الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طبيعة عمل البنك الدولي

ناجي سابق

2021 / 8 / 1
العولمة وتطورات العالم المعاصر


بما أن المهام التي يضطلع بها البنك الدولي متعددة ومتشابكة نظراً لأنها تدور حول تقديم المساعادات المالية للدول الأعضاء ومن أجل التنمية والتعمير، للهيئات العامة والخاصة في أقاليم تلك الدول، فكان لا بد من التعاطي على الأساس السياسي والإقتصادي مع الحكومات والهيئات واستثمار أمواله مثله مثل أي مؤسسة مصرفية مستقلة. فقد قدم البنك الدولي الأقراض بفوائد مخفضة وقد قامت علاقة بين البنك والمقترض أو الضامن على أسس ثابتة تمكن البنك من معرفة الوسائل المقاصة له للمحافظة على أمواله.

• الفرع الأول: البنك الدولي شركة تجارية
البنك الدولي ليس بنكاً بالمعنى الشائع فهو منظمة دولية يملكها (189) بلداً متقدماً ونامياً عبارة عن البلدان الأعضاء، وهو أشبه بشركة تجارية تعاونية أعضاؤها هم المساهمون وعدد الأسهم التي يملكها هذا البلد يتوقف تقريباً على حجم اقتصادها، فالولايات المتحدة الأميركية هي أكبر مساهم حيث تمتلك نسبة 41.4% من الأصوات تليها ( اليابان 78.7%) (والمانيا 49.4%) (فالمملكة المتحدة 31.3%) (ففرنسا 31.6%) أما بقية الأسهم فموزعة بين البلدان الأعضاء الأخرى ولا بد من الإشارة إلى أن نسبة لبنان في التصويت منفرداً هي (0.4%)
إن المساهمين من الدول ممثلون في مجلس المحافظين، والمحافظون عموماً هم من الوزراء ( المال – التنمية) والمسؤولية النهائية عن اتخاذ القرارات تقع على عاتق هؤلاء المحافظين وهم يجتمعون مرة واحدة في السنة أثناء الإجتماعات السنوية وبما أنهم لا يجتمعون إلا مرة واحدة فيكلفون المدراء التنفيذيين لمهمات يعملون ميدانياً ضمن البنك أو الشركة، وكل بلد عضو ممثل بمدير تنفيذي ويقوم كل من المساهمين الخمسة الكبار (فرنسا، المانيا، اليابان، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة الأميركية) بتعيين مدير تنفيذي يمثله، بينما تتمثل البلدان الأعضاء الأخرى بـ( 19) مديراً تنفيذياً من بينهم ثلاثة يمثلون منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ويشكل المدراء الـ 24مجلس المديرين وهم يلتقون للإشراف على الأعمال والموافقة على القروض والضمانات والسياسات الجديدة واستراتيجيات دعم البلدان وقرارات الإستدانة والقرارات المالية وهذا ما يجعل للبنك طبيعة خاصة أشبه بشركة تجارية تعاونية.
ويستخدم البنك الدولي نحو (عشرة الآف) شخص ما بين خبير اقتصادي ومختص بالتربية والتعليم وعالم بيئة، ومحلل مالي، وعالم أثر بيولوجي (عالم في علم الإنسان) ومهندسين وغيرهم وهم يتوزعون على نحو (160) بلد مختلفاً ويعمل حوالي (7000) مواطن في (109) مكاتب حول العالم.

•الفرع الثاني: البنك الدولي مؤسسة مصرفية له ميزانية مستقلة
فبإعتباره أكبر مصدر من مصادر التمويل الدولية (كما يعرف عن نفسه) يعمل البنك الدولي من خلال (236) شراكة إقليمية ودولية.
وقد استطاع البنك زيادة كفاءته المالية عن طريق التنسيق مع عدد من الهيئات الأخرى مثل المنظمات المالية والتقنية والدولية ومؤسسات إئتمانات التصدير، أو إخضاعها لسيطرته، وهذا ما جعل البنك الدولي يحقق مداخيلاً خيالية مما يكرس نفسه أكبر وأغنى مؤسسة للتمويل الإئتماني في العالم الرأسمالي الغربي.
وعليه فقد حقق البنك من خلال ميزانية عام 1996 دخلاً صافياً بلغ (1187) مليون دولار علماً أن أسعار الفائدة كانت في تراجع خلال هذه الفترة مع تحسن مركز الدولار ومع بدايات 1997 أقر البنك إجراءات لحفظ أصوله السائلة على أساس كل عملة على حدا مما يخفف حجم المخاطر المتعلقة بتغيير سعر الفوائد وهو يلزم الإحتفاظ بأصوله نسبة 43% من حاجاته النقدية المتوقعة للسنوات القادمة وعليه يكون البنك الدولي مؤسسة مصرفية ذات ميزانية مستقلة تتربع على عرش مؤسسات التمويل الإنمائي في العالم الرأسمالي دون منازع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نيويورك تايمز: صور غزة أبلغ من الكلمات في إقناع الآخرين بضرو


.. فريق العربية في غزة.. مراسلون أمام الكاميرا.. آباء وأمهات خل




.. تركيا تقرر وقف التجارة بشكل نهائي مع إسرائيل


.. عمدة لندن صادق خان يفوز بولاية ثالثة




.. لماذا أثارت نتائج الانتخابات البريطانية قلق بايدن؟