الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرب طويلة الأمد على فيروس كورونا المستجد

جواد الديوان

2021 / 7 / 20
الطب , والعلوم


ربما لن تتمكن البشرية استئصال فيروس كورونا المستجد من الأرض، كما حصل مع فيروس الجدري، حيث ينمو فيروس كورونا المستجد في عدد من الحيوانات، وبين الناس. ومناعة القطيع (المجتمعية) ان تعززت تكون الاجراء الوحيد الممكن، ولن يصل لها العالم، ومعظم البلدان ببساطة لا تملك اللقاحات الكافية، وفي البلدان الوفرة من اللقاحات، ويرفضها جماعات من مواطنيها. مما يعني لن يصل العالم الى نقطة بها عدد كافي من البشر يتمتع بمناعة، فينتهي انتشار الفيروس قبل ظهور متحورات خطرة تتميز بقابلية على الانتقال السريع، ومقاومة اللقاحات وسهولة تهربها من الفحوصات التشخيصية. وتفشل مرة أخرى النجاحات التي تم تحقيقها من السيطرة على الحدود والفحوصات التشخيصية الممتازة وظهور لقاحات جيدة.
سجلت بعض البلدان عدد قليل من وفيات كوفيد-19 بشكل مثير للأعجاب، كما حصل في تايوان وفيتنام. الا ان هذه البلدان تواجه الان حظا سيئا لوضع معاكس بسبب النفص في اللقاحات. وحتى البلدان التي لقحت نسبة كبيرة من شعوبها، ستواجه تفشي كوفيد-19 بسبب بعض المتحورات، وهذا ما حصل في تشيلي ومنغوليا وبريطانيا.
هزيمة الجائحة لا تعتمد على الأموال والموارد الأخرى فقط، بل على الأفكار والاستراتيجيات. وهذه رواية، في 1854 وقبل ظهور النظريات حول الجراثيم، استطاع الطبيب جون سنو John snow إيقاف فاشية الكوليرا في لندن. فقد اقتفى جون سنو مصدر العدوى وحدده في بئر، وببساطة من خلال توزيع الاصابات بالكوليرا. واقنع المجتمع المحلي بإيقاف استخدام البئر، فتوقفت فاشية الكوليرا. ورواية أخرى في عام 1970 كان الجدري متفشيا في افريقيا والهند، ولاحظ طبيب الوبائيات وليم فوج William Foege وكان يعمل في مستشفى في نيجريا، بان اللقاح لديه لن يكفي لتلقيح الجميع. وعندها قرر عدم التركيز على تلقيح من يراجع للحصول عليه، وانما ان يلقح اكثر الناس عرضة للإصابة أي من هم اكثر خطورة للإصابة. وفي الثمانينات ظهرت استراتيجية تسمى المراقبة والاحتواء Surveillance and containment ومنها ring vaccination. وبعدها تم استئصال مرض الجدري وأعلنت منظمة الصحة العالمية خلو الكرة الأرضية منه. وقبلها تطور عمل سنو ليظهر علم الوبائيات. وفي الروايتين امثلة للعمل مع التلقيح الجماعي ليصبح مرض كوفيد-19 تاريخا. ولدى علم الوبائيات أدوات لارجاع العالم الى الحياة الطبيعية، والتعايش مع فيروس كورونا المستجد SARS-CoV-2.
تعامل الانسان مع امراض فيروسية أخرى مثل الانفلونزا والحصبة. ومفتاح ذلك في التعامل مع اللقاح باعتباره مورد قابل للتحويل، أي ممكن نقله الى أماكن احتياجه بشدة، ومنها المناطق الساخنة حيث الإصابات اكثر، وتجهيز اللقاح اقل. وعلى الحكومات استغلال التقنيات الجديدة للتعرف واحتواء الفاشيات. وهذا يستوجب تبني أنظمة اعلام تعرض التنبيه للناس الى احتمال اصابتهم بالعدوى. وتعني تعزيز القدرات لتحديد التسلسل الجيني، وبذلك يستطيع الباحثون تحديد المتحورات بسرعة. ولابد من الإشارة الى ان البلدان البطيئة في تلقيح شعوبها هي الأكثر خطورة على انتشار كوفيد-19 وظهور عدد من المتحورات.
النظام العالمي للاستجابة للجائحات يحتاج الى اصلاح، بعد ان عرته الازمة الحالية لكوفيد-19. وهو في وضع خطير، فموارده المالية قليلة، وبطيء التحرك، ويتعرض لتداخلات سياسية كثيرة. ومع تنامي الشعور القومي في العالم، تحتاج البلدان طريقا للعمل معا، وإصلاح مؤسسات النظام الصحي العالمي فيكون مسؤولا عن شن حرب على كوفيد-19.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأقمار الاصطناعية تكشف الكذب الأميركي والإسرائيلي حول اسقاط


.. العالم الليلة | مشروع قانون في بريطانيا يثير الجدل.. هل تنجح




.. العالم الليلة | صواريخ طهران فخر الصناعة الإيرانية تعتمد على


.. العالم الليلة | خبراء: الهجوم الإسرائيلي المحتمل على إيران ق




.. افتتاح النسخة الثالثة للمعرض الدولي للتعليم الفني والتكنولوج