الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة إلى بوش

اليزيد البركة

2006 / 8 / 13
الارهاب, الحرب والسلام


من هو الإرهابي؟ الدافع إلى طرح هذا السؤال ، هو ما يستخلص من مواقف الرئيس الأمريكي المنحازة بالكامل إلى إسرائيل . ومن أقواله والمصطلحات التي يستعملها، ويحلو له أن يرددها، في كل مرة يتناول في كلامه فلسطين أو لبنلن أو هما معا.
ما يستخلص ، هو أن كل عربي أو مسلم إرهابي إلى أن يقدم التوبة أمام باب البيت الأبيض ، ويصطف إلى جانب السياسة الأمريكية ويتبنى بالكامل أهدافها ويتحمس للدفاع عنها. ومن لم يفعل أو أنه كان مغفلا وأخذ بشعارات حقوق الإنسان والديمقراطية الخاصة عندها للإستهلاك والدعاية ، اعتبرمن لدن الإدارة الأمريكية منحازا لصف الشر.
هذه الصورة الشوفينية والعنصرية ليست مقتصرة على الإدارة الأمريكية فحسب ، بل تنطلق منها أغلب وسائل الإعلام الأمريكية ، وتعتبرها المعيار الوحيد للتفريق بين الإرهابي وغير الإرهابي . ونشاهد أن عددا من وسائل الإعلام الأربية بدأت هي الأخرى في التنافس من أجل إظهار النبوغ والحذاقة في من هي أكثر قدرة على خلق مفردات ومصطلحات تخدم التحايل أو طمس طبيعة السياسة الإسرائيلية وبالتالي السياسة الأمريكية . وحتى الساسة الأوروبيون وخاصة منهم الفرنسيون، الذين كانوا بلأمس يستطيعون أن يتفوهوا ببعض الكلمات المتوازنة، ولو لم يسبق لهم أن أدانوا اسرائيل على الإرهاب الذي تمارسه ، أصبحوا الآن يثلعثمون في البحث عن كلمات مناسبة لا تغضب الإدارة الأمريكية .
يوحد كل هؤلاء منطلق واحد هو:
- الحدث الخطير والذي يرتقي إلى درجة الهمجية والوحشية هو استهداف مدنيين اسرائيليين ، وإذا ما استفاق العالم على مذبحة فظيعة ضد مدنيي شعوب المنطقة العربية المحيطة باسرائيل ، يعتبر لديم ذلك الجرم دفاعا عن النفس . أما البعض الذي لايستطيع أن يخفي حرجه فإنه يعبر عن أسفه للإستهلاك الدعائي وفي الواقع يقوم بدعم اسرائيل عن طريق تجنيبها أي عقاب على ما قامت به.
- يحق لإسرائيل أن تواصل الحرب حتى في زمن المفاوضات وتبادل خطط لكن لا يجبعلى أي طرف عربي أن يرد ولوبسكين
-لايحق اختطاف أي جندي اسرائيلي وبالمقابل يحق لإسرائيل أن تختطف من تشاء ولو كانوا مدنيين بل أكثر من هذا ولو كانوا منتخبين أو مسؤولين في حكومة
- احتلال اسرائيل للأراضي العربية ولفلسطين لا يستوجب المقاومة ، وإذا ما قامت كنتيجة طبيعية سارع الساسة والصحافيون الذين يدورون في فلك السياسة الأمركية إلى وسمها بالتبعية لدولة ما وباعتبارها حركة إرهاب
- كل الحركات السياسية وحتى منظمات المجتمع المدني بل أكثر من هذا الحكومات في البلدان العربية موضوعة تحت المجهر الأمريكي ، إلا في اسرائيل ، فهي فوق الشبهات ويمكن لها أن تفرخ ما تشاء من توجهات تصل إلى درجة الشوفينية والعنصرية
- عندما تجتاح اسرائيل أرضا عربية ويظهر بالملموس أن إسرائيل تستخدم أحدث الأسلحة الفتاكة وتقتل وتدمر بدون تمييز وفي الجهة الأخرى استعمال حجارة أو اسلحة فردية ، عد ذلك عنفا متبادلا بين الطرفين
- عندما تحتل اسرائيل أرضا عربية لا يتبعه فورا المطالبة بالإنسحاب بل المطالبة بوقف النار أو وقف الإعتداءات
-لا يصدر القرار السابق إلا بعد أن يتأكد أن اسرائيل في موقع سياسي للتفاوض حول الثمن الذي سيقدم لها.
الحقيقة التي يعمل كا هؤلاء لطمسها هي أن اسرائيل هي خلقت غلإرهاب بمعناه الحديث . فقبل أن يقوم أي عربي بمهاجمة المدنيين أو حتى التفكير في ذلك هاجمت منظمة الأراكون أوطيل الملك داوود في القدس في 1946وذهب ضحية هذا الإرهاب عدد من العرب . وبعد ذلك خلال السنوات التالية في1946 وفي1947 استعملت المنظمات الصهيونية في ارهابها السيارات المفخخة
ولنعد إلى التطهير العرقي الذي مارسته تلك المنظمات في 1948 ضد المدنيين العزل وكان عنوانه البارز هي مذبحة دير ياسين وما رافقها من مذابح أخرى
ورافق هذا النهج مسيرة اسرائيل طوال الزمن الذي اصبحت فيه دولة منذ 1948 إلى الآن ولا أدل على ذلك من المحطات السوداء المسجلة ضدالمدنيين سواء إزاء الفلسطينيين أو المصريين أو السوريين أو اللبنانيين . ومن الغريب جدا أن نرى أن امريكا لديها قائم بمنظمات ودول في المنطقة تصنفها بكونها أما ارهابية أو أنها تدعم الإرهاب وتتغاضى بل تدعم ماديا ومعنويا الطرف الذي مارس منذ 1946 الإرهاب وما يزال
إن أي كان يتحلى بذرة من الأخلاق لايمكنه أن ينهج سياسة استهداف المدنيين حتى ولو كان على حق في حقوقه ومطالبه
فهل يتحلى بوش والجوقة التي تطمس الحقيقة بهذه الذرة ؟ كل الوقائع المتتابعة منذ انتخاب بوش إلى الآن تبين أن الإدارة الأمريكية بعيدة كل البعد عن أن تكون وسيطا أو حكما وعلى الشعوب العربية وخاصة قواه السياسية والنقابية والجمعوية أن تقاطع هذه الإدارة الحالية حتى تظهر إدارة قادرة على أن ترى الواقع كما هو . وأن تكون المقاطعة شاملة : سياسية فكرية إعلامية حقوقية ... وفي كل دولة عربية يجب أن تشعر وتلمس السفارة الأمريكية فيها أنها منبوذة من الشعب ، كما يجب على كل القوى في العالم العربي أن ترجع على أعقابها المنظمات والمراكز والمعاهد التي تدعي انها تريد أن تعلمنا كيف نكون ديمقراطيين وكيف ندافع عن حقوق الإنسان وأن يقال لها كونواأنتم أولاديمقرطيينومافعين عن حقوق الإنسان ، وما دامت ممارستكم السياسية والحقوقية في صف إرهاب الدول بالأسلحة والأموال والتكنولوججيا والدعم السياسي والدبلماسي..فإن كل كلامكم عن الديمقرطية يخفي أطماعا وأهدافا بعيدة عن الديمقراطية وحقوق الإنسان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إمام وحاخام في مواجهة الإنقسام والتوترات في برلين | الأخبار


.. صناع الشهرة - كيف تجعل يوتيوب مصدر دخلك الأساسي؟ | حلقة 9




.. فيضانات البرازيل تشرد آلاف السكان وتعزل العديد من البلدات عن


.. تواصل فرز الأصوات بعد انتهاء التصويت في انتخابات تشاد




.. مدير CIA يصل القاهرة لإجراء مزيد من المحادثات بشأن غزة