الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التعصب القومي و المذهبي ...

اسطيفان هرمز
كاتب

(Estivan Hermez)

2021 / 7 / 19
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


من المؤسف لازال البعض يربط القومية بالإيمان أو بالأحرى بالدين . وهذا دليل على ضيق أفق البعض ناتجة من تعصب اما ديني مذهبي أو قومي ، وكلاهما يجعل رؤية المستقبل بل والحاضر مشوش وغير دقيق ، و حتى غير امن للأجيال القادمة ، لما تبعث فيهم روح الكراهية والتفرقة .
انا شخصيا يزيدني فخراً واعتزازاً بقوميتي الكلدانية ولا يمكن أن أُساوم عليها ، وكما أظن لا أحد يستطيع أن يزايدني على انتمائي القومي لما له تأثير في تحديد كياني وهويتي وانتمائي لأرض أجدادي في بلد الرافدين ،كما اني عراقي الموطن قلبا وقالبا ولا يمكن نكران ذلك ما حييت .



كما للاشوري أو السرياني أن يفتخر هو الآخر بانتماءاته .




في العراق حضرت قداديس كنيسة السريان الارثذوكس ، وتناولت القربان فيها ، كما حضرت قداديس كنيسة المشرق الاشورية كما يسمونها وتناولت القربان من يد راعيها .
عشت خارج العراق مغتربا لاكثر من تسع سنوات متتالية قبل أن استقر في أميركا، لم يكن في منطقة سكني أثناء غربتي كنيسة كاثوليكية . بل كان فيها كنيسة بروتستانية ، حين كنت أنوي حضور القداس ايام الآحاد كنت اذهب لتلك الكنيسة وأحضر قداسها ، وعندما اكون في مكان آخر يوجد فيه كنيسة اشورية كاثوليكية او كنيسة المشرق الاشورية كنت اذهب لتلك الكنائس وأحضر القداس واتناول جسد الرب يسوع المسيح من يد كهانها حسب عقيدتهم ، وهكذا الحال حين كنت اتواجد في منطقة فيها كنيسة كاثوليكية كلدانية كنت احضر قداسها واتناول جسد الرب فيها .
لم يعيقني سماع الكتاب المقدس والمواعظ وتناول جسد الرب وتلاوة صلواتي في اي كنيسة مهما كانت تسميتها وانتماءها أو عقيدتها المذهبية ، ولم يمنعني أحد كوني كلداني كاثوليكي من دخول تلك الكنائس أو حضور قداديسها ، ولا انا اعاقتني تسمية الكنيسة أو انتماءها المذهبي من دخولها كوني كلداني كاثوليكي .




لذلك لايمكن ان تكون القومية عائق في وحدة الكنيسة اذا ما كانت النوايا صادقة بعيدة عن التعصب والغلو والكره الذي يمقته الرب ويدعوا إلى محبة الأخرين حتى الأعداء منهم ، وان تكون محبة الرب يسوع المسيح حاضرة دائما في روح وفكر وكيان كل انسان مسيحي بعيدا عن انتماءه القومي .

فإذا كان المسلم الكلداني متفاخراً بقوميته الكلدانية ومحتفظاً في نفس الوقت بديانته التي هو عليها ، فكم بالأحرى أن يكون المسيحي الذي اتخذ من هذه الديانة مذهباً وعقيدةً له منذ بدء رسالتها السماوية ، ان يفتخر بانتمائه القومي الى جانب تمسكه بعقيدته ومذهبه وأن لا يجعل الانتماء القومي عائق في طريق وحدة كنيسته ؟ .

اما من يريد أن يوهم البسطاء من الناس بانه يمكن توحيد القوميات فإما هو جاهل أو غبي لأنه من الاستحالة أن دمج القوميات بقومية واحدة كما يحاول ان يفعل ذلك بعض المرضى نفسيا ممن يعانون من عقدة التنوع أو يعانون أساسا من حساسية لكل اسم مختلف عنه ، لأنه لم ولن يحدث لا سابقا ولا حاليا ولا حتى مستقبلا.

ليس دفاعاً عن غبطة ابينا البطريرك لويس روفائيل الأول ساكو بطريرك الكلدان في العراق والعالم ، لأنه أكثر حرصاً مني وقدرةً للدفاع عن نفسه ، كما أن غبطة مارلويس ساكو لا يعرفني شخصياً ولا يعرف أن كان مخلوقاً بأسم اسطيفان موجود على وجه الأرض ، أي بما معناه لا مصلحة لي بالدفاع عنه لا من قريب ولا من بعيد .

لذا بات من المعيب حين يدعوا غبطته إلى إدراج اسم الكلدان في دستور إقليم كردستان تقوم الساعة ولن تقعد لكثرة المقالات الباطلة والتعليقات الضعيفة باتهامه بالفرقة بين أبناء الشعب المسيحي ، متناسين أن القومية لا علاقة لها بالدين لا من قريب ولا من بعيد ، وهو من رواد من طلب وحدة الكنيسة منذ توليه رئاسة الكنيسة الكلدان الكاثوليكية في العراق والعالم عام 2013 .



وعليه فأن الأقلام الصفراء التي ما انفكت التنديد بطلب غبطته في إدراج اسم الكلدان في دستور إقليم كردستان إنما هي دليل على مدى كره شخص البطريرك ومحاولة النيل من شخصه ومن مركزه الديني باتهامه بتهم باطلة لا تمت لحقيقة نواياه الصادقة في إعلان شأن الكلدان .
و هذا بحد ذاته يرفع من مكانته ويعزز من مركزه كراعي لشريحة كبيرة من أبناء كنيسته الكلدانية الكاثوليكية التي تمثل أغلبية الشعب المسيحي في العراق .
أما من حاول او يحاول الطعن بشخص البطريرك ساكو او الطعن بالكنيسة الكاثوليكية متناسيا ان لكل كنيسة سلبياتها وايجابياتها المرتبطة بالشخوص التي تعمل داخل هذه الكنائس كونهم بشرا قبل أن يكونوا كهنة أو رهبان أو قساوسة، لا يمكن ان يكون إلا إنسان غير صادق في نواياه بل هو إنسان مشوش فكريا ، أو أنه ذو مكاسب شخصية يخاف على مصالحة الشخصية التي يخفيها بين حروف التسمية القطارية التي تختزل التنوع باسم (كلداني سرياني آشوري ) ويتبجح بوحدتها المزيفة، أو أنه يتستر بكلمة ( كولن سوراي ) رغم انه لا يخفي استماتته من أجل تهميش أو تغيب الآخر في جميع المنابر والمناسبات بدون وجه حق ، إنما يدفعه لذالك هو ضيق أفقه الفكري وتعصبه الأعمى لقوميته أو مذهبه .
مع محبتي للجميع ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تعلن طرح وحدات سكنية في -رفح الجديدة-| #مراسلو_سكاي


.. طلاب جامعة نورث إيسترن الأمريكية يبدأون اعتصاما مفتوحا تضامن




.. وقفة لتأبين الصحفيين الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل


.. رجل في إسبانيا تنمو رموشه بطريقة غريبة




.. البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمقا