الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التجسس سلاح فعال لخدمه العدو وتحطيم المقاومه

عدلي عبد القوي العبسي

2021 / 7 / 21
الارهاب, الحرب والسلام


الحديث في هذه الايام عن الشركه الصهيونيه وفضيحه التجسس المتعلقه بها يعود بنا في التاريخ الى الوراء لنستذكر محطات عده في مسار تاريخي طويل حافل بالتجسس على البشر
مسار تطورت فيه تقانه التجسس بالتلازم مع تاريخ الصعود الامبريالي و معه الصهيوني في الغرب والعالم
طبعا كانت الدوافع والاطماع الاستعماريه الاقتصاديه و الرغبه في السيطره على مناطق النفوذ والثروه في العالم بين الامبرياليات والاضطرار الى خوض حروب اقليميه وعالميه طوال القرنين التاسع عشر والعشرين
هي المحفز الاكبر على التطور التكنولوجي الحربي
و كانت الحاجه الحربيه الى الحاق الهزيمه بالعدو من خلال معرفه واستباق تحركاته وخططه ونواياه الحربيه ومعرفه امكاناته و تطورات قدراته هي ما حفز على تطوير اساليب وتقنيات التجسس والاستفاده من التطور التكنولوجي الفيزيائي ونقله الى هذا المجال
وهو ما انعكس ايضا بشكل ايجابي على التطور في العلوم كافه وفي الصناعات المدنيه السلميه الاخرى
فتطور الاتصالات والرادار و نظم المعلومات الجغرافيه والاستشعار عن بعد والتقانه الرقميه
كلها كانت في البدايه محفزه ومدفوعه بالاطماع الحربيه واستخدام تكنولوجيا التجسس لغرض هزيمه العدو والرغبه في الاستيلاء على الفضاء ومراقبه تحركات العدو و الرقابه على المجتمع والسرعه في الوصول الى المعلومه وتبادلها
ولقد استفادت الحركات السياسيه والجماعات العصبويه المتنفذه الجديده في المجتمعات السياسيه للدول الامبرياليه من هذا الوضع الجديد وراحت هي عبر اجهزتها ومنظماتها تستفيد وتجير وتستخدم هذه الاساليب لمصلحه نفوذها السياسي المتعاظم
واستمر الحال وتطور بعد ذلك عندما اصبحت هذه الحركات والجماعات السياسيه العصبويه الفاشيه كيانات سياسيه ودول ونظم رجعيه كما هو حال الدوله الصهيونيه ونظامها الفاشي الرجعي

كره بللوريه سحريه

كان ابرز الافراد من نخبه اليهود الصهاينه ومعهم اكبر حلفائهم الصهيومسيحيين من نخب ورجالات الدوله البريطانيه والاميركيه من مطلع الى منتصف القرن العشرين يسعون الى تحويل كوكب الارض الى كره بللوريه بيد ساحره يهوديه عجوز
تماما مثلما كنا نشاهده ونحن اطفال صغار في الحكايات الاوروبيه القديمه والتي قدمت لنا الكثير منها فنيا على شكل كارتون اطفال
حيث كانت العجوز الشريره القبيحه تجلس مبتسمه وساخره وتقهقه بصوت عال وهي تعلم بناتها كيف تدير الامور والشرر يقدح من عينيها وهي تطالع حركه المخلوقات البشريه الضعيفه داخل هذه الكره
وتتدخل بقواها السحريه لتغيير مصائرهم و افساد حياتهم
اليوم يكاد يصبح هذا حقيقه بما نشاهده ونلمسه من الصعود التكنولوجي المذهل وتقنيه الاقمار الصناعيه والاستشعار عن بعد و التجسس السيبراني عبر الشبكه العنكبوتيه
وما تحققه الفيسبوك وتويتر واخواتها من قنوات التواصل الاجتماعي من انكشاف غير مسبوق لاسرار الافراد والجهات والحكومات
اجل فمع تحقق كل هذا في زمننا نقول
تكاد الفنتازيا ان تتحول الى واقع
بل هاهو المشهد نراه قد اصبح واقعا الان
مشهد الكره البلوريه بيد الساحره العجوز التي غالبا ما كان يتم تقديمها في التراث والفن الشعبي الحكائي على انها يهوديه !! (مع تاكيدنا هنا على ضروره التفريق بين اليهود الصهاينه واليهود المناوئين والرافضين للصهيونيه والمتبرئين ايضا من مساؤى بعص عناصر الثقافه اليهوديه حتى لا يقال اننا عنصريون !)
الجانب الرائع الرمزي في تلك الحكايات الاوروبيه والغير اوروبيه القديمه هو انه كثيرا ما كانت تخيب مساعي العجوز صاحبه الكره في نهايه المطاف وينتصر الخير على الشر
حيث تتمكن المخلوقات الضعيفه المناضله بما تمتلكه من شجاعه واراده من التصدي والصمود وقهر هذا الشر والطغيان الكوني
المتجسد في العجوز الشريره التي كانت تنتقل من مكان الى اخر في طرفه عين راكبه ظهر المقشه
مقهقهه بصوت عال وكاسره كل ما هو مألوف بقواها الخارقه !!
اليوم تخرج علينا العجوز الساحره وتتباهى بنشاطها الاخير وتقول مقهقهه
الجميع الان باتوا منكشفين تحت سمعي وبصري مراقبين على مدار الساعه
العالم اجمع قد اصبح بين يدي ! وقوتي وجبروتي لا يمكن قهرهما

سقوط اخلاقي
الغرور والجرأه والصلف والتنمر والغطرسه والخزي كلها مفردات اعتياديه في قاموس الحياه اليوميه لهذه الجماعات والحركات والنظم والدول
التي باتت هي بالفعل التجسيد الحقيقي للارهاب والبلطجه والشر والطغيان العالمي
وفضائح التجسس هي المثال الابرز على السقوط الاخلاقي المريع وهل هناك ما هو اكثر قذاره وبشاعه من جريمه التجسس التي نهت عنها واستفظعتها واستعظمتها الاديان جميعها
والمضحك انهم لطالما صدعوا ادمغتنا باحاديثهم ليل نهار عن حقوق الانسان وانهم دولا ترعى حقوق الانسان وهم اول من يمارس انتهاك هذه الحقوق على نطاق واسع
وكلنا يعلم كيف انهم قد اباحوا التجسس على المواطنين والاعلاميين والسياسيين تحت عناوين عده وذرائع عده ابرزها الارهاب


ويستغفلون الناس الذين يعلمون ان نشاطهم التجسسي هو افضع اشكال الارهاب
وعجبي
اي عالم بالغ الانحطاط والسقوط اوصلنا اليه هؤلاء الاوغاد الفاشيون

انحراف نفسي
ان الولع بالتجسس او هوس التجسس بالتأكيد هو حاله سيكوباتيه يعاني منها بعض الافراد المختلين
والاستعداد لممارسه التجسس ربما تجده عند بعض الانماط النفسيه للبشر كاستعداد نفسي اولي يتحول الى انحراف نفسي واضطراب سلوكي تحت ظروف بيئيه ونفسيه قاهره
الترويج للتجسس والجاسوسيه والتحبيب فيهما كان محل اهتمام الكثير من الحركات السياسيه الرجعيه قديما وحديثا وقد تم استخدام الميديا لهذا الترويج وايضا منصات الفن السابع
وكما شاهدناه في الفن الاميركي السينمائي الرجعي القذر
افلام جيمس بوند على سبيل المثال
حيث كنت تشاهد على الشاشه كل ما يثير التقزز والاشمئزاز في النفس البشريه فيظهر الجاسوس فيها بمثابه البطل الخارق مثار الاعجاب الذي ينبغي ان يقلده الناس
وكان يتم الالحاح والاقناع بان ما يفعله من ممارسات ويحققه من اختراقات هو امر يثير الاعجاب ويستحق الاشاده
انظروا كم افسدوا اجيال واجيال من الشباب في كل ارجاء وانحاء العالم المتأمرك بهذه الاعمال الفنيه الهابطه

الصهيونيه والتجسس

الصهيونيه وهي اكثر الحركات الرجعيه الفاشيه الهدامه خطوره على الامن والسلم العالمي ابدعت في هذا الفن الشيطاني القذر
و لا ابالغ اذا قلت انه يكاد يكون معظم انجازها واختراقاتها قائم بالاساس على هذا النشاط الجبان القذر

للصهيونيه تاريخ طويل اسود من الاهتمام بالتجسس واستخدامه
ابتداء من تمجيد الجواسيس والترويج لهم في سينما هوليوود والسينما الاوروبيه
مرورا بتطوير تكنولوجيا التجسس ابان ثوره الاتصالات والمعلومات وصولا الى ابتكار تطبيقات للتجسس وتحويلها الى سلعه خدماتيه في السوق تخدم اغراضا سياسيه قذره كما هو الحادث مؤخرا

فالتجسس نشاط اساسي ومحوري لدى الحركه الصهيونيه و كل الشبكات والمؤسسات والمنظمات المرتبطه بها
ونعلم جميعا تغلغلها واستحواذها على وسائل الميديا الجديده و كيف ان انتشار وسائل التواصل الاجتماعي بانواعها قد تحول الى مجال كوني للتجسس على الافراد والمؤسسات و الحكومات المناوئه والمقاومه لهذه الحركه المعاديه للسلم والامن العالمي


و التجسس طبعا نشاط قذر اذا كانت وسائله وغاياته قذره واذا كان مصبه في نهايه المطاف خدمه الباغي المحتل او الفاشي العنصري او الفاسد او الارهابي او اللص البورجوازي فردا كان ام مؤسسه اونظاما و دوله
اما اذا كان نشاطا مشروعا لاختراق مؤامرات العدو و احباط مساعيه التخريبيه فالتجسس هنا
يصبح امرا مرغوبا شريطه ان لا يتم الانجرار الى استخدام ذات الاساليب القذره التي يتبعها الصهاينه واضرابهم
فالغايه النبيله لا تبرر الوسيله القذره








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير الاستخبارات الأميركية: أوكرانيا قد تضطر للاستسلام أمام 


.. انفجارات وإصابات جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب




.. مسعفون في طولكرم: جنود الاحتلال هاجمونا ومنعونا من مساعدة ال


.. القيادة الوسطى الأمريكية: لم تقم الولايات المتحدة اليوم بشن




.. اعتصام في مدينة يوتبوري السويدية ضد شركة صناعات عسكرية نصرة