الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيروت ..أنا يا صديقة متعب بعروبتي

فخر الدين فياض
كاتب وصحفي سوري

(Fayad Fakheraldeen)

2006 / 8 / 13
الارهاب, الحرب والسلام


(غصّ) حسن نصر الله بالدمع مراراً في أحاديثه المتلفزة أثناء هذه الحرب.. (غصّ) بالدمع حين أتى على ذكر المقاومين في الجنوب.. الرجال الذين (قبّل) أقدامهم المزروعة بالأرض تحدياً وبطولة.
وبكى فؤاد السنيورة أمام وزراء الخارجية العرب حين تحدث عن عروبة لبنان.. ثلاث مرات ذرف الدمع في خطاب وجداني يخلو من تفجّع العرب.. وعنترياتهم في آن!!..
نصر الله والسنيورة.. كلاهما في محنة..
كلاهما حقيقي في أهدافه.. وكبير في موقعه.. حتى لو تباعدت المواقع أحياناً!!..
كلا الرجلين ابتعدا عن تذلل الحاكم العربي و(دبلوماسية) منطقه القائم على (الشطارة) و(التكتكة) واستثمار الدم اللبناني!!
كلا الرجلين ابتعدا عن لغة التحريض المنافقة.. وعن التجييش الدوغمائي.. وعن الكذب الأيديولوجي الذي تميز به النظام العربي الرسمي بقادته وحكوماته وأحزابه ومنظماته!!..
كلا الرجلين بكيا.. بكبرياء وتواضع.. وعزة نفس ارتقت فوق خرائب الجريمة وفاجعة القتل.. ومشهدية أجساد أطفالنا التي مزقتها الطائرات..
نصر الله والسنيورة ذرفا دمع بيروت.. بيروت العروبة التي بكت وجعاً عن العرب.. وعلى العرب..
بيروت المعارَضَة والتعددية والشعر والتمرد والرفض الساخر لقاموس الصحراء والتوتاليتاريا البدوية وأقبية صناعة الحكم المخابراتية..
بيروت بكت العهر العربي.. والزيف العربي.. وأنظمة القش والكرتون.. والورق المقوى!..
بيروت اعتزَّت برجالها.. كل رجالها في وقت الكشف والحقيقة.. اعتزت باتفاقهم واختلافهم معاً..
بيروت رفعت رأسها بكبرياء رجل دولة بحجم فؤاد السنيورة الذي عضّ على جرحه ومضى يستحث العرب.. ويبحث عن بقية في مروءتهم، وهو الذي يعلم أنه يبحث عن إبرة.. في كومة قش لا قيمة لها!!..
بيروت رفعت رأسها بكبرياء رجل ثورة وتمرد بحجم حسن نصر الله الذي أراد من (الإخوة والأشقاء) ليس أكثر من الحياد... حرصاً على بقية من كرامتهم أمام شعوبهم.. وأبنائهم، وهو الذي يعرف أنهم وإسرائيل والمشروع الأميركي.. سواء!!..
بيروت العظيمة.. حملت كفنها ومضت تقاوم..
(تفاحةٌ للبحر.. ونرجسة الرخام)!!..
نحو (الجلجلة) الأولى.. صعوداً!!..
على صليب وهلال..
في عالم عربي متخم بالمال والعتاد!!..
في عالم عربي متخم بضباط مستسلمين (لمنظر البحر الحزين!!)..
وحدهم أطفال بيروت رفعوا شارة نصر وكبرياء.. على أنقاض جغرافيا امتدت من المحيط إلى الخليج.. أشلاء عروبة.. وأشلاء شعوب فقدت إرادة الفعل.. وإرادة الذات.. وإرادة التغيير..
وحدهم أطفال بيروت رفعوا شارة نصر وكبرياء وغنّوا:
(أحرقنا زوارقنا.. وعانقنا بنادقنا..)..
بيروت..
أنا يا صديقة متعب بعروبتي!!..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تحذر من -صيف ساخن- في ظل التوتر على حدود لبنان | #غر


.. البيت الأبيض: إسرائيل وحماس وصلا إلى مرحلة متقدمة فى محادثات




.. تشاؤم إسرائيلي بشأن مفاوضات الهدنة وواشنطن تبدي تفاؤلا حذرا


.. هل يشهد لبنان صيفا ساخنا كما تحذر إسرائيل؟ أم تنجح الجهود ال




.. بسبب تهديد نتيناهو.. غزيون يفككون خيامهم استعدادا للنزوح من