الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا سيبقى من تحالف قوى ( إعلان دمشق) بعد 12 تموز؟

كمال رزق

2006 / 8 / 13
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


مما لا شك فيه أن مرحلة ما بعد 12 تموز ستكون مرحلة جديدة بالنسبة لقوى المعارضة السورية من حيث الفرز السياسي الآخذ بالوضوح أكثر فأكثر على خلفية الموقف من العدوان الإسرائيلي على لبنان ومن المقاومة اللبنانية .
فقد أكدت تلك الأحداث أن هناك قوى وطنية ديمقراطية حقيقية داخل المعارضة السورية ما زالت تتبنى مواقف مسؤولة متوازنة - جديرة بالثقة- أمام تحديات الداخل(المطلب الديمقراطي) والخارج(مشروع الهيمنة الصهيوأمريكية) معاً.
هذه القوى التي أدركت منذ البداية أنه لا يمكن للمسألة الديمقراطية على أهميتها أن تلغي أو تقصي أو تكون على حساب المسألة الوطنية- القومية أو المسائل الأخرى كالاجتماعية وغيرها.
فقضية الديمقراطية لا يمكن النظر إليها بمعزل عن القضايا الملحة الأخرى؛ والطريق إليها يمر أولاً عبر الوحدة الوطنية وحرية الوطن نفسه دون المرور بديمقراطية الطوائف كما في العراق ولبنان.

ولكن في الجانب الآخر وعلى قاعدة النكاية السياسية( بعض اليسار الليبرالي) أو على قاعدة الثأر الشخصي( الأخوان المسلمون حتى الآن) أخذ الآخرون يبنون مواقفهم وخاصة منذ بداية العدوان الإسرائيلي على لبنان ؛ لا بالقراءة السياسية العقلانية( كما يزعمون) ولا بالتركيز المسؤول على مصلحة البلاد.
ولم يعنهم فضح جرائم العدو من مجازر وقتل وتدمير بقدر ما عناهم توجيه اللوم المستمر والإثبات المستميت بأن سبب إشعال تلك الحرب هو حزب الله ومن ورائه النظام السوري.
فيبدو لدى هؤلاء ان الصراع العربي- الصهيوني أو مشروع الهيمنة الأمريكية على المنطقة غائبان كلياً بل هما مجرد ذريعة يواجه بها النظام السوري منتقديه في الداخل وفي الخارج.
وبالتالي تصبح حكومات السعودية ومصر والأردن مثلاً حكومات معتدلة وعاقلة وحكيمة؛ فقط لأنها أخذت موقفاً سياسياً مغايراً للموقف السوري في إدانتها لعملية أسر الجنديين الإسرائيليين من قبل المقاومة( وبالمناسبة ولإحقاق الحق فإن تلك الحكومات لم تأخذ موقفها هذا قبل أن تسمع رأي الحكومة اللبنانية نفسها ). وطبعاً هي حكومات معتدلة مقابل حكومة متطرفة تدعم الإرهاب في فلسطين ولبنان( وبنفس الوقت مقابل حكومة متخاذلة لا تدعم المقاومة الوطنية أو الإسلامية في فلسطين ولبنان) .. يمكنك أن تجد هذا الكم من التناقض في أي من مقالاتهم دون أي حرج.

ومع أننا نعجب من هؤلاء أن كل هذه المجازر وكل هذا القتل والتدمير لم يمنعهم من تأجيل اللوم أو الإدانة لعملية أسر الجنديين الإسرائيليين هذه فإننا لن نقول عنهم خونة ولا عملاء ولا متخاذلون ولكن أيضاً علينا أن لا نلغي التفكير كوننا في حالة حرب كما يطالبون هم ..فمن حقنا أن نتساءل أيضاً: لماذا كل هذا القدر من التطابق والتشابه بين ما يكتب في المناشير التي تسقطها الطائرات الإسرائيلية مع الصواريخ والقنابل الذكية على رؤوس اللبنانيين وبين تصريحاتهم وكتاباتهم الذكية.
وإذا أمكن لبعضنا أن يهضم ذلك التبرير المتكرر ممن ينتهجون نهجهم بأن المصالح الأمريكية بالصدفة( وبمحض الصدفة) تقاطعت مع مصالحهم الوطنية في فترة من الفترات... فهل نستطيع أن نهضم ذلك التقاطع المستمر لتلك المصالح الوطنية مع مصالح العدو الإسرائيلي؟
كيف يمكن لهم أن يقنعونا بأن المقاومة اللبنانية إرهابية رجعية شوفينية شيعية شيوعية راديكالية فقط لأنها متحالفة مع النظام السوري الذي يريدون الثأر منه على حساب كل شيء.
كيف يمكن لنا أن نستوعب معهم أن هزيمة المقاومة هي مصلحة وطنية كما هي مصلحة إسرائيلية!!
على هؤلاء أن يفهموا أنهم ليسوا وحدهم وراء المطلب الديمقراطي المنشود ؛ ولكن:
هل يبرر هذا المطلب كل هذا التشويه للحقائق؟
هل يبرر كل هذا الفتك بالمبادئ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح


.. الرئيسان الروسي والصيني يعقدان جولة محادثات ثانائية في بيجين




.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط