الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخطاب الشيوعي العراقي .....في الميزان

غدير رشيد

2021 / 7 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


(( هذا موضوع قديم جديد،لأنه أثير عدة مرات في السنوات الماضية بعد 2003 ولازال يثار بين مدة وأخرى، مما يستدعي تدخلا من الإخوة في اللجنة المركزية والمكتب السياسي أو على الأقل تفسير الأمر لأن الموضوع يتداوله الأعضاء والأصدقاء)).
اثارني لقاء السيد (مفيد الجزائري) في قناة العراقية في برنامج (خطى) والذي إنتهى في 17 تموز 2021، خاصة وإن السيد الجزائري عضوا في المكتب السياسي كما أعتقد كما إنه صحفي منذ حوالي ستين سنة وبالتالي فهو الأجدر بالتعبير عن أفكار الحزب الشيوعي العراقي،موضع الإثارة بل والإستفزاز عندما فشل الجزائري في تقديم إجابة شافية للمقدم الشاب ( السيد علاء الحطاب) عن أحداث كثيرة منها جريمة بشت اشان، وإدعائه الخاطيء بأن الحزب لم يشارك في إنتخابات 2010 وعدم معرفته بنسبة الشباب في الحزب وغيرها من عدم الدقة في طرح رؤية الحزب الشيوعي،وأخطر مواطن الفشل هي مايخص أحداث بشت أشان لأهميتها القصوى ولكونها تخص شباب وشابات شيوعيين يجب أن يبقوا في الذاكرة حيث لم يعطها الجزائري حقها كونه :
1- لم يعرف الجزائري عدد شهداء الحزب في بشت أشان.
2- لايعرف من أصدر أمر الهجوم ومن هو المسؤول المباشر من طرف الإتحاد الوطني.
3- يبدوا إنه لم يسمع بموضوع الأسرى والتمييز بين العرب والكرد وعدد من قتل منهم.
4- إستهانته بأرواح الشهداء لأنه رغم تحميله الطالباني المسؤولية لكنه عندما ذكره أشار إليه بمصطلح ( طيب الذكر!!!!).
5- إنكاره لوجود جبهتي (جود) و( جوقد) وكإنه لايعرف أو لم يسمع بها بل يعرف واحدة منها فقط.
6- والأغرب إنه لايعرف ولم يطلع على مذكرات (ملا بختيار) ولم يشاهد مقابلته التي أشار فيها الى مسؤولية قيادة الإتحاد عن الجريمة، وكنت أعتقد إن اللجنة الثقافية في الحزب تتابع ما يصدر من كتب وتتابع البرامج التلفزيوينة الخاصة بتاريخ العراق وتوجه الأعضاء لقراءة تلك الكتب ومشاهدة البرامج وإذا بعضو المكتب السياسي والمثقف الشيوعي لايعرف فكيف بالعضو العادي.
7- تأكيده إن الحزب نسى الموضوع ولم يدقق في حيثياته مما إستفز مقدم البرنامج الشاب غير الشيوعي الذي قال له : كيف لم تبحث وأنت صحفي قديم وقائد شيوعي وشهدائكم كثيرون ....وكانت إجابته إنهم إنشغلوا بالصعود للجبل فسأله المقدم وماذا بعد ذلك بسنوات فكانت إجابته قاتلة ..إنشغلنا بالهم الوطني !!!!!
أجوبة الجزائري تمثل ضعف الخطاب الشيوعي في مخاطبة العراقيين وهو ما دأب عليه ممثلو الحزب المتصدين للإعلام منذ 2003 وعددهم كما نعرف لايتعدى أصابع اليد الواحدة !!!! بالرغم مما عرف عن الشيوعيين في العقود السابقة من الثقافة العالية والقدرة المتميزة على الإقناع والجرأة في الخطاب مستندين الى أهم مايتميزون به وأعني الثقافة العالية التي يتمتع بها أعضائه مهما كانت درجته الحزبية بسيطة لأن الدرس الأول لكل شيوعي هو القراءة ، لذلك كان الشيوعيون يقراون في السياسة والتاريخ والدين والفن، ومن يعود بذاكرته لفترة السبعينيات التي عشناها يتذكر تاثير المثقفين الشيوعين العراقيين على المجتمع العراقي، مثل العمود الصحفي (لأبو كاطع) في ( طريق الشعب) الذي جعل القراء (ولم يكونوا شيوعيين فقط) يبدأون قراة الجريدة من الصفحة الأخيرة حيث عمود أبو كاطع وليس الأولى بأخبارها السياسية المهمة.
كان من المتوقع من الجزائري أن يقدم للمشاهد معلومات تفصيلية عن الشهداء من حيث الجنس/ الأعمار / التخصصات / المناطق/ القومية وحتى الديانة ، لينبه الشباب والجمهور إلى الميزة التي ينفرد بها الحزب عن غيره والتي يتمنى العراقيون أن تعم على كل الأحزاب السياسية وأعني بها التنوع الحقيقي في تركيبة أعضائه، إضافة لإبراز جهادية الشيوعين الذين تركوا شهاداتهم وأعمالهم للدفاع عن الوطن ، وان يوضح دور المرأة الشيوعية في النضال الوطني ويقدم معلومات عن مجريات المعركة وكيف قاوم الشيوعيون رغم قلة عددهم لآ أن يشرح لنا كيف هرب من المعركة وكأن همه الأساس كان هو الهروب.
وكان عليه أن يكشف أسماء المجرمين إبتداء من الطالباني الى نوشيروان ويقدم تحليلا مهما إن الحركة الكردية طغت عليها المصالح الشخصية وينتقد (جلال) لأنه لم يعتذر عن جريمته إذ لايجوز أن ينسى كل ذلك وهو يتحدث عن شهداء وأمام ملايين العراقيين ومن المعيب أن يقول عن عددهم إنهم بحدود الستين، وكان عليه أن يحفظ أسمائهم!!!!!نعم يحفظ أسمائهم ليعرف الشباب إن الشيوعيين لاينسون شهدائهم.لم يتذكر ( الجزائري) إنه مشاهديه قد يكونون من عوائل الشهداء ورفاقهم أو من الشباب الذين يسمعون معلومات مزيفة عن عدم إحترام الشيوعيين للعادات وأهمية تعريفهم بالرموز الوطنية التي يتاثر بها الشباب.
المشكلة في المتصدين من الحزب للإعلام لايدركون إن أي لقاء هو فرصة لتقديم أفكارهم للشباب، وتاريخهم يوفر لهم خزين هائل من الأعمال العظيمة ولكن ومع الأسف وهو ما تكرر مع أعضاء آخرين إنهم يحضرون اللقاء وهم غير جاهزين له ولم يتفقوا على الرسالة التي يريدون إيصالها وقد يكون هذا إنعكاسا لواقع هو إنهم بالفعل غير مهتمين ولم يتعبوا أنفسهم بجمع الوثائق كجزء من تاريخ الحزب، إضافة لغياب الجرأة في طرح الأفكار وتوضيح الأحداث كما هي وقد سبق قبل سنوات أن سئل السيد ( أبو داود) في لقاء تلفزيوني عن عدد شهداء الحزب في 1978 فاجاب .....( هواية !!!!) مما يدل على إن الحزب لا يولي هذه المسألة أهمية بينما إدعى ممثل حزب الدعوة في نفس البرنامج إن شهداؤهم 74 ألف واضاف مئات لهم ليوحي للمشاهد بمصداقيته، وعندما سئل ( أبو داود ) عند سبب إنقلاب (صدام) على الشيوعيين، أجاب إنه رجل مزاجي ...متقلب !!! وكإن إجراءات (صدام) كانت شخصية وليست خطة مرسومة بدعم دولي لأن منتصف السبعينيات شهدت صعود التيارات الإسلامية وبدأها السادات في 1975 عندما أطلق سراح الإخوان المسلمين لتأديب الشيوعيين في الجامعات، وحتى نجاح الثورة الإسلامية في إيران ترتبط بتلك المسألة وصعود القاعدة وإنتشار المظاهر الدينية في الدول العربية والتي تتطلب قمع الأفكار التقدمية بل إن ( صدام) فعل فعلته لتصحيح مسار حكمه الذي إضطر في بداية السبعينيات لتبني قرارات ثورية ( قانون العمل والضمان الإجتماعي مثلا، والتحالف مع السوفييت الذين كان يمقتهم....الخ ) وتبعها لاحقا بقررات الخصخصة وقبلها الحرب مع إيران وكلها لم تكن ممكنة مع وجود الشيوعيين وبعض البعثيين الميالين للتحالف مع اليسار مثل (عبد الخالق السامرائي)، كل هذه الأمور لم يتذكرها (أبو داود) لأنه وقيادة الحزب إما لا يدركونها ولم يفكروا بها أو إنهم لايهتمون بها خاصة بعد 2003 حيث العمل العلني والفرص المتاحة لإعادة النظر بتاريخ العراق والحركة الوطنية وخاصة تاريخ الحزب مع توفر الكثير من الوثائق والسبب في تقديري هو إنشغالهم بالصالونات السياسية والعلاقات مع الأحزاب والمجاملات والدليل إنهم لم يصدروا كتبا لها قيمة علمية وتاريخية عن أحداث العراق مما أفقدهم ثوريتهم الشيوعية ولم يكسبهم خبرة العمل السياسي التآمري الذي تسلكه الأحزاب العراقية حاليا. وأعتقد إنهم ضيعوا (18) سنة بندب حظهم وإلقاء اللوم على العراقيين لأنهم لايقدرون نضال الحزب بدلا من التفكير الإستراتيجي لإعادة بناء الحزب والحفاظ على نقاوة الأعضاء وعدم الإنخراط مع بقية القوى السياسية في التركيز على حقوق الأعضاء.
في منتصف السبعينيات وبعد أن قرر الحزب تجميد المنظمات المهنية إرضاء للبعث وضد رغبة الغالبية العظمى من الأعضاء، كنا نقول عن الحزب ...إنه حزب تربوي ...وليس ثوري، أي إنه يكسب أعضائه الوعي ويفقدهم الثورية.
أخشى أن يكون الحزب قد أصبح الآن ...لاثوريا ولا تربويا ...... والدليل بؤس خطابه وإعلامه الذي أخشى أن يكون نتيجة ومؤشر لقضية أخطر يمر بها هذا الحزب العريق تستدعي الدراسة والتأمل...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن في الرياض.. إلى أين وصل مسار التطبيع بين إسرائيل والس


.. طلاب مؤيدون للفلسطينيين يرفضون إخلاء خيمهم في جامعة كولومبيا




.. واشنطن تحذر من -مذبحة- وشيكة في مدينة الفاشر السودانية


.. مصر: -خليها تعفن-.. حملة لمقاطعة شراء الأسماك في بور سعيد




.. مصر متفائلة وتنتظر الرد على النسخة المعدلة لاقتراح الهدنة في