الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النّخبة التّونسيّة وورطة التّاريخ

الطايع الهراغي

2021 / 7 / 20
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


"إنّ سير التاريخ لا يتوقّف على المثقّف، لكنّ المثقّف مطالب بالخضوع إلى قوانين التّاريخ إن أراد أن يكون له وجود وتأثير".
(عبدالله العروي/ العرب والفكر التّاريخيّ)
"التّاريخ لا يكرّر نفسه ولكنّ المؤرّخين يكرّرون بعضعم البعض".
(كــارل ماركــس)
" المثقّفون هم أقدر النّاس على الخيانة لأنّهم أقدر النّاس على تبريرها " .
( لينيــــن)
الثورة التّونسيّة، كحدث مفصليّ طبع المنطقة وليس تونس فقط، هي هبة التّاريخ للتّونسيّين. "أيّام" منفلتة من دبر التّاريخ، متنطّعة على الأعراف المرسومة في الألواح المحفوظة. حدث مدهش لأنّه غير منتظر، مخالف لما ارتسم في الأذهان عن تاريخ الثّورات كما رامت النّخب أن تتمثّلها وتسوِّقها، لا كما وقعت فعلا. حدث إشكاليّ ومربك لأنّه وضع "صنّاع الفكر" أمام أعسر امتحان لِما ثبت في قراءاتهم من أنساق تربّوا عليها ردحا من الزّمن. فكيف لثورة أن تخاتل وتراوغ حاكما سلّمت الأمّة بأن لا شيء يخلعه عن عرشه غير هذا الزّائر المارد، ثورة القبر أو ثورة القصر؟ وكيف لها أن تتمرّد على ما ثبت في أدبيّات النّخب من ضرورة تزعّم أحزاب [ولِم لا حزب واحد؟] للحدث الثّوري تصوّرا وإعدادا وإنجازا؟ أدبيّات رُوِّضت وصُعِّدت إلى مستوى صحيح البخاري من حيث الوثوقيّة والقداسة. بين ما هو ماثل للعيان من لا مبالاة المحتجّين على غطرسة نظام بن علي بصرامة نظريّات غريبة عنهم وغرباء عنها، وقد لا يكونون على دراية بها أو غير معنيّين بها أصلا، وبين بهتة السّياسيّين الذين لم تتخمّر في أذهانهم حتّى كاحتمال إمكانيّة مروق فعل ثوريّ عمّا حوته تمائم أئمّة النّظريّات الثوريّة كأناجيل خلاص مستنسخة- وبشكل سيّـئ- من شروح لــ"مراجع" و غالبا ما تكون من شروح وتعقيبات على الشّروح. بين هذا وذاك تاهت النّخبة،تشعّبت عليها الثّنايا،أضاعت البوصلة واهتبلت.
موقع النّخب في/ ومن الحراك الثّوريّ لحظة اندلاعه وأثناء المخاض الذي أطاح ببن على، وخلال رحلة الصّراع مع الطّاقم الجنيس من نظام آل بن علي والطّرابلسيّةً بعد 14 جانفي2011، موضوع يطرح أكثر من إشكاليّة بالمعنيين الفكريّ والسّياسيّ، إشكاليّةٌ الخوضُ فيها يتطلّب التّسلّح بكثير من الجرأة الصّادمة للنّخبة، دفاعا عنها لا تحاملا عليها، تفكيكا لآليّات اشتغالها وتفكيرها لا تجريما لها. آية ذلك أنّ النّخبة مطالبة، لكي تكون في حجم ما تطرحه الحقبة من مهامّ وترقى إلى مستوى التّحدّيّات التي تنتظرنا في المستقبل المنظور والبعيد، بأن تتتلمذ في مدرسة أخطائها لتتحفّـز للقادم من المعارك وحتّى لا تتفاجأ بالأحداث. فهبّة في حجم وشموليّة وتسارع أحداث 17 ديسمبر/ 14جانفي 2011 أمر يجب أن يكون مطروحا دوما على جدول أعمال الثّوريّين،وإن كان يعسر ضبط القادح وميقات الاندلاع.
دعنا من أولائك الذين اعتنقوا قراءات جازمة يقينيّة تتبرّم بكلّ مقاربة أيّا كانت محدوديّة مغايرتها وحتّى إذا كانت ملتزمة بأنساق من نفس دائرة التّفكير. ودعنا من عقدة نزوع الأنا النّرجسيّة المصابة بمرض يمقت كلّ نقد وكلّ رأي مغاير ويرجُمه على أنّه تطاول على مملكة عروش مسكونة بأحاديّة تملّك الحقيقة ومرتعبة من رهاب الخوف من تزعزع اليقينيّات .فحديثنا ليس موجّها لهم أصلا.
المرض في اعتقادنا يكمن في ضبابيّة المفاهيم وتداخلها،في غياب إرادة التّوحّد مع اللّحظة، في مجانبة الرّهان- الرّهانات- التي يحتّمها الآن وتمليها النّفعيّة. نخبنا[ لنسلّم جدلا بوجود نخبة ]غير منسجمة مع هويّتها ودورها، غير مدركة للضّريبة التي يفرضها التّاريخ على أيّة نخبة تغلبها المرحلة وتعجز عن حراسة بوّابات المدينة،وتتصرّف كذوات متذرّرة لا ككتلة وذات معنويّة.
التّاريخ الذي قال عنه ماركس أنّه" العلم الوحيد الذي نعرفه ونعترف به" ميزته الجوهريّة نبذ الاحترام والانتقام من الذّوات التي لا تلتقط الفرص التي يهبها إيّاها. النّخب التي تعجز [وقد ترفض] مسايرة اتّجاهات التّاريخ يعاقبها التّاريخ فيهمّشها ويلفظها ويحيلها على المعاش. نخبنا مضربة عن التّفكير وبقرار، معاديّة لمهمّتها الطّبيعيّة في إنتاج الأفكار ومراكمتها، نخب انفعاليّة لا تنتج خطابا وتنفعل بالخطابات الفجّة المفرغة من كلّ مدلول، المثال الدّامغ على ذلك درجة الهيام والتّماهي مع هرطقات رئيس الدّولة كبديل وهميّ مفترض للخطاب الإسلامويّ،والاستعادة المرضيّة لسخصيّة بورقيبة والخطاب البورقيبي. استعادة بورقيبة كمنظّر وليس كزعيم سياسيّ لمرحلة مخصوصة، والخطاب البورقيبي لا كإجابات براغماتيّة من موقع السّلطة عن حاجات حينيّة وإنّما كأطروحات فكريّة عن السّيادة الوطنيّة والتّحرر والحداثة والنّموّ والتّخلّص من التّبعيّة. إنّها عقليّة ردّ الفعل واستبطان العجز بالاتكاء على إجابات مريحة ومساوية لنفسها دوما والاطمئنان إليها أبدا، المثال الأوّل قيس سعيّد، نكرة، لم تربطه يوما رابطة لا بالحقل السّياسيّ ولا بالحقل الاجتماعيّ و لا بالحقل الفكريّ ولا خصوصا بالمجال القانونيّ، رغم أنّه أستاذ دستور قانونيّ، ولم يتبرّم يوما من ترهّل المنظومة وفسادها، بات بقدرة قادر كاشف الكروب ومجليها و"سيف الله المسلول"و" أسد الله وأسد رسوله" في مواجهة السّيستام وأزلام السّيستام والمبشّر بانبلاج فجر نصر مبين وقريب ضدّ الفساد والفاسدين. المثال الثّاني،الرّئيس"الحداثيّ"و"المستنير" الحبيب بورقيبة، الذي أرسى دعائم الرّئاسة مدى الحياة، وذبح الحياة السّياسيّة إلى أن فرّخت "صانع التّغيير" [بن علي ] الذي قضّى ثلاثة وعشرين سنة في محاربة شبح " البورقيبيّة "، وبتزكيّة وتحمّس من شيعة"المجاهد الأكبر" الحبيب بورقيبة، تحوّل إلى مثال ومدخل لكشف شناعات التّرويكات ونموذج لمقارعة عذاباتها التي جثمت على الشرايين الحيويّة لتونس ما بعد الثّورة. وهي أيضا إحياء لمدوّنة وعّاظ السّلاطين التي تحوّل نزوات الحكّام إلى مخابر إفتاء وحقول فتاوى. وليس اليسار بمختلف تلاوينه ببعيد عن هذه التّعاويذ التي وقفت حجرة عثرة أمام توطين النّظريّات الثّوريّة والتّعلّم من التّجارب الثّوريّة المختلفة بنجاحاتها القليلة وإخفاقاتها وانكساراتها الكثيرة. فعبد النّاصر لم يدّع يوما أنّه منظّر ومعروف عنه- باعترافه- اعتناقه لتجربة الخطإ والصّواب وهو موسوم بعدائه المرضيّ للتّحزّب والأحزاب .ومع ذلك تُـفتح دكاكين حزبيّة بعضها يجاهر باعتماد النّاصريّة دليل عمل في خلط عجيب ومسيء بين رجل الدّولة ورجل الفكر،رجل السّياسة وصاحب نظريّة. ستالين رجل الصّفّ العاشر، لم يكن له ذكر ولا وجود في السّجالات التي ميّزت الانتلّجنسيا الرّوسيّة - ونظيرتها الأوروبيّة في أواخر القرن التّاسع عشر وفي الرّبع الأوّل من القرن العشرين وصنعت ربيع النّخبة الرّوسيّة وأغنت الأدبيّات الماركسيّة. كان أقصى حلمه أن يكون تلميذا وفيّا –وليس نجيبا- لمعلّمه لينيــن. ما إن اعتلى دفّة السّلطة في الاتّحاد السّوفياتي حتّى عمّد نفسه وعمّدته جلّ الأحزاب الشّيوعيّة "الأب العبقريّ للشّعوب" وصار معلّما وشارحا لــ"أسس اللّينينيّة". وصارت السّتالينيّة أعلى مراحل الماركسيّة وبات من حقها تأميم الماركسيّة واحتكار القراءة والتّأويل وتصنيف من هم أهل "الولاء" ليكونوا أعضاء في نادي الثّوريّين لصاحبه ستالين، ومن هم أهل "البراء" من المتطاولين والمارقين على تعاليم الكنيسة السّتالينيّة ليكون مصيرهم التّهجين/ الملاحقة / الطّرد / التّخوين/ الرّجم بتهمة العمالة وخدمة البورجوازيّة والثورة المضادّة. كان أحد هواجس لينين هو أن يلتزم رفاقه، في صورة حدوث مكروه، بنشر كتابه "الدّولة والثورة" [ كتبه بين أوت وسبتمبر1917 لمّا كان مختبئا صحبة رفيق دربه زينوفييف لتجّنب الاعتقال والاغتيال].أتباع لينين انتصروا للينيــن الدّولة وتخلّوا عن لينيــن الثورة. رفعوا كتابه "ما العمل؟" حجّة في وجه كلّ مكابر عنيد، رغم أنّه معدّ بشكل شبه حصريّ للحلقات الماركسيّة الرّوسيّة وهمّه الأساسيّ المسالة التّنظيميّةالعمليّة. وهو في الأصل تطوير لنصّ "مـن أيـن نبـدأ؟" لتجاوز العمل الحلقيّ المشتّت في روسيا. وأهملوا كتابه "الدّولة والثّورة"، رغم الإجماع الحاصل على كونه أكبر مساهمة في النّظريّة السّياسيّة الماركسيّة، وكذلك فعلوا بــكتاب "أطروحات نيسان" (1917) الذي قوّم فيه لينين اعوجاج قيادات حزبه البلشفيّة التي تربّت على تقديس الطابع البورجوازيّ للثورة المقبلة في روسيا ، وبذلك جابهت زعيمها لينين وتمرّدت عليه واعتبرت أنّ ثورة فيفري 1917 حققت المطلوب . ...................................................................................................... ......................................................................................................................................

النّخبة التّونسيّة- حداثيّها وتقليديّها- سلفيّة التّفكير، ترتعب من كلّ جديد، تشتغل بلا ذاكرة،مغيِّبة لإرثها المحلّيّ والإنسانيّ، الماديّ والنّظري ومستهترة به، غريبة عنه ومتجاهلة له، إن لم تكن جاهلة به.
عندما اندلعت الثّورة التّونسيّة، ككلّ الثورات، غير عابئة بمدى جاهزيّة النّخب والأحزاب، متنطّعة على هيبة الحوزات السّياسيّة والفكريّة، مفتوحة على أكثر من احتمال ومولّدة لأكثر من انتظار، ارتبكت النّخبة وارتكنت إلى الانتظاريّة حينا وإلى التّلهّي بجدالات مجانيّة ومجانبة لما يفرضه الحدث من استجابة لما يتطلبه الآن من إجابات عمليّة. الحدث الذي هزّ البلاد واحتلّ صدارة المتابعات الإقليميّة والعالميّة لم يولّد لدى الطبقة السّياسيّة والفكريّة غير جدال لا بوصلة ولا هدف له: ثورة / انقلاب ناعم انتفاضة/ مؤامرة خارجيّة/ إعادة ترتيب أمريكيّة لخارطة الشّرق الأوسط . آية ذلك أنّ نخبنا لم تستصغ إمكانيّة اندلاع ثورة دون تأشيرة من إحدى الحوزات، لأنّها سجينة مقولات جاهزة وجاهلة بتاريخ الثورات التي يجزم التّاريخ بأنّها جميعا اندلعت عفويّة، اقتحمت حلبة التّاريخ في غفلة من الطّبقة السّياسيّة حكْما ومعارضة. هذه اللّعنة، لعنة مكر التّاريخ حكمت على نخبنا باستبخاس ذاتها والهروب من المجابهة الميدانيّة والاكتفاء بمشاركة باهتة من موقع المنفعل لا الفاعل. ذلك ما يفسّر السّهولة التي بها تمّ تحريف المسار الثّوريّ منذ لحظة هروب بن علي بجــرّ الجميع إلى الاحتكام إلى آليّة دستوريّة في "معالجة" وضع ثوريّ استثنائيّ، آليّة بموجبها حُشرت المعارضة وسائر القوى التّقدّميّة في المربّع الذي كانت فيه وعليه أيّام حكم بورقيبة وبن علي: المعارضة، مع فارق وحيد [ولكنّه هامّ ] يتمثّل في توسّع هامش الفاعليّة والتّحرّك والاحتجاج، بحكم واقع الانفلات المعمّم الذي يصاحب كلّ الثّورات، ويحول دون القمع المعلن والمفضوح. انتخاب الباجي قايد السّبسي رئيسا [31 ديسمبر 2014 ] هو فعليّا الإعلان الرّسميّ (وفي شكل احتفاليّ) والتّقنين النّهائيّ للفصل الثّاني من ترتيب بيت النّظام القديم [تنصيب الباجي رئيسا للحكومة (27 فيفري2011)هو الفصل الأوّل] بتزويد الطاقم المتهالك الذي فقد كلّ مقوّمات البقاء، ولم يعد قابلا للتّسويق، بجرعة أوكسجين هي طاقمه الجنيس. أليس غريبا أن تظلّ النّخب والمعارضة لفترة طويلة تخادع النّفس بالتّحذير من إمكانيّة عودة منظومة العهد البائد؟ والحال أنّ الإمكانيّة باتت واقعا.
وهج الثّورة، شكلها المباغت، وما فرضته من بهتة جثمت على اليمين وعلى اليسار، حتّم محاولة وأدها على مراحل، وهي سياسة برعت فيها الأنظمة القمعيّة وقوى الثّورة المضادّة. إلجام الجنوح الثّوريّ، تشويه مقاصد الثّورة، الصّفقات مع بارونات نظام بن علي تمت على مراحل وتغلّفت بخطاب ثوريّ سُوِّق على انّه خطاب مسؤول لتجنيب الثورة المنزلقات غير المحسوبة. أمّا الباقي فتفاصيل.
...........................................................................................................................................................................................................................................

ما استوعبه اليمين بوعي حادّ جانبه اليسار بغباء حادّ وبطفوليّة مناقضة لحجم نضالاته ومعاناته.
الوهم / الإيهام / رفض التّعلّم من التّاريخ /النّرجسيّة الطفيليّة /الاعتقاد المرضيّ واللاّتاريخي في أنّ لليسار تعبيرة وحيدة، أمراض عسّرت استيعاب مقتضيات المرحلة وراهنيّة العمل المشترك الذي لا يعني بأيّة حال طمس الخصوصيّات. الوعي الشّقيّ يترجمه تبرّم النّخبة بالتّشرذم مقابل العجز عن بناء لبنات تجاوز التّوزّع المجانيّ. على خلاف اليمين بتعبيراتة المختلفة امتنعت النّخب [السّياسيّة والفكريّة والنّقابيّة]عن تمثّل أيّة صيغة لأيّ عمل مشترك وراهنت على إمكانيّة تصدّع جبهة اليمين . يمين، رغم تبايناته، متحكّم في اختلافاته، ويسار مهوّل لاختلافاته غير مدرك لما هو عاجل وما هو آجل.
النّخبة التي تكتفي بجلد اليمين ونشر فظاعاته وشناعاته، وترتكن إلى نظريّة الؤامرة في تبرير انكماشها وانحباس دورها، ولا تطرح نفسها بديلا، لا تجلب غير الشّفقة من موقع الضّحيّة.
النّخبة التي لا تتصرّف كذات لها هوّيّتها ومرجعيّتها ونسق تفكيرها (بما يميّزها عن النّخب التّقليديّة ) تنساق وجوبا إلى مستنقع السّياحة الحزبيّة والسّياسيّة والفكريّة، كما هو حال طابور الإعلام (كنموذج)،طابور تمرّغ في أروقة نظام بن علي،وهاهو اليوم متمترس في صنع "ربيع" التّرويكات يزوّدها نيابة عنها وأصالة عن نفسه بما يلزم من تهجين الحياة السّياسيّة وتقزيم الفاعلين السّياسيّين. الشّهيد غسّان كنفاني، منذ مطلع سبعينات القرن الماضي، كان توجّس من إمكانيّة تحوّل الخيانة إلى وجهة نظر.وما جال بخاطره أن تصبح البلادة الفكريّة ونحر العقل عملة يوميّة يمارسها الكثيرون ويروّجون لها بتبجّح ووقاحة واعتداء سافر على الذّائقة العامّة ، تجاوزنا قلّة الحياء إلى انعدام الحياء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في افتتاح المهرجان التضا


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ




.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب


.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام




.. لطخوا وجوههم بالأحمر.. وقفة احتجاجية لعائلات الرهائن الإسرائ