الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحو دراسة علمية لتأثير الفكر الديني على الأنسان

عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي

2021 / 7 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


أكثر من سبعين عاما عاش الروس، ومعهم مواطنو 14 دولة، ست منها ذات أغلبية إسلامية، عاشوا تحت نظام غير متصالح مع الدين، وسادت في مجتمعات تلك البلدان أيديولوجية تعتبر الدين عائقا أمام فهم الأنسان للوجود والحياة فهما علميا. وبأنهيار الأتحاد السوفييتي أطل الدين في روسيا من جديد كأنه لم يعش يوما في زوايا النسيان.

وجرب الأتراك أوضاعا مماثلة أرساها مصطفى كمال ((أتا تورك))، ومع أختلاف إيديولوجيته عن إيديولوجيا البلاشفة الروس، فانه حصر الدين في أضيق نظاق، بل كان يحرم قانونا، بعض ما يعتبره الدين فروضا واجبة. وبعد نحو سبعين عاما أيضا، يعود الدين كأنه يولد من جديد في تركيا. وفي إيران فشات محاولات التجديد التي جرت على يد الشاه محمد رضا، وهزم أمام أيات الله الذين اقاموا دولة دينية على أنقاض نظامه.

وفي الغالب أتجهت المجتمعات العربية التي ثارت على الأنظمة العربية الدكتاتورية ذات العلمانية المشوهة، نحو خيارات دينية، وقامت لفترات محدودة أمارات أسلامية دموية في سوريا والعراق، ويتمتع حزب الله المستند الى ولاية الفقيه بنفود سياسي وعسكري وأقتصادي حاسم في لبنان. وفي اليمن بنى الحوثيون كيانا فيه شيء من التماثل مع الجمهورية الأسلامية في أيران، تمكن من الصمود في حرب متواصلة منذ نحو ثمان سنوات، وفي ليبيا وغزة أشكال من الأدارة تستند الى النموذج الأوردغاني. ويجاهد التيار العلماني في تونس للحد من نفوذ حركة النهضة الأخوانية. أما في مصر فقد تحالف العسكر بقيادة السيسي مع تيار السلفية الدينية ضد حركة الأخوان المسلمين الدينية، وأدت تلك الصفقة الى تمكين السلفيين من التأثير بشكل حاسم على وعي أوسع الأوساط الأجتماعية، وإلى فرض قوانين مناهضة لحرية الفكر مثل القانون الذي يجرم إزدراء الأديان. والطامة الكبرى في العراق الذي تحكمه سلطة أحزاب المليشيات الطائفية المرتبطة بنظام الولي الفقيه، ويقاسمها النفوذ السياسي والمعنوي، المرجع الديني الشيعي، ذو الأصل الأيراني السيد علي السيستاني,

هذا على الصعيد السياسي، أما على الصعيد الثقافي فيمتلك الفكر الديني هيمنة شبه كاملة على الرأي العام في جميع بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

نحن إذن أمام عاصفة من الأنبعاث الديني تكاد تقضي، أو هي قد قضت بالفعل، على أرث كل الأفكار التي ازدهرت مع مطلع القرن العشرين وحتى سبعيناته من الفكر القومي العروبي، إلى اليساري بكل تلوناته، إلى الليبرالي.

وتشتد في غير بقعة من بقاع العالم توترات ونزاعات دينية ربما كان أكثرها مأساوية ما تعرض له الروهنغة في ميانمار ، وما يتعرض له الأيغور في الصين و الأقلية المسلمة في الهند. حتى في أوربا والمحيط الهاديء عبر الفكر الديني المسيحي المتطرف عن نفسه بأشكال دموية كما في مجزرة الجامع في نيوزيلاندا، وقبلها مجزرة أوتويا في النرويج التي أستهدف فيها الأرهابي المسيحي أندرس بريفيك شبيبة مسيحيون يعتبرهم يساعدون على أسلمة النرويج.

مالذي يعود بالدين الى مركز الصدارة في أهتمامات الناس، في بقاع تتوزع على قارات مختلفة، من قاراته الست المأهولة، بعد نحو قرن من الزمان بدا فيه أن الفكر العلمي ومنجزاته المذهلة، قد حقق أنتصارا حاسما ونهائيا على الفكر المثالي؟

هذا ما ينبغي البحث فيه، دون مسلمات جاهزة تفسر حيوية الفكر الديني وقدرته على التأثير في الناس تفسيرا سطحيا، يرتبط بتطورات سياسية آنية. فالدين ظاهرة أجتماعية يتعين دراستها والبحث في تأثيراتها بحثا تأريخيا علميا صارما ومعمقا، بعيدا عن السطحية والأستسهال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الخوف من المجهول
سهيل منصور السائح ( 2021 / 8 / 1 - 05:01 )
كل الاديان عند نشاتها قامت في مجتمعات لا علوم فيها وكان اساسها الايمان بالغيب والعقاب والثواب واصبحت هذه العقيدة جزر لا يتجزا من العقل الباطن وانت العارف اللبيب ان من شب على شيء شاب عليه وكلما حاول ان يغير ايمانه يصادف تانيب ضمير ولو اثبت اليه ان ما يؤمن به لا اساس له والدليل واضح وهو اثبات العلوم الحديثة ان جل ماجاء في الكتب المقدسة من علوم حول الكون والانسان يتعارض معها ولكن الاعتقاد يطغى على فكر المؤمن بها محاولا تبرير الغير مبر.انه الايمان بالغيب و والخوف من المجهول ولا شيء غير ذالك. وبهذه المناسبة اذكرك بالطقوس التي تقوم بها الشيعة بالعراق في المناسبات الدينية من ضرب الصدور والهامات والزحف على البطون طلبا لشفاعة الاولياء يوم الورود علما بان تلك الطقوس ليس لها اي مردود على المقام لاجله لان الحدث عفا عليه الزمن اي قبل مئات السنين وليس هناك دوس مستخلصة افادت القائمين بها مع اعتقادهم بان الاولياء ضحوا لاجل الانسانية. الخلاصة اخي الكريم هي (( الخوف من المجهول وفسح المجال لتخدير العقول استنادا على المغيبات التي لا دليل عليها الا الايمان بالغيب)). لكن ان انسان اليوم ليس هو انسان الامس.


2 - نعم هو الخوف من المجول كما قال الاخ سهيل
ابو علي أل ثآئر ( 2021 / 8 / 1 - 08:00 )
الاخ الكريم بعد التحية.يقول جبران خليل جبرران:
والدين في الناسِ حقلٌ ليس يزرعهُ ** غيرُ الأولى لهمُ في زرعهِ وطرُ
من آملٍ بنعيمِ الخلدِ مبتشرٍ ** ومن جهول يخافُ النارَ تستعرُ
فالقومُ لولا عقاب البعثِ ما عبدوا ** رباًّ ولولا الثوابُ المرتجى كفروا
كأنما الدينُ ضربٌ من متاجرهمْ ** إِن واظبوا ربحوا أو أهملوا خسروا
انه الايمان بالغيب خوفا من المجهول ولكن المحير في الامر هو انه ليس هناك اتفاق على كيفية البعث والنشور والعقاب والثواب وبالاخص بين الاديان التي تسمى سماوية اي اليهودية والمسيحية والاسلام علما بان الاعتقاد هو مصدر واحد اي وحي من السماء.كما ان آخر الاديان التي نزلت من السماء هو دين البهآئية (الغير معترف به من قبل اصحاب الديان الثلاثة) والذي يعتنقه ملايين من البشر وهو خلاف مع اليهوية والاسلام وهو الى المسيحية اقرب. فعليه من المصيب ومن المخطئ يا ترى؟؟؟؟؟

اخر الافلام

.. طائرات بوينغ: لماذا هذه السلسلة من الحوادث؟ • فرانس 24 / FRA


.. رفح.. موجات نزوح جديدة وتحذيرات من توقف المساعدات | #غرفة_ال




.. جدل الرصيف الأميركي العائم في غزة | #غرفة_الأخبار


.. طلاب فرنسيون يطالبون بالإفراج عن زميلهم الذي اعتقلته الشرطة




.. كتائب القسام تقصف مدينة بئر السبع برشقة صاروخية