم صيني و سرعته حوالي 93 الف مليون مليون عملية في الثانية الواحدة أي ( 93 و أمامه 15 صفر ) إجراء حوسبي في الثانية .... !!
لكن بعد ذلك تمكن المعسكر الأمريكي من إنشاء كومبيوترات فائقة القدرة أعلى من الكومبيوتر الصيني , و قد وصل الرقم القياسي حاليا لسرعة 422 الف مليون مليون عملية في الثانية الواحدة أي أربعة أضعاف قوة الكومبيوتر الصيني بنسخته الأخيرة ...! و هذا الرقم مُسجلْ باسم كومبيوتر ياباني و هو ثمرة التعاون الأمريكي الياباني .
السؤال هو : لماذا توقفتْ الصين منذ سنة 2018 على إنشاء كومبيوتر أقوى من ما لديها ...؟
قد يكون الجواب يتعلق بأسرار لا تريد الصين الإعلان عنها أو أن الصين لا تجد أي ضرورة ملحة تحتاجها التطبيقات في هذه المرحلة لكومبيوتر قدرته أعلى من مئة الف مليون مليون عملية في الثانية , أو بسبب عدم قدرة الصين في هذه المرحلة إنتاج كومبيوتر بقدرة أعلى من ما لديها .... و هنالك احتمال آخر هو أن الصين انتقلت نحو انشاء الكومبيوتر الكمومي .

** الكومبيوتر الكمومي :
لقد وجدت تطبيقات نظريات الكم مجالا هاما و حساسا لها و الذي سيغير الكثير من نتائج التنافس بين الدول في كل مجالات العلوم و التكنولوجية ألا و هو الكومبيوتر الكمومي , هذا الكومبيوتر الذي يتوقع أن تفوق سرعته بمليارات المرات من اسرع و اقوى كومبيوتر موجود في العالم حاليا , سرعة خيالية لا يمكن تصورها , و ابرز دولتين يتنافسان في هذا المجال هما الصين و امريكا .
التكنولوجية التي يعمل بها الكومبيوتر الكمومي هي في غاية التعقيد و ما يتم تسريبه من معلومات عن تجارب الدولتين , الصين و امريكا , قليلة جدا و تقتصر على كمية التخصيصات المالية لمشاريعهم في هذا المجال و التي هي بمليارات الدولارات مع درجة اهتمام شديدة من قبل قادة الدولتين , أما الأمور الفنية التي تتسرب فهي شحيحة جدا مثل الحديث عن إن معالج الكومبيوتر الكمومي يعمل في درجة حرارة قريبة جدا من الصفر المطلق ( -273 ) درجة مئوية و أمور فنية عامة أخرى عن فيزياء الكم .

** النانو تكنولوجي :
كل الدول الصناعية دون استثناء مهتمة جدا بهذا المجال الحيوي حتى أن البعض يريد أن يسمي العصر القادم بعصر النانو تكنولوجي , لذا ليس غريبا أن يدخل هذا المجال في دائرة المنافسة الشديدة بين عمالقة الصناعة في العالم و خصوصا الصين و أمريكا .

النانو هو جزء واحد من المليون من المليمتر و تكنولوجية النانو هي تلك التكنولوجية التي تعمل و تتعامل مع هذه الأبعاد المتناهية في الصغر , في مجال قريب من التكوين الجزيئي للمواد حيث يتم تعديل اصطفاف جزيئات المادة و بذلك تتغير بعض مواصفات هذه المواد .

تدخل هذه التكنولوجية في العديد من الاستخدامات في الصناعة على اختلاف أنواعها و الزراعة و الصحة و الروبوتات المتناهية الصغر و التكنولوجية العسكرية و غيرها حتى يمكن القول أن تكنولوجية النانو ستدخل في كل المجالات .

تناول أمثلة بسيطة قد توضح مدى اهمية هذه التكنولوجية ... فمعدن الحديد المصنع بالنانو تكنولوجي تفوق قدرته على تحمل القوى بعشرات المرات من قدرة تحمل الحديد المصنع بالطرق التقليدية و بذلك تكون كمية الحديد المصنع بالنانو تكنولوجي المطلوبة لتشيد الأبنية و الجسور و غيرها أقل بكثير من كمية الحديد المصنع بالطرق التقليدية , أفل من عُشرْ الكمية المطلوبة .

و باستخدام تكنولوجية النانو في صناعة هياكل الغواصات تمكنت الصين من أنشاء غواصة للأغراض التجريبية و النزول بها و هي مأهولة لعمق تجاوز العشرة كيلومترات و تحديدا لعمق 10909 متر و بذلك اقتربت من الرقم القياسي الأمريكي الذي هو 10927 متر , أعماق متقاربة جدا فالفرق بضعة أمتار فقط , لكن التفوق الصيني على أمريكا كان في حجم الغواصة , فالغواصة الصينية التجريبية كانت أكبر من الغواصة الأمريكية و فيها ثلاث باحثين صينيين , في الغواصة الأمريكية كان فيها باحث واحد , و لغرض تصور مقدار الضغط الكلي الخارجي على الغواصة في مثل هذه الأعماق علينا أن نعرف أن مقدار الضغط عند تلك الأعماق بحدود 11 طن على السنتمتر المربع الواحد ...!
الغرض المعلن لهذه التجارب هي دراسة الأحياء البحرية في مثل هذه الأعماق لكن الحقيقة ربما تكون غير ذلك , فالغواصات الحربية الحاملة للصواريخ النووية بحاجة للغوص في أعماق كبيرة كي يستحيل كشف مواقعها ....!

** الوقود الأيوني : هذا الوقود بدأ استخدامه في تكنولوجية الفضاء و بواسطته يمكن زيادة سرعة الصواريخ و تقليص الزمن المطلوب للوصول للهدف و كذلك قطع مسافة تعادل عشرة مرات المسافة التي يقطعها الصاروخ باستخدام نفس الكتلة من الوقود .
محركات الوقود التقليدي للصواريخ تعتمد على حرق و اندفاع الغازات و المواد الناتجة من الاحتراق الى الخلف و هذا يؤدي الى اندفاع الصاروخ الى الأمام ... أما محركات الوقود الأيوني فيعتمد على تحويل الوقود الى ايونات تندفع الى الخلف بفعل مجال كهرومغناطيسي يمنحها سرعة عالية فيكون زخم اندفاع الصاروخ الى الأمام عالي ايضا .
و الإنجاز العلمي و التكنولوجي الأبرز قد تحقق على يد علماء تكنولوجية الفضاء الصينيين حيث تمكنت الصين من استخدام الوقود الأيوني في مركبة فضائية مأهولة و هي المحطة المدارية الصينية الموجدة حاليا في مدارها و فيها ثلاث رواد صينيين و ستحتاج كتلة من الوقود في السنة للحفاظ على مدارها في الفضاء تعادل عُشرْ كتلة الوقود التقليدي .
لا شك أن الصين هي الآن في المرتبة الأولى في محركات الصواريخ التي تعمل بالوقود الأيوني و بعدها تأتي أمريكا في المرتبة الثانية .
بواسطة الوقود الأيوني سيتم اختصار الزمن لقطع المسافات عبر الفضاء و ستحتاج المركبات لوقود اقل بكثير من ما تحتاجه الصواريخ التقليدية و ستشكل الصواريخ بمحركات تعمل بالوقود الأيوني طفرة كبيرة و نوعية في تكنولوجيا الفضاء .
أما التجارب و البحوث في استخدام المحركات التي تعمل بالوقود الأيوني في الصواريخ الحربية العابرة للقارات فلم يتسرب عنها أية معلومات لحد الآن ....!

(( يتبع ))








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الولايات المتحدة و17 دولة تطالب حماس بإطلاق سراح الرهائن الإ


.. انتشال نحو 400 جثة من ثلاث مقابر جماعية في خان يونس بغزة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن قصف 30 هدفا لحماس في رفح • فرانس 24


.. كلاسيكو العين والوحدة نهائي غير ومباراة غير




.. وفد مصري يزور إسرائيل في مسعى لإنجاح مفاوضات التهدئة وصفقة ا