الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الخروف
نادية بيروك
(Nadia Birouk)
2021 / 7 / 26
الادب والفن
دخل إلى البيت ليلا وهو يتلمس الدرج. لم يفتح النور، فضل صعود الدرج في الظلام وكان يحبس أنفاسه بكل قوة إلى أن وصل شقته في الدور الخامس وهو يلهث. طرق الباب في وجل وهو يهمس:
- افتحي يا فاطمة !
فتحت وهي ترتعد:
- ماذا دهاك؟
أخرج الخروف من تحت إبطه. كان صغيرا جدا. جلده يلتصق على عظامه.
فاطمة لم تمتلك نفسها من الضحكك:
- أهو خروف العيد؟ ههههههه.
- أجل يا فاطمة. السوق نار مستعرة، وهذا كل ما استطعت شراءه.
بدأ الخروف مأمأة خفيفة فهرع إليه صالح وأغلق فمه:
- اخرص ستفضحنا مع الجيران.
توالت مأمأة خرفان الجيران تصول وتجول وتملأ الدنيا تفاخرا وكأنها تتنافس لتعلن أنها أفضل من غيرها، وكان صالح يغلق فم الخروف كلما حاول المأمأة.
في صباح العيد ذبح الخروف باكرا. خبأ رأسه وجلده وأشعل الموقد ليشوي اللحم. تنبعث الراحة اللذيذة. يصيح جاره من الشرفة المقابلة:
- مبروك العيد أخي. كيف هو خروفكم؟ هل هو سمين؟
- أجل ما شاء الله! لحم وشحم. الحمد الله ! لم ننم البارحة من مأمأته الصاخبة.
كانت فاطمة على مقربة منه، ضحكت حتى استلقت على ظهرها، صرخ في وجهها :
- اصمتي يا فاطمة !
- أضحكتني يا صالح لحم وشحم ومأمأة وهو كالأرنب. هههههههه.
- اصمتي بالله عليك.
فجأة تجمدت الدماء في عروقهما، من الطارق؟ قال صالح:
- لا عليك سأرى.
فتح الباب، وواربه قليلا.
-أنا مديل السمكري سمعت أن خروفك كبير أود جلده إذا سمحت.
تدارك أحمد قائلا:
-لقد طرق رجلا قبلك الباب وأخذه.
-على أي شكرا. عيد مبارك سيدي.
أغلق الباب وهو يهمس.
-احرقي جلد الخروف سيفضحنا.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. مخرجة الفيلم الفلسطيني -شكرا لأنك تحلم معنا- بحلق المسافة صف
.. كامل الباشا: أحضر لـ فيلم جديد عن الأسرى الفلسطينيين
.. مش هتصدق كمية الأفلام اللي عملتها لبلبة.. مش كلام على النت ص
.. مكنتش عايزة أمثل الفيلم ده.. اعرف من لبلبة
.. صُناع الفيلم الفلسطيني «شكرًا لأنك تحلم معانا» يكشفون كواليس