الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
مابعد الأحتلال .. حضارة الرماد
لؤي الشقاقي
كاتب _ صحفي _ مهندس
(Dr Senan Luay)
2021 / 8 / 1
مواضيع وابحاث سياسية
حب الحاكم ..
العراقيون ليسوا منافقين عندما صفق ثلاثة ارباعهم واكثر لصدام حسين وهتفوا له ووقفوا معه أكثر من غيره ، ذلك لأنه كان اكثر فهم الى نفسيتهم ممن سبقه من الحكام ، واكثر قرباً لهم ولـشخصيتهم المتشبعة بالقبلية ، وكان لتصرفه كشيخ عشيرة بصفاته البدوية، المهاب المقتحم للخطر الجسور الذي لا يبالي اذا ما خطب حل بأهله ، الكريم الباذخ الذي ينفق كمن لا يخشى الأملاق الأثر الكبير في كسب الناس .
لقد برع في تقمص شخصية القائد العربي الواقف بوجه المد الصهيوني والفارسي ، البطل المسلم الذي يصد الأطماع الأجنبية والصليبية ، معيد أمجاد العرب في حطين واليرموك والقادسية ، محيي سيرة الأسلاف ، ولم يتصرف كـرئيس أو قائد دولة لها نظام وقوانين بل كان شيخاً بحق ، فكثيراً ما خرق انظمة وقوانين الدولة العراقية ، بل كان يعتبر ما يقولهُ قانون وأن عارض ذلك الدستور والقانون "وهذا يناسب طبيعة العراقي الذي وإن تحضر ففي عمق شخصيته شيء من بداوة وقبلية ، يحب كسر القوانين ومخالفة الممنوع ويعشق أن يكون ذو أستثناء" .
اما بعد 1991 فقد كرههُ العراقيون .. لأنه ادخل البلاد في حروب عبثية مجنونة ، وأهدر موارده وخيراته ، ولأن الشعب افتقر وعاش في ضنك بسبب الحصار الاقتصادي ، في حين من الممكن أن يتنازل عن السلطة ، أو على الأقل صالح وابرم معاهدات كما فعل حكام الخليج ومصر والأردن او قلل فقط من غلواءه وتحديه ، وحين خسر لم يلجئ للحيلة كما فعل ناصر عام 1967 ويدغدغ مشاعرهم ويستدر عطفهم بل تحداهم وتعامل معهم بخشونة وصلف ، وحابى شخصيات لا تستحق وابعد اخرى ، ومنح بعض اقربائه مناصب ورتب لاتصح ، وضغط على الناس وفرض عليهم رقابة وحصار فكري وأجتماعي ومنعهم من التعبير عما بداخلهم حتى مع انفسهم ، حتى اصبح قاسِ جداً شديد الشك بالجميع لايرحم أعدائه ولا اصدقائه .. هدم بيده دولة بناها هو ومن سبقه بسياسات خاطئة لا تتناسب مع عقله وذكائه وجسارته .
إن الكثير ممن عارضوا صدام ووقفوا ضده بعد عام 1991 ، لم يعارضوه بسبب افكاره وارائه السياسية ، بل لأنه جعل السلطة حكراً عليه وعلى اقاربه واصدقائه ، فـعندما وصلوا للحكم اتبعوا نفس طريقته واساليبه ونهجه بل كانوا اكثر سوء ، تفردوا بالحكم واحلوا لهم البلاد واستباحوا كل مُحرم ، جعلوا المال سيح لهم فقط ، الغوا القوانين وعطلوا الأنظمة ، وبقيت عقلية العشيرة في الحكم ، واقصاء الآخرين مترسخة في النظام الجديد ايضاً .
وهنا أساس المشكلة فمن المستحيل أن تؤسس حضاره او دولة على الخوف والكراهية والقسوة والأقصاء ، لايجب ان نحزن فـهؤلاء ذاهبون الى الزوال ، فـ قبل بغداد بألاف السنين سقطت بابل ونينوى وأور ثم قامت مرة اخرى .
توريث الظلم واذلال الرعية يسقط القلاع ..
عندما دخل الأخمينيون بابل سنة 539ق م استقبل الناس جيوش قوروش الكبير بالورود والأهازيج لأنهم ضاقوا ذرعاً من سياسة نبونائيد وظلمه وصراعه على الحكم مع لاباشي مردوك ، وحينما دخل الأسكندر الأكبر بابل سنة 323 ق م استقبله اهل بابل بنفس الأهازيج والورود بسبب ظلم داريوش الثالث .
وحينما دخل العرب العراق بعد نصرهم على الساسانيون سنة 636 م استقبلوهم بالترحاب وقاتلت بعض القرى مع جيوش العرب بسبب ظلم يزدجرد الثالث لهم وتحويلهم الى عبيد .
وحينما دخل المغول بغداد بعد حصارها لم تقاتل الجيوش بضراوة لتدحر الغزاة بسبب تسلط حاشية الخليفة المعتصم بالله بالاضافة الى ظلمه وتسلطه وقلة عقله مع تصديقهم بوعود المغول .
حضارة الرماد ..
في رقيم سومري قديم قصة تقول "تم تدمير اوروك حرقا للمرة الثالثة، و جلست الملكة الام تبكي، و جاء ابنها الملك وقبل يديها و قال: في المرتين السابقتين، أعدنا بناءها من الرماد، و هذه المرة الرماد موجود ايضا".. لا تاريخ للرماد الا في العراق ، في كركوك قرب تازة خورماتو تل اثري اسمه (تل الرماد، كول تپة) يقال انها كانت مدينة ، دمرتها الحروب سبع مرات و بنيت سبع مرات من الرماد و على الرماد ، و في الحروب التي شهدها العراق، كان العراقي يعود ليبني بيته من رماده ، يبني بيته فور ان يصيبه الأذى ، لا تاريخ للرماد ولا حضارة ألا في هذة الأرض ولا يعرف غير العراقي كيف يبني بالرماد والقير حضارة لا تغيب عنها الشمس
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. شبح -الحي الميت- السنوار يخيم على قراءة الإعلام الإسرائيلي ل
.. الحركة الطلابية في الجامعات : هل توجد أطراف توظف الاحتجاجات
.. جنود ماكرون أو طائرات ال F16 .. من يصل أولاً إلى أوكرانيا؟؟
.. القناة 12الإسرائيلية: إسرائيل استخدمت قطر لتعمّق الانقسام ال
.. التنين الصيني يفرد جناحيه بوجه أميركا.. وأوروبا تائهة! | #ال