الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا لو فعلها برهم صالح؟

عمار ابراهيم عزت

2021 / 7 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


كيف سنقنع العرب في العراق إن ما حصل هو ليس مؤامرة صهيوامريكية؟ والكورد كما هو معروف حليف استراتيجي لهم، أم كيف سترضى الاغلبية العربية بحكم الاقلية في بلد حولته الديمقراطية الى ثلاث كانتونات شيعية وسنية وكردية، كيف يمكن لهؤلاء التنازل عن هوية العراق العروبية، أم كيف سيتنازل، في الحد الأدنى، الساسة الشيعة عن حقهم وقد حكموا العراق لعقدين تقريبا؟ رسخوا خلالها وجودهم سياسيا واقتصاديا وعسكريا؟ وما الضمان الذي يمنع ان لا يتحول العراق الى ليبيا ثانية مع امتلاك القوى السياسية للميليشيات والتابعين؟
لنفترض جدلا ان الشعب غالبيته قد فوض رئيس الجمهورية صالح وان المؤسسة العسكرية دعمت هذا الانقلاب كما حدث في التجربة المصرية وفي تونس، لكن عن أي شعب نتحدث: الكردي والتفافه حول قياداته الانفصالية، السني في اعادة تدويره لنفس النفايات ذات النفس السلفي والبعثي، الشيعي بتكتلاته الحكيمية والصدرية والمالكية والخزعلية والدعوجية والولائية وغيرها من المسميات، ثم ألا يحظى هؤلاء باتباع وبمشروعية شعبية اوصلتهم للحكومة والبرلمان؟
سيقول احدهم لا بد ان ننقلب على الاسلام السياسي بعد التجربة المريرة التي تجرعنا سمها لاعوام، لنفصل الدين عن السياسة ولنؤسس لدولة مدنية. ومن منا لا يحلم بذلك؟ لكننا ازواجيون حد النخاع مثاليون جدا وحالمون، نجزئ الاشباء وننتقي منها ما يلائم مقاس تفكيرنا، فالمدنية التي نتاملها هي اسلوب في الحياة قبل ان تكون نمطا سياسيا تدار به الدولة، هذا الاسلوب يدعوك الى ان تتنازل تماما عن قبليتك وتقاليدها واعرافها التي تتعارض غالبا مع النظام المدني، وايضا يدعو الى غض الطرف عن التجاوزات التي تتعارض مع ثوابتك الاسلامية، وان تتقبل مظاهر الدولة المدنية داخل بيتك، وان تتخلص من النزعة الذكورية التي تجعل منك سيدا ومن الانثى تابعا لسلطة وجودك، نحن ازواجيون لاننا سنكون اول المنتقضين على هذه المدنية الصاعدة، وسنقول ان المدنية قد افسدت مجتمعنا وقوضت عاداتنا وتقاليدنا ونلصق بها كل عيوبنا الماضية والحاضرة، وما ارتداد الشعوب العربية بعد الربيع العربي ونكوصها في انتخاب القوى الراديكالية الاسلامية الا دليل على ما نقول.
صالح ليس صالحا لان يفعلها، والشعب ليس صالحا حاليا على الاقل لمثل هكذا تحولات .. والانقلاب على الشرعية وان كانت شرعية مزيفة ومغتصبة سيؤدي الى مالا يحمد عقباه والى حرب اهلية ضحيتها شعب طائفي اثني مؤدلج.


كاتب عراقي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس كولومبيا يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ويعتب


.. -أفريكا إنتليجنس-: صفقة مرتقبة تحصل بموجبها إيران على اليورا




.. ما التكتيكات التي تستخدمها فصائل المقاومة عند استهداف مواقع


.. بمناسبة عيد العمال.. مظاهرات في باريس تندد بما وصفوها حرب ال




.. الدكتور المصري حسام موافي يثير الجدل بقبلة على يد محمد أبو ا