الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءات في زمان الوباء 2 الحلرب الصحية .

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2021 / 7 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


قراءات في زمن الوباء ـ2ـ
الحرب الصحية

اللافت للنظر أن السلوك الذي تتبعه الدول الغربية الكبرى في كفاح وباء الكورونا يتطابق مع سياساتها في مجالات أخرى . هذا يعكس على الأرجح ملامح عقيدة و نظام يمليان سياسات تقضي بأن تتقدّم الدول المشار إليها نظيراتها على المستوى العالمي لحيازة الوسيلة الملائمة حيال أية مشكلة عارضة او مفتعلة في ميدان من ميادين الحياة العامة ، ثم اتخاذها أداة للربح والهيمنة عن طريق تسويقها المشروط لزبائن مختارين .

إن الإنطباع الذي يخرج به المتتبع لمراحل وباء الكورونا المتتالية منذ عامين تقريبا ، الذي يعاني منه الناس في البلدان الغربية كثيرا على الصعيدين الإنساني و الإقتصادي مثل غيرهم في البلدان الفقيرة الخاضعة للنفوذ الأميركي ـ الأوروبي ، يتسم من وجهة نظري بالغموض و الحيرة أو بتعبير أدق هو مثير للشكوك. لا أظن أني ابالغ في القول ان بعض الدول في أوروبا تفرض بين آونة و أخرى ، في بلدانها ، نظاما عسكريا على المواطنين يجبرهم تحت طائلة القانون على أن يتقيّدوا بالتعليمات والإجراءات التي تتخذها سلطاتها من أجل " محاصرة الوباء " .

مجمل القول أن الدول الغربية الكبرى تسعى إلى انتاج لقاح ذو فعالية لا ُتضاهى ، يتيح لها السيطرة على الفورة الوبائية الحالية و على أية فورة جديدة ، كسلاح تضمه إلى ترسانتها العسكرية ، تجهّزبه جندها و جنود الدول الدائرة في فلكها تدعيما لنفوذها و خدمةً لمصالحها . فمن البديهي أن دولا و تنظيمات مسلحة عديدة في هذا العالم ، لا تصنع السلاح الذي تستخدمه ، فغالبا ما يمنح لها مجانا تمهيدا لبلوغ أهداف تقصدها الدولة المانحة .

بكلام أكثروضوحا و صراحة ،يوحي سلوك الدول الغربية الكبرى و على رأسها الولايات المتحدة ، في مواجهة جائحة الكورونا ، بوجود نيةِِ ُمضمَرةِِ لديها لتوظيف أدوات " الحرب الصحية " ضد أعدائها و منافسيها ، إلى جانب وسائل الضغط الأخرى ،المالية ( الدولار ) و براءات الإختراع الصناعية والزراعية ( المبيدات الحشرية ، البذور المعدلة جينيا ) والفكرية و العلمية ( انتاج الادوية الطبية و اللقاحات ) . تجدر الإشارة في هذا السياق أيضا إلى اجتذاب العلماء و الطلاب الواعدين في البلدان الناشئة و الفقيرة بواسطة الإغراءات المادية و توفير ظروف عيش آمنة لهم في أوروبا و أميركا ، من المعروف أنها صارت مفتقرة في كثير من هذه البلدان .

يحسن التذكير في معرض التفكر في العوامل المؤثرة على انتشار الوباء و على نسبة الإصابات و معالجتها ، مثل العقوبات التي تفرضها الدول الغربية الكبرى على بعض البلدان التي تمتلك ثروات منجمية ، كدول شرق المتوسط على سبيل المثال ، حيث تُحرم هذه الأخيرة من بيع انتاجها النفطي و الزراعي و الصناعي ، بالدولار الأميركي من جهة و تُمنع من شراء المشتقات النفطية و المواد الغذائية و الادوية و الأدوات الطبية من السوق العالمية من جهة ثانية بالإضافة إلى تجميد حساباتها في المصارف العالمية ووقف كافة أشكال المعاملات المالية معها . من البديهي أن هذا كله يضعف الدولة و يحد من الإمكانيات المتوفرة في القطاع الصحي ، ناهيك من أن تفشي وباء مؤذ ِِ و اشتداد الأزمة الإقتصادية و فقدان المواد الإستهلاكية الضرورية ،و ازدهار المضاربات و السوق السوداء ، يخلق أجواء مؤاتية لتشرذم الناس وإغراق المجتمع في الفوضى العارمة و انتهاك البلاد من قبل القوى الأجنبية التي تريد تفكيكها و إلغاء دولتها أو أجهاض مشروع الدولة الوطنية فيها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض ضغوط عضو مجلس الحرب بيني غانتس لتقديم خطة واضحة


.. ولي العهد السعودي يستقبل مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سو




.. جامعة أمريكية تفرض رسائل اعتذار على الطلاب الحراك المؤيد لفل


.. سعيد زياد: الخلافات الداخلية في إسرائيل تعمقها ضربات المقاوم




.. مخيم تضامني مع غزة في حرم جامعة بون الألمانية