الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صباح عادي مع رولان بارت، رغم تأخره

سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)

2021 / 7 / 27
الادب والفن


صباح الخير مسيو بارت. اليوم في مفكرة العرب يصادف السادس والعشرين من يوليو/تموز عام 2021. هل يعني لك هذا التأريخ شيئاً الآن؟
ربما يعني أو لا يعني لك شيئاً وأنت في وضع ما بعد حادث يوم الخامس والعشرين من مارس /آذار عام 1980. لا أعرف، ولكني أود أن أخبرك أن بنيويتك مازالت تعني الكثير للأكاديمين العرب وجامعاتهم، رغم أنك كنت قد قدتها وسلمتها، بيدك، للمتحف، منذ لحظة اكتشافك للذة النص، التي لم يكتشفوها إلى الآن... وربما لن يكتشفوها يوماً!
ربما ستقول اصبر قليلاً، لأن العرب دائماً يكتشفون الأشياء متأخراً، ولكني سأقول: لقد مضت 48 عاماً على اكتشافك ذاك (صدر كتاب لذة النص عام 1973)، فأليست كافية للاكتشافات المتأخرة؟
أخرستك صح؟
كيف اكتشفت لذة النص مسيو بارت؟ بعد اكتشافك لتجريدية وشحوب وجفاف نظريتك البنيوية، صح؟ لم تكتفي بالإيماء برأسك؟ قلها بالكلام وبوضح ليسمعوها...؟ آه! عذراً، نسيت أنك فقدت القدرة على الكلام.
بالمناسبة مسيو بارت، أنا لا أرى في رؤيتك (كتاب) لذة النص فتحاً، لأني أعرف، ومنذ البداية، أن لا سلطة تعلو على سلطة لذة النص، رغم كل الضجيج التنظيري حول النص، لأنه وفي النهاية، ومنذ البداية، كانت البشرية قد خلصت إلى فهم ومفهوم أن (كل كتاب يقرأ بتلذذ كان قد كتب بتلذذ)، أو بحسب صياغة معكوسة- وربما هي الأدق: كل ما يكتب بقصد اجتراح أو صناعة اللذة، فبالتأكيد سيقرأ بلذة، وبالتالي سيكون نصاً شاخصاً ويستحق التنويه به والثناء عليه، ومن ثم الكشف عن إشارات بناه الجمالية وتفكيك شفراتها من أجل إضاءة جماليات النص وكشفها.
ما بالك تهز رأسك بهذه الطريقة غير المفهومة؟ هل تعبت؟
حسناً، تعال لنجلس في ظل شجرة الكرز هذه وخذ نفساً طويلاً لترتاح.
والآن قل لي، هل قلت ما يُشكل عليك فهمه؟
تقول كلا؟ إذاً....؟
أوه! كلا أرجوك، أنا لا أحملك مسؤولية عدم مواكبتنا لظهور أو تداول الأفكار والنظريات، كل ما في الأمر هو إني أكاشفك بأنهم أتعبونا باجترار ما كنت أحلت إلى آرشيف النقد، مما كنت قد طرحت من نظريات وطروحات وتجاوزته بما تجدد لك من رؤى.
آه، وللمناسبة، كلامي هذا لا يعني أني مأخوذ أخذة الأكاديميين العرب ببنيويتك، أبداً؛ كل ما في الأمر هو أني أكاشفك بمرارات الكتاب العرب من بطء اكتشاف نقادهم الأكاديميين.
تسألني لماذا؟ ببساطة لأنك لم تحسن في كتابك المذكور التعبير عن مقاصدك.. كانت لغته تنطوي على الكثير من الضبابية وعدم الدقة في توصيل رؤيتك.
ها أنت تعود لهز رأسك تلك الهزة غير المفهومة... ماذا؟
لم أفهم ما قلت...
إن شئت فنعم أنا أحاججك، أم تراك تريدني أن أوافقك على كل ما تقول، وبعضه مجرد ويقترب من الهذيان؟
ماذا قلت؟
أوووه، بربك لا تكن جافاً ومملاً، كما أنت في أغلب أوقاتك، تكلم بوضوح هذه المرة على الأقل.
ماذا؟
أعرف إنك لا تفرض شيئاً على أحد، وفي النهاية فإن الأمر مرهون بإرادة من يصرون على التمسك ما أودعت في المتحف، ولكن أنت على الأقل أبديت استعدادك لسماعي ومحاورتي، في حين أن الأكاديميين العرب مصرين على سماع صراخهم في بنايات آرشيف ومحفوظات جامعاتهم وحدها، وعليه فإني أسرفت معك.. فشكراً لسعة صدرك على سماعي.
أيضاً عدت إلى هزة رأسك غير المفهومة؟ ماذا تقول؟
أزعجت خلوتك؟ معك حق فعلاً وأعتذر على تطفلي وتكدير صفو خلوتك. ماذا قلت؟
لم لا نضع لإبداعنا نظريات تشريح ونقد، بدل اتكالنا عليكم؟
ببساطة لا أحد يسمح بهذا. لماذا؟
هل تصدق؟مجرد غيرة وحسد، لأن لا أحد يريد أن يرى أحداً أحسن منه!
تقهقه سخرية؟ معك حق لأنك لا تعرف ماذا يجري هنا.
تقول هذا تبسيط ساذج؟
أعرف إنه كذلك، ولكن صدقني أن الأمر بهذه السذاجة، لأن جميع من تجرؤوا على وضع نظريات قوبلوا بالازدراء والسخربة.
لماذا وقفت؟ هل أضجرك حديثي؟
حسناً، وعلى كل حال فهو ليس بحجم الضجر الذي تثيره تجريدات نظريات.
ذهبت؟
حسناّ، وداعاً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نهال عنبر : المسرح جزء من الثقافة المصرية ونعمل على إعادة جم


.. إيمان رجائي: النسخة السابعة من مهرجان نقابة المهن التمثيلية




.. لقاء سويدان : خشبة المسرح الدافع الأول للتألق والإبداع الفني


.. نرمين زعزع : رعاية المتحدة للمهرجانات الفنية والثقافية يزيد




.. استعدوا للقائهم في كل مكان! تماثيل -بادينغتون- تزين المملكة