الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ازمة -غياب البديل -

هاني محمد عوني جابر

2021 / 7 / 18
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


ما من نظام قائم على رفض سلطه القانون الا وتم اقصاءه بمرحله ما .. فالتاريخ يشهد على انظمة قمعية لفظتها الجماهير حتى لو بعد حين ..فالمحيط العربي مثال حي على تلك الانظمه التي لا زالت تعاني من بقايا ارث تلك الانظمة على الرغم من الثورات التي تمت ..الا ان ارث الماضي ما زال حاضراً مما أدى الى انتكاس تلك الثورات ...وخروجها عن أسبابها فأدت الى نتائج عكسية وبمستويات مختلفة من دولة لاخرى ..الا انها وقعت بنفس المأزق وهو عدم نضوج البديل الثوري وعدم وجود أحزاب وحركات قوية قادرة على احتواء الحالة ...
في الحالة الفلسطينية وبعد استشهاد نزار بنات كونة يحمل فكراً معادياً لنظام قمعي قائم .تبين حجم تغلل النظام الأمني في العصب السياسي الفلسطيني . وان لا رقابة على تلك المؤسسات " الامنية " التي تستحوذ ميزانيتها على 32 من الميزانية العامة للسلطه الفلسطينية وهي اضعاف ما يصرف على التعليم والصحة والتي هي أيضا تعيش انتكاسة بسبب غياب الميزانيات المطلوبة ..
كون الامن يستحوذ على النسبه الأكبر من الميزانية يستدعي النظر اليه كأمن موجه وفق رؤية وعقيدة امنية تستهدف الحفاظ على النظام القائم ..لا للحفاظ على السيادة الأمنية والعسكرية للأرض التي تستباح يومياً من المحتل .. بمعنى وظيفتها تقتصر على ضرب أي " تهديد " داخلي لوجودها ..تلك هي محددات اوسلو الامنية التي تترجم يومياً على الأرض .. اما الحديث بان التنسيق الأمني مقدس ..نعم فهو مقدس براي أصحاب النفوذ لانه يحمي وبالشراكة مع المحتل " نظام السلطه القائم " فالاستهداف اليومي وعبر التخابر الرسمي مع المحتل " للمقاومين " دليل على ذلك ..فهذا المقاوم او صاحب الراي المختلف يشكل تهديداً لهذا الوجود ..تلك العقيده غير الوطنية أصبحت القاعدة التي تنطلق منها أدوار تلك الاجهزة ..فاصبحت اكثر تاصلاً في الفكر السياسي الرسمي ...تفكيكها يستدعي اعادة صياغة المشهد الفلسطيني وفق رؤية سياسية وطنية بعيداً عن اوسلو أساس نشوء وتكوين السلطة ....
هي ازمة اخلاق وطنية ..في فهم المعنى الوطني لسيادة القانون ..وازمة قانون في ظل غياب المرجعيات الوطنيه القادرة على مراقبه الفعل السياسي والأمني ..وبقاء السلطة ونفاذ القانون بايدي أصحاب القرار ..
وكما يبدو ان عدم الحسم باننا حركة تحرر وطني ما زالت تقاوم وجود محتل على الأرض وبين الدعوة الى دولة المؤسسات في ظل غياب المرجعيات الوطنية. والارتهان الى محددات اوسلو وغياب التناغم بين هذين الطرحين أدى الى التخبط والى الانحسار في مواجهه طرف للاخر. طرف يعتبر اننا لا زلنا في سياق حركة تحرر وطرف اخر دولة المؤسسات .تحتاج الى حماية وجودها ...
جرت محاولات للمقاربه بين التجربة اللبنانية والتجربه الفلسطينية الا ان المشهد مختلف وبالتالي النتائج مختلفة لسنا في صدد الحديث حولها ....
المشهد الفلسطيني المرتبك داخليا اصبح اكثر وضوحاٌ للمواطن الفلسطيني ..فاصبح اكثر تفاعلاٌ مع الشأن الداخلي تحديدا بعد استشهاد نزار بنات. ومطالبه اكثر تحديداٌ ...اهمها رحيل النظام ...هنالك من كان اكثر وضوحاٌ وقال نعم لرحيل النظام من خلال اجراء انتخابات داخلية نزيهة ..وهنالك من اكتفى برحيل النظام ...دون حلول او معتقدا بان الواقع سيفرض بديلا وطنيا ..
السؤال المهم ..؟ في حال تم اسقاط النظام القائم بضغط شعبي متواصل " حاليا " واشدد على كلمة حاليا ..ما هي البدائل المطروحه ؟؟
انتخابات سقفها أوسلو ؟ انتخابات تحت نظام امني قمعي ؟؟؟ انتخابات والصف الوطني لا زال منقسماً ..؟ انتخابات وعدم وجود بديل وطني واضح المعالم ..؟
وللذين مع نظريه ..اسقاط النظام ..وان الواقع سيفرض بديلا وطنيا ..هل افرزت الثورات العربيه بدبلا وطنيا بعد سقوط تلك الانظمة ..؟ ام ما زالت تلك الثورات تعيش المزيد ثم المزيد من تلك الانتكاسات ..؟
أرى بأن شعار اسقاط النظام " حاليا " في ظل غياب المكون الأساسي للتغيير والحامي لها من حركات وأحزاب وقيادات ..غير واقعي وسيؤدي الى المزيد من الفوضى ..او ان البديل سيكون من لديه القوة والنفوذ على الأرض مثل دحلان او حركة حماس ..اللذان يلعبان دوراً في الازمة الداخلية ....
شعار اسقاط النظام يحتاج الى بدائل ثورية قادرة على احتواء الحالة وقادر على الربط بين مكونات النضال الفلسطيني بامتلاك كافه خيارات المواجهة والى رفع السقف الفلسطيني ...
كان من الممكن بعد انتفاضة باب العامود والحرب على غزة وحالة الاشتباك في القدس والداخل المحتل أن تشكل رافعة وطنية صلبة للبناء عليها ..الا ان استشهاد نزار بنات اعادنا الى اهمية مواجهه الوضع الداخلي الذي اصبح عائقا ام أي مواجهة خارجية مع المحتل ..هذا الوضع الذي تراكم بفعل سنوات خابت فيه المؤسسات الرقابية والمرجعيات الوطنية ...هي معادله جديده فرضت نفسها وتحتاج الى اعاده تفكيك وتركيب من جديد ..بحاجه الى جهد وطني خالص بعيداً عن المحاصصه والانقسام ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Human Rights - To Your Left: Palestine | عن حقوق الإنسان - ع


.. لمحات من نضالات الطبقة العاملة مع امين عام اتحاد نقابات العم




.. كلمات ادريس الراضي وخديجة الهلالي وعبد الإله بن عبد السلام.


.. الشرطة الأمريكية تعتدي على متظاهرين داعمين لغزة أمام متحف جا




.. الشرطة الأميركية تواجه المتظاهرين بدراجات هوائية