الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف يصبح الخيال حقيقة -المستقبل الذكي-

عبد الرحمن علي غنيم
كاتب وباحث

(Abdulrahman Ali Ghunaim)

2021 / 7 / 18
دراسات وابحاث قانونية


مما لا شك فيه أن الدول تتسابق في احتلال المكانة الرائدة فيما بينها لا سيما في ظل العولمة التي غزت دول العالم من تطورات حديثة للتكنولوجيا الرقمية أو الذكية والتي كانت على رأسها ابتكارات الذكاء الاصطناعي ومنها الروبوتات والطائرات المُسيرة والمركبات والسفن ذاتية القيادة وغيرها من التطبيقات والآلات الذكية، حيث برزت مطلع القرن الحادي والعشرين في وتيرة متسارعة أحدثت تنافس كبير بين الدول.

وهذا التنافس مؤداه أن الدول تعمل جاهده لمواكبة التطورات الحديثة المتسارعة، وهي عملية ليست صعبة بالمطلق، فالدول التي توفر الحماية والأمن والرفاهية لدى شعوبها هي دول تعي كيف تصنع التاريخ والمستقبل بنفسها، وذلك من خلال استغلال الموارد والثروات التي تتمتع بها.

وتجدر الإشارة أن ننوه لصاحب الفضل في اختيار لفظ الذكاء الاصطناعي وذلك كان في عام 1957م، للعالم الأمريكي جون مكارثي عراب عالم الحاسوب و حقل الذكاء الاصطناعي، حيث عرف الذكاء الاصطناعي" بأنه علم وهندسة صناعة الآلات الذكية وبرامج الحاسوب الذكية، أو هو فرع علوم الحاسوب الذي يهدف إلى إنشاء الآلات الذكية".

ونافلة القول أن هذه الآلات الذكية لديها القدرة على محاكاة البشر، أي تفكر وتعمل وتتصرف مثل نظيره البشري، وبعبارة أخرى هي عملية تقليد السلوك الذكي للبشر، إلا أنها في المستقبل قد تتفوق على البشر في ظل القدرة الاستيعابية للبيانات والمعلومات الضخمة التي تعمل على تحليلها بدقة في وقت وجهد أقل مما كانت عليه بالسابق.

ومن هذا المنطلق يمتاز الذكاء الاصطناعي بقدرته الفائقة على أداء المهام الموكلة إليه بسرعة وحرفية ودقة عالية، كما أنه لا يحتاج إلى تكلفة باهظة الثمن، ناهيك عن أنه لا يحتاج إلى قدرة تدريبية عالية أو تأمين أو أي تكاليف أخرى، بمعنى لو نظرنا عن كثف لوجدنا أنه أقل تكلفة من نظيره البشري.

ومن زاوية أخرى ماذا لو أن إحدى هذه الآلات قد قامت بعملية التحرش الجنسي أو التسبب في إيلام شخص أو القيام بعملية السرقة أو السطو أو انتهاك خصوصية الأفراد من أجل الابتزاز، أو تمت السيطرة على هذه الآلات من قبل دولة معادية أو الاعتداء على الأفراد مما تسبب بموتهم أو إحداث عاهة مستديمة أو إقحام الدولة في حالة من الحرب نتيجة اختراق البرنامج المعد له أو التجسس أو انتهاك قواعد القانون الدولي أو انتهاك القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان وغيرها من الأمثلة التي لا حصر لها والتي لا نستطيع التنبؤ بها في المستقبل القريب.

وفي مقام موالي على من يقع عبء الإثبات حال التعرض لأي من الانتهاكات سالفة الذكر، كما أن المطلع على الإرهاصات الدولية والوطنية يجد أن هناك حالة من القلق في تحديد المسؤولية الدولية بشقيها الجنائي والمدني، في ظل المخاطر التي قد تؤدي إلى اندلاع حروب ذكية بين الدول، فما زالت الدول غير قادرة على التنبؤ بالشكل الذي يحمي مصالحها على كافة الأصعدة.

لذلك ينبغي على الفواعل الدولية التكاثف والتعاون من أجل توفير كافة السبل لوضع ميثاق أو اتفاقية دولية، تلزم الدول كافة بعدم استغلال الذكاء الاصطناعي من أجل الهيمنة الدولية على الدول ونخص بالذكر دول العالم الثالث.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مواجهات واعتقالات بجامعة تكساس أثناء احتجاجات على دعم إسرائي


.. مراسلة العربية: إسرائيل طلبت إطلاق سراح 20 من الأسرى مقابل ه




.. اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين


.. شبح المجاعة يخيم على 282 مليون شخص وغزة في الصدارة.. تقرير ل




.. مندوب الصين بالأمم المتحدة: نحث إسرائيل على فتح جميع المعابر