الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كروال .. نص قصصي

عبد الرحيم الرزقي

2021 / 7 / 19
الادب والفن


ـــ موت كروال ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


نزلت الشمس بقوة لاسعة على عيني ــ كروال ــ وهو مستلق على القبر أمامه ... يداه تحتضنانه كما بحب جليل .. وكالمفزوع نظر إلى شاهدة القبر الواقفة بانتباه .. وكما المشدود إلى حواليه استطاعت عينه الثملة التقاط آلاف الشواهد تمضي وتعود ..
هو في مقبرة إذن .. والوقت غائلة شهر أغسطس في المنتصف .. والأسئلة تنصرف منه محاولة الإمساك بأقربه خيط يلامسه حتى تعود إليه الدنيا الدانية .
حدثت حاسة اللمس منه جيب سرواله الأيمن عن بعض الدراهم .. فألفاها كما كانت مازالت .. ووارب باب التذكر في خجل متقصيا عن قنينة ماتعة في زلالها الرقراق .. واستجابت نظرات إلى نصفها المتبقي وهي جاثمة على قعرها .. على مبعدة من القبر .. سترت نفسها بعيدا .. وانهمكت تتجسس عليه ..
لم هو هنا ؟..وهل أكمل ليلته معانقا قدمي قبر إسمنتي في هذا الطقس الوثني ؟ .. للمقابر والأشياء إشارات بشارة للكشف عن ضعف الإنسان .
وما الذي دحرجه إلى ــ باب اغمات ــ.؟ ... نزق السؤال وأردف :
ــ محال أن تكون العدوة .؟ ..
أجاب بلا ...
كروال .. هذا الكائن الخرافي كظله يتمطط ويتطاول . يمضي بين الناس مبتسما .. لأن الناس لاتحفل بالحزانى .. هذا الكائن الزئبقي لايريد ماتريده نفسه .. بل يسعى بقدر ما الاستطاعة إلى مايريده الناس .. هذا الكائن المطواع الذي لاو لا لن يكون سعيدا .. حتى يسعد كل الناس .. وكأنه منذور للناس .. أو لكأنه اقترف جرما ما في حياة أخرى ما زالت أذنابه تمر عليه في الأوقات العصيبة .
كروال .. والسلام .. حياته بين ابتسامته مصنوعة .. وثمالة رخيصة .
... لعله يجترح بواطن أسئلة أخرى تنساب على كاهله المنخور ..
ــ كيف جاء للدنيا ؟ وماذا فعل ؟ ..عيب كل العيب أن تموت في المقبرة .. ولم لا تكون بسيطة كأي الامور البسيطة الأخرى ؟ كما رأى الشاعر ..
صوب نحو القنينة البعيدة .. فك فتحتها وتجرع الأشياء وشاهدات القبور .. وتهاليل الموتى .. وأبواق السيارات .. و خطواته خارجا .. والمساء يغالب ضوء الشهر القائض .. وسيجارة تذكر أنها الوحيدة التي تبقت ...
اقتربت منه بعض الاحلام وهو ماض ينسج خطوه .. حالما برفاق الحانة .. هناك كلام آخر وقهقهات .. وأحاديث عن الأدب .. وفلاسفة الوقت والآخرون الذين راحوا وارتحلوا وكؤوس وأقداح ...
... في مفترق الطرقات الإسمنتية المرسومة كخيوط عنكبوت زوقت المقبرة .. ومن سدرة يانعة الأشواك لفه ودون غرة طيف ثعبان بأوداج ..
كانت اللذغة في منتصف القلب .. أحس بعدها ببرودة الأسئلة .. وقشعريرة ذات ألوان ..
خطواته مافتئت تتأنى فعلم أنه التفتت والانتهاء .. قال في نفسه وهو يغالب الانتهاء :
ــ الله لايحبني .


نص قصصي : عبد الرحيم الرزقي
9 فبراير 2021 مراكش المغرب .




ب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأملات - كيف نشأت اللغة؟ وما الفرق بين السب والشتم؟


.. انطلاق مهرجان -سماع- الدولي للإنشاد والموسيقي الروحية




.. الفنانة أنغام تشعل مسرح مركز البحرين العالمي بأمسية غنائية ا


.. أون سيت - ‏احنا عايزين نتكلم عن شيريهان ..الملحن إيهاب عبد ا




.. سرقة على طريقة أفلام الآكشن.. شرطة أتلانتا تبحث عن لصين سرقا