الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن شبهة : الحوار الاستراتيجي

اسماعيل شاكر الرفاعي

2021 / 7 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


ذهب الكاظمي الى نيويورك تسبقه فرحة انه ممثل الطرف الآخر في معادلة الحوار مع القوة العظمى . لقد تحول الطرف الآخر فجأة من بلاد محتلة الى مفاوض لإزالة الاحتلال ، من غير ان يدرك العراقيون انفسهم : نوع القوة التي امتلكتها البلاد ، لتتحول الى مفاوض يطلب من امريكا اجلاء آخر جندي من البلاد ، وجاءت داعش التي احتلت ثلثي مساحة العراق في ساعات لتعمق من شكوك العراقيين حول قدرتهم الفعالة على ادارة شؤونهم الأمنية بأنفسهم في هذه المرحلة ، من غير الحاجة الى دعم امريكا ...

في توديع المفاوض الذاهب الى امريكا ، أطلقت بعض الفصائل التي تنفذ حواراً من نوع آخر : تحذيراً صاروخياً ، واستقبلته حين عاد بصواريخ من النوع نفسه وعلى الهدف نفسه ...

يتطلب الحوار الاستراتيجي تكافؤاً ، كان غائباً عن كلام رئيس الوزراء ووزير خارجية حكومته في المقابلة التلفزيونية مع قناة العراقية ، ويتمثل هذا التكافؤ - بالنسبة للوفد العراقي - في حوار فعال مع شركات طاقة واقتصاد وتكنولوجيا وجامعات وعلماء : ذلك لأن البنية العامة للقارة الأمريكية تتكون من مجموعة شركات ، اذا غابت عن الحوار ، لا يتبقى سوى مجموعة ساسة وظيفتهم : تمهيد وتهيئة أسواق العالم ، كل العالم لحسن استقبال ما تنتجه الشركات الأمريكية من سلع وخدمات ومقاولات . وهؤلاء الساسة وفي المقدمة منهم الرئيس الأمريكي يعملون على تنفيذ سياسة خارجية جديدة تركز على التحدي الصيني ...

لم يذهب المفاوض العراقي ومعه " خطة " وضع خطوطها العريضة قبل القيام بالسفر ، ولم يتدارس مع بعض ( الاخوان والخلان ) مخططاً لاستدراج الشريك الاستراتيجي على الانصات لها . يجب ان تكون خطة المفاوض العراقي : خطة طوارئ لاقناع المفاوض الامريكي بأضافتها الى مواد الحوار الى جانب ملف الأمن ، وملف وجود قوات امريكية في العراق . ويجب ان تتضمن الخطة بالضرورة : محاورة امريكا على إرجاع الكهرباء للعراق خلال أسابيع ، وليس اشهر وسنين : وهي قادرة تكنولوجياً على ذلك . والمباشرة بالإعمار ، والعراق قادر على الدفع ..الخ ، لكن بدلاً من ذلك تم التركيز على الشعار البهلواني : اخراج القوات الأمريكية من العراق : وقبلت امريكا لكن بشرط ان يلعب العراق دوراً يتحمل فيه اذى طهران : من قطع المياه الى السماح للميليشيات الولائية بتقرير حالة الحرب والسلم ، والرضوخ الى ارادة طهران في عدم إصلاح الكهرباء ، وكل ذلك يعني دوساً دائماً على السيادة ...

أسندت امريكا الى الحكومة العراقية دوراً تلعبه حيال ايران : دوراً غامضاً وملتبساً ، لا تقوى حتى امريكا نفسها على تطبيقه ، ومن اجل ذلك مسحت امريكا دموع المفاوضين العراقيين الذين سيواجههم الناس - عند العودة - بالهتاف المعروف : " تيتي تيتي ، مثل ما رحت اجيتي " بأن اعادت اليهم بعض الآثار . وبهذه ( الهدية ) منحت امريكا للوفد العراقي فرصة الحديث عن تحقيق إنجاز عظيم في المفاوضات ، والإطناب بالحديث عن اوهام ما يتمتعان به من ( عبقرية دبلوماسية ) ...

امريكا المشغولة بصعود العملاق الصيني : أشبة بالغائب عن الاحساس بمشاكل اخرى : انها تسعى الى التهدئة والى تبني الحلول الدبلوماسية ، وتدعم ذلك في اليمن وفي ليبيا وفي حل الدولتين ، انها تستجمع قواها بالانسحاب الكلي او الجزئي من كثير من قواعدها العالمية : لمواجهة التحدي الصيني الذي يصغر امامه ما يعانيه العراق من تخلف ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عدسات الكاميرات تلتقط غفوة لـ بايدن خلال حفل أندريا بوتشيلي


.. عمليات بحث عن ناجين بعد قصف منزل بحي الشيخ رضوان




.. أمريكا تفرض عقوبات على الجهات التي تمكن أنصار الله من تحقيق


.. سوليفان: المقترح الإسرائيلي الذي كشف عنه بايدن يمثل خارطة طر




.. أخبار الصباح | الجيش الإسرائيلي والمخابرات عرفا بهجوم 7 أكتو