الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسرحية -عرس الدم- قصة حدثت أو قد تحدث !؟

امتياز المغربي

2006 / 8 / 13
الادب والفن


"بحلم انا وللا الهوى غيرلي احوالي
يا ملفعة بالليل طلي من العالي
وان كان هذا علم ... خلليني في حالي
وارمي الغفى من عيون هدهدها موالي
ولا تسألي شو صار
لانسيتك انا
ولا فاد ترحالي
ظنيت البعد عنك
يطفي جمر في احشائي
و العمر يصفي و الدنيا تحلالي
تدري شو صار
تسكرت الدروب
من يوم ابعدت وما غبتي عن بالي
قلت الهوى بيطرد هوى
لفيت وماخليت منشري حدا
تاري اللي مالو في الهوى اول
مالو في الهوى تالي"

كانت هذه كلمات اغنية "بحلم انا" من مسرحية"عرس الدم" والتي يبدأ عرضها في يوم السادس عشر من الشهر الجاري على خشبة مسرح وسينامتك القصبة ،الاغنية من كلمات الشاعر اسعد الاسعد.

مدير مسرح وسينامتك القصبة الكاتب والمخرج جورج ابراهيم تحدث عن سبب اختيار مسرحية عرس الدم لكي يتم تجسيدها على خشبة مسرح القصبة ،التي قام باعدادها كنص مسرحي يحاكي الواقع الفلسطيني،فقال:"اعتمد المسرح العالمي منذ نشأـه على مواضيع انسانية ناقشت و تناقش حياة الناس بحلوها ومرها،وبما ان الهم الانساني واحد فان أي قصة حدثت او تحدث في أي مكان في العالم قد تكون حدثت او تحدث عندما هنا ايضا ،طبعا مع بعض الفوارق في العادات و الظروف والاساليب.لذا قررنا هذا الموسم ان نفتح صفحة المسرح العالمي وان نتقدم لجمهورنا الفلسطيني بعض من ادابه وفنونه،ووقع الاختيارعلى مسرحية"عرس الدم" للشاعر الاسباني فيدريكو غرسيا لوركا ولكننا لا نستطيع ان نتحدث عن هذه المسرحية بمعزل عن شقيقاتها ،فهي جزء من ثلاثية (عرس الدم،بيرما،برنارداالبا) والتي كتبها لوركا في فترات متفاوته ومختلفة من حياته و لكنها متعاقبة،وعرس الدم كانت اولها فقد كتبها في اوائل 1933 عن قصة حقيقية و قعت في بلدة اسبانيا في الاندلس والثانية "بيرما" كتبها بعد ذلك بسنة،اما الثالثة "بيت برناردا البا" فقد اتم كتابتها قبل موته بشهرين".

واشارالى المعالجة الانسانية في النص المسرحي فقال"ان هذه الثلاثية تمثل في مجموعتها ازمة عاشها الشعب الاسباني في فترة حياة الكاتب ،ومازال يعيشها بعد موته ،بل هي مأساة يعيشها الناس في كل زمان ومكان ،انها مأساة الانسانية التي تتمثل في هذه الدماء التي تنزف يوميا بسبب تلك التناقضات بين تصرفات الناس الممزوجة بتلك العادات و التقاليد و الافكار التي تتوارث أبا عن جد .و لهذا فهي مأساة حقا ان نحتفل باقتران خطيبين ،في الوقت الذي تسود المحتفلين روح الحقد ،وحب الانتقام ،فينقسم العرس الى فريقين متقاتلين ،فتجري الدماء غزيرة،دماء العريس،الذي عانق الموت في الوقت الذي كان من المفروض ان يعانق عروسه ،ودماء غريمه الذي غلبه على امره حب طاغ لا يرحم.انها مأساتنا ومصيرنا المرعب،لان نظرتنا الى الحياة هي نظرة "بيرما" بل نكاد نقول ان الحياة كلها "بيرما" تلك المراة القيم التي لا تنتج و لا تلد ،وعقم "بيرما" يتمثل في الغم و الكرب الذي يحس يه الرجل كلما انتبه الى نفسه و الى المصير المزعج المخيف الذي ينتظره و يقف له بالمرصاد كلما انكسر قلبه ،هذه القلب الذي اذا ما انكسر فهو كالزجاج لا يعودكما كان".

واخيرا اكد ابراهيم من خلال النص المسرحي على ان هناك طريق معينة للخروج من ثلاثية الضياع فقال:"واذا امتزجت افراح العرس بالكوارث والمصائب والدماء ،اصبحت الحياة تبعا لذلك عقيما مثل بيرما لانها لم تتح لها الفرصة الحقيقية للقاح والانتاج.واذا كان الامر كذلك ،فان الدار،"دار برناردا البا"تخلو منكل معاني الحياة الحقيقية ،فنحن سجناء العادات و التقاليد ،نتوق الى ذلك اليوم ،يوم الخلاص من هذا الخواء،اللامعقول الى عالم اوسع واجمل واكثر خصوبة وحيوية ونشاط.ولعل هذه الفكرة هي التي كانت تسيطر كلا ،اوبعضا على لوركا ،وتهيمن على انتاجه الشعري و المسرحي،فقد كان دائما يضع الموت والحياة نصب عينيه ،وقد لخص مأساة الانسان في هذه الحياة بثلاث كلمات،الضياع،ثم الضياع،ثم الضياع.واذا ما اراد الانسان ان يتخلص من هذا الضياع ،فعليه ان يقدم كل يوم برنامجا جديدا للفرح ،حافلا بالمناظر الخلابة ،والجلال الخارق،والجمال الفائق للعادة،و ان يقدمها يوميا لعيون جديدة ومتفرجين جدد"
اما المخرج المغربي نجيب غلال فقد تحدث عن سبب اخراجه لمسرحية عرس الدم فقال:"هنالك هدفين كنا سببا في اخراجي للمسرحية الهدف الاول ان عملي في فلسطين في اخراج مسرحية على خشبةمسرح القصبة الفلسطيني هو جزء من عملية صمود ثقافية و نضالية اما الهدف الثاني فهو انني استعيد قوتي ويقظتي واستكشاف قدراتي في اخراج مسرحية باللغة العربية على الارض الفلسطينية".

واشار غلال الى علاقته مع الممثلين خلال بروفات المسرحية فقال:"سمحت لكل واحد منهم ان يختار وان يطور اختياره،لم افرض عليه شيئا ،بل جعلت من الممثل يشارك في صياغة الحوار وتشكيل الشخصية ومن ثم تجسيدها على الخشبة و اللمثلون رائعون وجعلوا منعملي في فلسطين متعة".

يشارك في اداء الادوار في مسرحية"عرس الدم" كل من الفنانين اسماعيل الدباغ وحنان حلو وخالد المصو و دورين منير وريم تلحمي وعماد فراجين و فالنتينا ابوعقصة ومنال فريد واميرة حبش ونبيل الراعي وحازم الشريف.اما العازفون المشاركون في المسرحية فهم جميل السايح في العود والغناء ورامي وشحة على البزق والكمان والناي وطارق الرنتيسي على الايقاع.

و يشارك طاقم مسرحية"عرس الدم" في الاعداد كل من حبيب شحادة في الموسيقى والحان واشرف حنا في سينوغرافيا ومعاذ الجعبة في الاضاءة و شاذن ابو العسل في تدريب الحركة وفادي ميخائيل في ادارة الخشبة ونصيفة حبش في الملابس وجورج ابراهيم في اعداد المسرحية وكلمات الاغاني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب


.. عاجل.. الفنان محمد عبده يعلن إصابته بمرض السرطان في رسالة صو




.. انتظرونا غداً..في كلمة أخيرة والفنانة ياسمين علي والفنان صدق