الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين بينين

سامي العباس

2006 / 8 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


- بان اجتماعنا السياسي بعد الاستقلال عن ميل عارم لإنتاج الاستبداد.لا لولهٍ من هذا الأخير بالاستبداد, فهو يكابده منذ قرون ,بل لأن وعياً يقود للخروج من متاهتنا التاريخية عبر امتلاكه للحكمة التي تسمح له أن يضع ثقله في ظهر الخيارات المفضية الى الخروج من الاستبداد , لا في وجهها لم يتشكل . وإن انبثق هنا أو هناك لم يسمح له أن يهيمن..مثالي القريب :
المآل الذي أفضت إليه المعركة على التحول الى إيديولوجيا مهيمنة بين فكرتين وافدتين من خارج الفضاء الثقافي المحلي:الفكرة الليبرالية والفكرة الاشتراكية..
- وبان الصراع الأمريكي/السوفييتي الذي تفجر في نفس التوقيت ( الاستقلال ) عن ميل الطرفين المتصارعين الى توكيل الاستبداد بإدارة صراعهما حول المصالح في المنطقة كأفضل الصيغ للتحكم بالشريك المحلي .على نحو يغلق طريق الخروج عن السيطرة..
بين البينين : آنفي الذكر: دبكت المنطقة- ما أطلقت عليه في مقالة سابقة - ( دبكة خرما ) لنصف قرن ..
في العقدين الأخيرين بدأت هيمنة الأيديولوجيا الاشتراكية تفقد قدرتها على الإمساك بالوعي السائد محلياً.
وفي نفس التوقيت تقريبا حدث انهيار النظام السوفييتي.. وتخلقت على إثره شروط جديدة في البيئة الدولية.
وانفتح الطريق على شكل جديد لإدارة المصالح الأمريكية :بطانته النظرية مؤلفة من تحميل الاستبداد المدعوم أمريكيا في المرحلة السابقة, المسؤولية عما آلت إليه الأمور في العالم الثالث من فشل خطط التنمية الى الانفجار الديمغرافي الى الفلتان الأمني .وهو كوكتيل شديد الانفجار سرعان ما أصبح يهدد بفعالية المجتمعات الغربية.خصوصا بعد أن تخلص (الكوكتيل ) من تنوعه الديني عقب انفراد المجتمعات الإسلامية بالشروط الملائمة لتوليد وتصدير العنف.. فنجاح كل من الهند والصين في تخطي مصاعبهما الاقتصادية ضبط اجتماعها السياسي من أن ينخرط فيما انخرطت فيه المجتمعات الإسلامية..وغذى دعاوى التيارات الجهادية الإسلامية بمبررات تصوير مواجهتها للغرب كامتداد تاريخي للصراع الإسلامي /المسيحي..وما يفتح عليه هذا التصوير للمواجهة من إشكاليات محلية..تهدد ما حاكته الحداثة من نسيج وطني طيلة القرنين الأخيرين .
بالتواقت مع هذا التبدل في البيئة الخارجية الداعمة للاستبداد باتجاه الموقف النقيض (1) وفي جانب منه كرد فعل عليه. تخلقت بيئة محلية- على الأقل ثقافياً- مناهضة لهذا التحول في موقف الغرب.
تتدرج هذه الممانعة من فقه النكاية الذي يستند الى كره بلا عينين..الى تشكك يستند الى ذاكرة انتقائية أسقطت كل مافعله الغرب في المرحلة الكولونيالية من إرساء لقواعد الحياة الحديثة : تعليم وطبابة ومنهجيات تفكير وإدارة للاختلاف ..الخ ..الى عزوف عن المشاركة الى أن يستبين اللون الأبيض من اللون الأسود وهو موقف الأكثرية..
من بين بينين الى بين بينين
كأننا على حد قول المتشائل الراحل –إميل حبيبي- ياهند لارحنا ولا جينا..


هامش :
-1- للتوسع في هذه النقطة انظر مقالات لسامي العباس على الحوار المتمدن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تدرس نقل السلطة في غزة إلى هيئة غير مرتبطة بحماس|#غر


.. القوات الإسرائيلية تدخل جباليا وتحضيرات لمعركة رفح|#غرفة_الأ




.. اتهامات جديدة لإسرائيل في جلسة محكمة العدل الدولية بلاهاي


.. شاهد| قصف إسرائيلي متواصل يستهدف مناطق عدة في مخيم جباليا




.. اعتراضات جوية في الجليل الأعلى وهضبة الجولان شمالي الأراضي ا