الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كهوف مكرون وعبق التاريخ والفلسفة

عبدالرحمن محمد محمد

2021 / 7 / 19
السياحة والرحلات


على الطريق المؤدي إلى قضاء «دوكان» وشمال شرق السليمانية بحوالي خمسة عشر كيلومتراً وفي منطقة جبلية ووديان عميقة تتراءى لك جنة خضراء، تعدُّ إحدى أجمل البقاع في العالم وبخاصة إذا ما سرنا شمالاً قليلاً نحو منطقة «جمي ريزان وقز قابان»، فهناك تسمو الطبيعة وتتجلى في أعظم تمازج وتعانق بين الجبل والوادي والصخور الحمراء والأشجار الخضراء، وتسحر الطبيعة الألباب في خشوع روحي لعظمة الخالق.
وبين حفيف الأشجار الخضراء وخرير المياه الجارية تحتها والبيوت والمزارع تقع قرية (زرزي، كافاني زرزا)، أي راعي الشمسانية لدى الإيزدية، و «زرزاي» لقب إيزيدي لعائلة ذات مكانة دينية واجتماعية راقية في كل من بحزاني وما حولها من قرى في شنكال والمناطق القريبة من مزار شرف دين ومنهم عائلة شيخ ناسر الدين شمساني، ويجمع الكثيرين على علاقة كهوف «زرزاي» بالميترائية الشمسانية. أشهر تلك الكهوف والمعروف بكهف «قز قابان» يرتفع حوالي خمسين قدماً عن الأرض، وقد بادر السكان المحليون والجهات الخدمية إلى نصب سلم معدني للوصول إلى الكهف، ومن المؤكد ان الوصول إليه في القديم كان بطريقة النزول إليه من الأعلى عبر حبال كانت على شكل سلالم نازلة وليس العكس، علماً أن أية آثار لطرق مؤدية إلى الكهوف غير موجودة، وما تزال الطريقة التي تم بها حفر تلك الكهوف المزارات غير مؤكدة. تبدو واجهة الكهف كأنها مبنية من الخشب، لكنها منقوشة ومحفورة في الصخور، وبشكل فني وهندسي أنيق وذات حافة منقوشة من الأعلى وترتكز على جسرين، وكل جسر متكون من ثلاث أخشاب مرصوفة مع بعضها البعض، وتستند على عمودين بارتفاع حوالي ثلاثة أمتار، ينتهيان بتاجين حلزونيين زخرفييين منقوشين متناظرين وفي الوسط زهرة متفتحة ذات تسع أوراق وينتهي العمودان في الأسفل بحلقتين دائريتين ترتكزان على مربعين. وفي الجهة العليا من الجانب الأيمن حفر عليهما قرص الشمس ويشع منها أحد عشر شعاعاً مخروطياً ترمز إلى الديانة الميترائية (الشمسانية)، أما في أعلى الوسط فتقع لوحة أفقية بيضاوية ترمز للقمر وفي وسطه الإله سين (إله القمر)، والكاهن (موغ) الملتحي ذو الشعر الطويل الذي يحمل في يده اليمنى شعلة من النار وفي اليسرى صولجاناً وهو في حالة الركوع، أما في الجهة العليا اليسارية من الواجهة فقد نقش عليها صورة الإله آهورامزدا (إله الخير) وصورة للملك الميدي (كي خسرو)، فيما تحمل اللوحة الجدارية الرئيسة في أعلى المدخل شخصيتين بيدهما أقواس ونبال للحرب والصيد، ويتوسطهما شعلة النار المقدس (جقلتو).
للكهف منفذ واحد وهو باب شبه مربع وله عتبة، وعند الدخول تفاجئك ثلاث غرف متشابهة في الحجم والمقاسات والارتفاع، يقدر عرض كل غرفة بمترين وبطول ثلاثة أمتار وارتفاع مترين، تحوي عدة مواقد محفورة في الجدران معدة لإشعال النار المقدسة في المناسبات الدينية، وفي الجانب الأيسر من كل غرفة يوجد ثلاثة قبور محفوره في أرضية المعبد و بقياس واحد، نُهبت محتوياتها بعد كسر أغطيتها الصخرية ولم يتم التعرف على مكانة أصحاب تلك القبور.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السفينة -بيليم- حاملة الشعلة الأولمبية تقترب من شواطئ مرسيلي


.. بوتين يأمر بإجراء مناورات نووية ردا على احتمال إرسال -جنود م




.. السيارات الكهربائية : حرب تجارية بين الصين و أوروبا.. لكن هل


.. ماذا رشح عن اجتماع رئيسة المفوضية الأوروبية مع الرئيسين الصي




.. جاءه الرد سريعًا.. شاهد رجلا يصوب مسدسه تجاه قس داخل كنيسة و