الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق.....ديمقراطية طائفية............ام ديمقراطية سياسية

ثامر الدليمي

2006 / 8 / 13
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


منذ الاحتلال العثماني والى يومنا هذا والعراق والعراقيين معرضين للسلب والاضطهاد والحروب والصراعات المفتعلة بفعل الايديولوجيا المتناحرة والتي أنشئت تحت عناوين مختلفة تارة تحرري واخرى قومي او ديني والان طائفي ، كما ساهمت تلك السلطات الوطنية والغير وطنية بتغذية اعمال العنف تارة وتارة اخرى مارستها هي وبادوار متعاقبه ، وكان ومازال نصيب للاحزاب في صراعها المزمن اتجاه بعضها البعض الاخر . الجميع متفق على ان الهيمنة البعثية كانت اشرسها واعنفها بحيث استطاعت ان تحدث شرخا لاداخل المجتمع فقط بل تعدى ذلك الى داخل الاسرة العراقية؛ و تمكنت من ان تحرض الاخ ضد اخيه والزوجة ضد زوجها والوالد ضد ابنه وهناك امثلة عديدة لامجال لذكرها الان. وان هذا كله قد ساهم في خلخلة الهوية الوطنية وقضى على روح المواطنة التي اتقدت ابان خمسينات وستينات الفرن الماضي وان حوادث السلب والنهب التي رافقت الاحتلال ماهي الا دليل صارخ بوجه ارهاب الدولة العراقية وسلطتها المستبدة لشعور العراقين بالاضطهاد الذي كان يمارس بحقهم.
وزاد المشروع الديمقراطي المطروح الان على الساحة من انتشار حالة الفوضى واستفحال الطائفية المتخذه كايديولوجا للبعض وان لم يعلنوا عنها صراحة متذرعين بانهم دخلو العملية السياسية تحت عناوين لاحزاب دينية وان الديمقراطية اجازت لهم ذلك رغم انهم يعلمون جيدا بانهم قد ايقضوا فتنة عراقية قديمة كانت نائمة تحت غبار القرون ومن يقرا التاريخ بتمعن وتبصر سيعثر على دلائل تدمي القلوب وسيرى الحجم الهائل من الخراب الذي خلفته الطائفية في العراق ، ان هؤلاء الساسة بتصرفهم هذا يشبهون الى حد قريب جندي جاهل يلعب بسلاح فتاك يضغط على زناده بين لحظة واخرى وباتجاه رفاقه حاصدا منهم مجاميع مختلفة، ان المشروع الديمقراطي لم يقدم لنا (ديمقراطية سياسية) بل قدم ديمقراطية فئوية وقومية وعرقية ودينة وطائفية(وهذه اوصاف اجتماعية) وبدات تفكك مجتمعاتنا المحلية التي تألفت عبر تعايشها السلمي المستمر من خلال ثقافتها المشتركة الموغله في القدم.
وبما ان المشروع الديني والطروحات الدينية باتت هي المهيمنه على المشهد العراقي فنرى لزاما على الاحزاب الدينية الاسلامية الحاكمة والغير حاكمة الالتزام بنصوص القرآن الكريم وان تفك الاشباك فيما بينها وتعلن التوبه الى الله تعالى وتطلب المغفرة عن المعاصي المرتكبة بحق المواطن البائس الذي انقطع فيه الرجاء. ان الدين الاسلامي يحمل بين ثناياه مفهوم اللين واللاعنف كما يوكد على روح التسامح والاعتذار وهذا ما يؤكده قرئننا الكريم وجاء في محكم كتابه: قال تعالى:(وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلاَ تَنسَوْا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ) سورة البقرة-كما قال تعالى: (إِنْ تُبْدُوا خَيْراً أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوء فَإِنَّ اللهَ كَانَ عَفُوّاً قَدِيراً)سورة النساء وجاء في سورة النور:(وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ)وذكر في سورة ال عمران بخطاب موجه لرسولنا الاعظم (فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأمر)اما في سورة المائدة جاء:(فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الُْمحْسِنِينَ)كما ورد في سورة البقرة الايات التالية:(فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ) :(فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ) :(وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ الْعَفْوَ)وورد في سورة الاعراف:(خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ) اليس هذا هو خطاب الله في محكم كتابه وهو واضح وصريح ولا يقبل الشك والتاويل ويؤكد على العفو وجوهر وروح التسامح والاعتذار،كما اكد الله سبحانه وتعالى على نشر السلم وعدم ترويع البشر واحترام السلام والدفع نحوه بكل طريقة وجاء في محكم كتابه :(وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ) الانفال وقال تعالى داعياً عباده المؤمنين إلى اعتزال القتال إثر جنوح المشركين إلى السلم:(فَإِنْ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمْ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلا) النساءوقال عزّ وجلّ في صفات المؤمنين:(وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَماً) الفرقان..
عرضنا في ما تقدم اسباب جوهرية للمصالحة نابعه من معتقدات اجدادنا وايمانهم المطلق بديننا الحنيف اما تكفي هذه الايات المقدسة لوقف نزيف الدم نحن نرى ان كل خارج عن تطبيق هذه الايات القرانية هو خارج عن الدين الاسلامي مهما كان عنوانه ومركزه فلا يستتر خلف منصب اووظيفة اوايديولوجا حزبية تدعي الاسلام بل نريده ان يخرج بشجاعة ويعلن عن ماهيته للعراقيين اذا كان منهم والا فليرحل كائن من كان لنستطيع ان نحيا بسلام ونبتي الذات العراقية التي خلخلتها الصراعات ونتصالح مع بعضنا حبا بمستقبل اطفالنا ووطننا وديننا لاننا نبقى عراقيين بهويتنا الوطنية التي لا يمكن الانسلاخ عنها كونها رمز كينونتنا وعجلة سيرورتنا الراهنة...........








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرق الأوكراني في قبضة روسيا.. الجيش الأوكراني يواجه وضعا -


.. رأس السنوار مقابل رفح.. هل تملك أميركا ما يحتاجه نتنياهو؟




.. مذكرة تعاون بين العراق وسوريا لأمن الحدود ومكافحة المخدرات


.. رئيس الوزراء الأردني: نرفض بشكل كامل توسيع أي عمليات عسكرية




.. قراءة عسكرية.. كتائب القسام تنفذ سلسلة عمليات نوعية في جبالي