الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخروج من اللعبة

علا مجد الدين عبد النور
كاتبة

(Ola Magdeldeen)

2021 / 7 / 18
الادب والفن


خرجت من خيمتها تزحف على أربع , لم يكن ألمها يحتمل ومع ذلك لم تجرؤ على الصراخ أو طلب العون , تحاملت على نفسها حتى ابتعدت عن مخيم النساء , كل خطوة تخطوها تمزق بطنها وستقط آلاف السياط على ضهرها بينما ينذرها الماء المنساب من بين فخذيها أن حان الوقت .
ابتعدت في الصحراء بالقدر الذي يسمح لها بإطلاق صرخات ألمها المختزن منذ سبعة أشهر , تناجي ربها كما سبقتها أمنا مريم العذراء من قبل وتمنت كما تمنت مريم أن ليتها ماتت قبل هذا وكانت نسياً منسياً ,
وهي كمريم لم تكن بغياً إنها فقط عاشقة متمردة , زمن بعيد يفصلها عن عهد الزيجات الموثقة فقد ولدت في عصر تجريم الزواج يوم بات كل من الرجال والنساء يعيشون في مخيمات منفصلة .
بدأ هذا مع عصر الجفاف وحروب المياة التي لاتنتهي , البعض قتل أولاده بيده حتى لا يعانوا الموت عطشاً , ومع إستمرار الجفاف وقتل الأطفال , توقف الجميع عن الزواج , وما الحاجة لإنجاب أطفال يعجزون عن إطعامهم وسقايتهم .
تسارعت إنقباضات رحمها اللحوح للفظ مافيه , عضت على أسنانها بيأس لتكتم صرخة فلتت منها أقرب للنحيب , رأته يسرع من بعيد حاملاُ مشعله
كيف عرف أنها تلد , وهل لاحظ غيره غيابها , اقرتب منها مبتسماً بخجل واحتضنها بين يديه متمتماً بآيات لم تفهمها , ينظر إليها بأسف وحب , لحظات وولد الصغير ضمته لصدرها تشتم فيه رائحة الإله , كم هي جميلة هدية الله , سألته:
- جميل أوي مش كده
كان منهمكاً في حفر الأرض ودفن ما حولها من رمال إمتزجت بدمها وبقايا الخلاص , هامساً بيأس – مفيش وقت- قبل أن يسحب الصغير من يدها ويدفنه , حاولت النهوض لمنعه ولكنه عاجلها بلكمة افقدتها وعيها .
حمل مشعله وأسرع مبتعداً , أما هي فكان أمله أن تجهز عليها وحوش الصحراء قبل أن تفيق وتتألم .
,,,,,,,, يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟