الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مؤسسات وطنية بلا وطن

سمير دويكات

2021 / 7 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


المحامي سمير دويكات
في هذا الوطن الكل يدعي الوطنية، ويزف نفسه على الالحان العالية كي يسمع الجميع، ويخرج هاتفه المحمول كي يصنع اجمل صورة له، فيبرقها نحو الفضاء الافتراضي الكبير كي يراها العشرات بل المئات والالاف، ومؤسسات ربما تنصدم عندما تدخلها وتسمع موظفيها عندما يتكلمون عن فسادها، هي تلك المؤسسات التي يوما ضربت لنا الامثال الواسعة وكانت على حافة ان تكون عالمية وان تخرجنا من ظلمات الاحتلال الى النور، وهي بمختلف اهتماماتها وانواعها الرسمية والخاصة وحجمها بكبرها وصغرها، بلدات هنا تضرب لنا الامثال منذ سنوات كي تكون في حضرة التاريخ، فاكثر من تسعين يوما وبيتا الصابرة الصامدة تواجه الاستيطان وتوغله وتمنعه من التوسع في جبالها الاجمل والافضل في العالم، ولولا الاحتلال، لكان هناك المشاريع الكبيرة والسياحية التي لا حدود لها في نفس المكان، وعلى الرغم من ذلك تطل علينا مؤسسات وطنية كبيرة ولكن مديريها ورؤسائها اغبياء جاؤوا على جناح الواسطة والمحسوبية وجاؤوا يتقنون احرف بلا معني بلغات لا نفهما وقد قاموا بالمزاودة على تراب الوطن الف مرة، وهم من غلبتهم الجهلة والضياع عندما حاربوا الكفاءات، وانهوا اعمالها وهنا نذكر مستشفى النجاح عندما تخلى عن افضل اطباء القلب على مستوى العالم ومؤسسة الانتخابات التي تخلت عن افضل خبرائها في هذا المجال، من اجل مدراء لا يفقهون من عملها الا اسمائهم ومصالحهم ونثرياتهم وسياراتهم، وهؤلاء الكفاءات لا يطلبون سوى ان يكونوا خدم للوطن.
في عام الثلاثة وتسعين من القرن الماضي، اصبت بالرصاص الدمدم وقد عولجت في مستشفى الاتحاد النسائي وكانت فيه الشكوى عالية وقتها حول خدماته وتذمر الاطباء والموظفين، وعلى الرغم من كوني وقتها صغيرا الا انني اذكرها وما تزال ترن في اذني، وهو المشفى الذي كانت تموله تبرعات الخيرين ومنظمة التحرير وكان الملجأ الوحيد لجرحى الانتفاضة في نابلس، وعندما خرجنا لجأنا للمراكز الطبية الخاصة في بيتا من اجل الاستمرار في العلاج، فكانت الابواب مفتوحة لنا بلا ثمن كوننا جرحى انتفاضة، لكن يوم امس كان يوم اخر من السواد لمستشفى النجاح الذي اقفل ابوابه في وجه جرحى بيتا الذي سالت دماءهم على جبل صبيح من اجل ان يمر مدير مستشفى النجاح واطباءه وموظفيه بأمان من على حاجز زعترة لان المشروع الاستيطاني يهدف الى جعلها معبرا كبيرة يتحكم برقاب واعناق وحركة الفلسطينيين، وكل ما قيل منهم او من محافظهم هو ذر للرماد في العيون فرواية شبابنا تقول انهم رفضوا ادخالهم قبل التوقيع على كمبيالة لثمن العلاج وهو امر خطير يجردهم من ابسط المعاني الوطنية، ويرمي بهذا المستشفى والقائمين عليه في وحل اللاوطنية، والاشتباه غير المغفور. وان كانوا يعتبرون انفسهم وطنيين فهم بلا وطن، لان الوطن من تصنعه سواعد الثوار في جبال بيتا وليس مكيفات الهواء في مكاتبهم المترفة.
هي ايضا مؤسسة الانتخابات التي آثر رئيسها العنجهية، والاستبداد في التصرف، والسادية في التعامل وكأنه سيد من اسياد قريش في الجاهلية، ونحن عبيد بني شداد من السود، هو آثر ان يستخدم ادوات الاحتلال التي تحاربنا، وتحارب آرائنا الحرة، وآثر ان يسطع في جبروته وان يستعمل الاشخاص الخطأ كي يخرب منظومة وطنية هي المفتاح من اجل السلام، ومن اجل الامان والاطمئنان في وطن تحت الاحتلال، هذا الشخص الذي كتبنا فيه الشعر وصنعنا منه رجل محترم وشجاع عندما ارادوا ان يستفردوا فيه وعزله سنة 2006، لكنه لم يدرك حقائق القول والفعل الجميل، ولم يزن موازين الرجال، لأنه دائما يعيش النرجسية الكذابة على ظهور الابرياء من الموظفين والعاملين، وكأن المؤسسة وجدت له ولآبائه البريئين من افعاله، وهم المشهود لهم في وطنيتهم النقية، فقام بإنهاء خدمات الموظفين لنفس الاسباب التي يستعملها الاحتلال. فهنيئا للاحتلال في هؤلاء وهنيئا لنا في الشهداء والجرحى والاسرى.
فلو علمت هذه المؤسسات معنى الوطنية وطبقته، وهي البريئة وموظفيها، ولكن هي السياسات التي ينتهجها دكتاتوريين وظلمة موجودين على راسها فقط لخدمة اسيادهم في بيتا ايل ربما او في مكان هناك في القدس ويتبعون دول اجنبية، وينسون الزيتون والتين واللوز، في جبال بيتا، يتناسون المعارك الخالدة التي نخوضها بكبرياء الابطال بالنار والحديد حتى يعلم هذا الاحتلال اننا لن نسكت وهو فقط زمان ويمضي حتى تتحقق امنيات شعبنا البطل في الاستقلال الكامل والتحرير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة ..هل يستجيب نتنياهو لدعوة غانتس تحديد رؤية واضحة للحرب و


.. وزارة الدفاع الروسية: الجيش يواصل تقدمه ويسيطر على بلدة ستار




.. -الناس جعانة-.. وسط الدمار وتحت وابل القصف.. فلسطيني يصنع ال


.. لقاء أميركي إيراني غير مباشر لتجنب التصعيد.. فهل يمكن إقناع




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - نحو 40 شهيدا في قصف إسرائيلي على غ