الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لاتثلم الرغيف و كل حتى تشبع

علي عرمش شوكت

2021 / 8 / 1
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


لا تثلم الرغيف و كل حتى تشبع !!
اردنا ان نشير هنا الى مقاربة بين هذا العنوان وبين الدعوة التي يطلقها البعض الى الذين قاطعوا الانتخابات بالعودة عن مواقفهم، دون ان تؤخذ بنظر الاعتبار الاسباب التي دعت للمقاطعة. والتي مازالت قائمة. مشددون على بديهية لا ينكرها احد المتمثلة في ان تغيير خراب العراق يمر عبر بوابة الانتخابات. الامر الذي يكشف عن مغالطة وقحة، عندما يصورون المقاطعين بفحوى دعوتهم هذه وكأنهم لا يؤمنون بالانتخابات كطريق للتغيير. او انهم يتبنون وسائل اخرى لمعالجة الازمة التي حلت بالبلاد. مما يفسر ان الغاية من حملة { عشاق الديمقراطية المختصرة بالانتخابات } هي طلاق اتهامات مبطنة للمقاطعين، بانهم ضد الديمقراطية، ومن جانب اخر يقومون بدعاية انتخابية تمنحهم صفة المؤمنين بها دون غيرهم. الامر الذي لم ينطل على فاهم.
ان العملية الانتخابية مفردة من منظومة الديمقراطية. وهي حق من حقوق الانسان ، كما انها بالذات لها قواعدها وسياقاتها الخاصة. فلا يجوز ان يسلخ عنها درعاها الحامي " قوانينها الاجرائية العادلة ". حيث انها قد تعرضت للانتهاك كلما تم اجراؤها. ومن الجلي تماماً قد ازدهرت عمليات التزوير التي لم تطرق انماطها ومستوياتها في مختلف البلدان التي تتبنى الديمقراطية. فاذا كان المطالبون بعودة المقاطعين يدفعهم الحرص على ضرورة مشاركة الجميع بالانتخابات، كان الاولى بهم ان يستجيبوا للمطالبة بتحقيق الاجواء الامنة والاجراءات العادلة وتطبيق ارادة قوى الانتفاضة باقامة انتخابات مبكرة، لا تشوبها ارادات المتنفذين. وان تكون بوابة حقيقية للتغيير. تحت خيمة المواطنة وقانون عادل. وليست مبرقعة بعباءة المكونات الممزقة لوحدة شعبنا المتماسك اجتماعياً عبر التاريخ، بصرف النظر عن نزعات الحكام المتسلطين.
اما ما يتعلق بالالحاح على اجرائها في العاشر من اكتوبر القادم، فله حيثيات ودوافع اخرى. وبخاصة لدى الكتل المتنفذة التي تتبع سياسة { التقية } فهي تظهر متحمسة لاجراء الانتخابات بدعوى الاصلاح والتغيير ولكنها تتجاهل رفضها القاطع لمطالب انتفاضة تشرين وقواها المدني الديمقراطية، التي قدمت قوافل الشهداء من شبابها ومئات الاف الجرحى في سبيل ازالة النهج السياسي القائم الذي مازالت ذات الاوساط متمسكة به. بيد ان هنالك امراً يُعتمل دون الافصاح عنه ويراد به التخلص من شخص الكاظمي والذي كما يبدو لا يتلاءم وجوده مع المخططات المستقبلية التي ترمي اليها الطغمة الحاكمة. رغم مهادنته معها وخطاه الوجلة، ومن ثم اخذ رئاسة الوزراء منه. لكي لا يبان ذلك الفرز بين الدولة وقوى اللادولة. الذي تجلى في اكثر من موقف.
ومن هذا المستقرأ في اللوحة السياسية العراقية، ونحن في عشية الانتخابات نعلم ان القوى المستنفرة " الكتل المتنفذة " والتي تزيد من الحاحها على الذهاب الى صناديق الاقتراع، قد وجدت الفرصة الذهبية باخلاء الميدان امامها من خلال الانسحابات، مما يجعل الطريق سالكة للوصول الى رئاسة الوزراء دون منازع. كما تصل بين الفينة والاخرى الى مسامع المتابعين، بانه قد رشحت حتى شخصيات بعينها للرئاسة الثلاث. وعلى وجه التعيين من سيكون رئيساً لمجلس الوزراء بعد الانتخابات. ولهذا تتصاعد دعواتهم الى المقاطعين ان يخوضون الانتخابات ويشبعوا من وليمتها دون ان يثلمون رغيفها، كما يقول المثل الشعبي العراقي، حيث تم عجن وخبز هذا الرغيف المر في افرانهم التي يلتهم سعيرها الاخضر واليابس بلا واعز من ضمير ولا رادع من قانون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة رئيس المكتب القانوني للحركة في الحلقة النقاشية -إلغاء ا


.. - الغاء القوانين المقيدة للحريات ... آولوية -




.. أليكسي فاسيلييف يشرح علاقة الاتحاد السوفييتي مع الدول العربي


.. تضامناً مع غزة.. اشتباكات بين الشرطة الألمانية وطلاب متظاهري




.. طلبة محتجون في نيويورك يغلقون أكبر شوارع المدينة تضامنا مع غ