الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أقراص فياجرا أم صواريخ كاتيوشا !

محمد فُتوح

2021 / 8 / 2
مواضيع وابحاث سياسية



أقراص فياجرا أم صواريخ كاتيوشا !
ربط الفحولة الجنسية بالمقاومة المسلحة لحزب الله
----------------------------------------------------
فى كل الظروف ، التى تمر بها الأوطان ، والتى تدفع شدة وطأتها ، البعض إلى زعزعة قناعاتهم ، أو تغييرها بالكامل ، فإننى فى موقفى ضد قيام ، وتشكيل ، الأحزاب الدينية ، لا يتغير ، أو يضعف.
وهذا ليس جموداً فكرياً ، أو تعصباً قصير النظر ، من جانبى ، أو استهانة بأحداث الوطن الجسيمة التى تتشارك فيها الأحزاب الدينية بشكل أو بآخر. ولكنه موقف مؤسس ، من قراءاتى ، عن المآسى التى تسببت فيها الأحزاب الدينية فى كل مكان ، وفى عصور متباينة . وأيضاً من معاصرتى فى مجتماتنا العربية الإسلامية، لخطط الحركات التى تُسيس الأيادن ، وما تبعها من سفك دماء أو إشعال التعصب، والفتن الطائفية بين الأديان ، وبين المذاهب المختلفة المنشقة من الدين الواحد.
وقد تابعت مختلف ردود الأفعال التى واكبت " مقاومة " حزب الله ، والتى فى أغلبها ، جاء مؤيداً ، ومادحاً ، وشاكراً ، لصمودها أمام الآلة العسكرية الإسرائيلية . وكيف أن هذا الصمود ، قد وضع رأس إسرائيل فى الحضيض ، ورفع رأس العرب ، وأثبت بزهو أن كرامتهم مازالت بخير ، وأن عصر البطولات ، والزعامات المسلحة ، لم يصبح بعد من ذكريات الماضى ، وكيف أن حسن نصر الله ، كان الضوء الذى اخترق الظلام العربى ، والكبرياء الذى أحرج التراخى العربى.
كنت ومازالت ، وكما كتبت ، أؤمن أن النظرة العقلانية لمصلحة لبنان ، على المدى القصير والطويل ، ألا يخرب هذا البلد كما يحدث ، وألا يكون السلاح الوحيد المدافع عن الشعب اللبنانى ، هو سلاح حزب الله. أعرف أن منطق السياسة ، هو فن الممكن ، والتكتيك ، ولعبة التحالفات المؤقتة ، ومبدأ " اللى تغلب به العب به ". لكننى أعترض على هذا المفهوم. كم من الضحايا ، وكم من الأَضرار، شهدتها الشعوب ، بسبب التكتيكات التى لا مبدأ لها ، والتحالفات المؤقتة ، التى تتستر لإخفاء العجز أو الكذب ، أو النوايا غير الوطنية.
حتى وإن وافقت على التمييع السياسى ، واستسهال الأمور بالتحالفات التكتيكية المؤقتة ، مع أى قوى سياسية ، فأننى أعترض على إدراج الأحزاب الدينية ، ضمن هذه القوى المتحالف معها.
لقد ثبت بالفعل ، أن التحالف مع التيارات ، أو الأحزاب الدينية ، يفيد اختراقها للعقول ويمكنها أكثر من هيمنة أفكارها ، حتى على الحركات السياسية التى كانت قبلاً، تستنكر بشدة قيام أى تيار سياسى دينى ، وتمهد للعلمانية ، وفصل الدين عن الدولة، وعدم " تديين " ، الصراعات السياسية ، وعدم خلط ورقة الدين المتوارثة ، ضمن أوراق الحياة المدينة التى يختارها البشر بإرادتهم.
وهذا ما يحدث بالفعل ، مع حزب الله ، منذ تأسيسه فى بداية الثمانينات ، وهو ما يعد انتصاراً للمرجعيات الدينية ، التى أخذت الشكل الوحيد " للصمود العربى " ضد إسرائيل ( المكروهة من أنصار الدين وأنصار العلمانية معاً ).
ومن أكثر الأشياء التى استفزتنى ، حين تم تتويج حسن نصر الله ، قائداً للحزب عام 1992 ، أن البعض كتب قائلاً : " حسن نصر الله رمز الفحولة العربية " و " حسن نصر الله ، رجل فى زمن الخصيان " و " حسن نصر الله وعصر جديد من أجيال الفحولة " و " حزب الله يعلم العرب معنى فحولة الرجال ".
إنها تعبيرات أيضاً تثير الإشمئزاز ، وتؤكد بيت الداء فى المجتمعات العربية ، وهو " سرطان الجنس " ، الذى يأكل خلايا عقولنا ، ويدمر الرؤية الإنسانية ، المتكاملة الأبعاد.
ما هذا الربط بين مقاومة حزب الله ، وحسن نصر الله ، بالفحولة ؟ وكيف يصف البعض ، الذين ليسوا من حزب الله ، ولو يشتركوا معه فى مواجهة إسرائيل ، بـــ " الخصيان " ؟ وما هذا الترادف بين الحركة السياسية ، و المقاومة العسكرية المسلحة المؤسسة على الدين ، وبين الفحولة الجنسية ؟!
إننى كرجل ، بقراءة مثل هذه العبارات ،شعرت بمدى التخلف الإنسانى ، وتضخم الذكورية الجنسية ، فى مجتمعاتنا ، وكم نحن مسجونون فى مصيدة " الأداء الميكانيكى الجسدى " ، ومغروزون فى وَحْل " التفكير الجنسى الغرائزى " ، وأن المشوار مازال طويلاً ، أمام الرجال العرب ( وأيضاً النساء ) ، لكى ترتفع قيمة الرجل العربى ، والرجل عامة ، عن مجرد القدرة الجنسية على جسد المرأة.
ترادف رخيص ، وغير حضارى وغير إنسانى.
هل كان حزب الله ، يلقى على إسرائيل صواريخ كاتيوشا ، أم أقراص فياجرا !؟؟؟.
وهل تبعاً لهؤلاء البعض ، يتغير التعبير الذى يطلقونه على حزب الله ، من
" انتصار المقاومة " ، إلى " انتصاب المقاومة " ؟ .
وهل حينمت نقرأ تعبير " قذف صواريخى من حزب الله " ، يتوه خيالنا فى نوع أخر من القذف .
وهل لا نرى الأرض المتعارك عليها ، إلا معادلاً " لأجساد النساء ، ومن هنا نفهم
سر المقولة البغيضة الموروثة " الأرض عِرض " .
تعيب مجتمعاتنا ، على العالم النفسى ، سيجموند فرويد ، التحليل الجنسى للتاريخ . لكننا نفعل مثله ، تماما ، ويتضح ذلك عندما لا نرى الا بعدا واحدا ، هو الفحولة الجنسية
لحزب الله ، الذى يرتسم فى خيالنا ، بما أسميه " العنترية الدينية المسلحة ؟.
عندما أرى مظاهر التخريب والدمار ، وصور القتلى والنازحين والجرحى فى بيروت ، تلك المدينة العاشقة للحياة ، وأنا لا أكاد أصدق ، أنها المدينة نفسها التى زرتها فى يوليو 2005 ، أى قبل عام بالضبط من حرب تموز عام 2006 ، والتى بدأها حزب الله ، بدخول المقاتلات الحدود اللبنانية الاسرائيلية ، لمبادلة الأسرى . أسماها حزب الله ، عملية " الوعد الصادق " ، لسحق حزب الله . وبالطبع ردت اسرائيل ، وعاشت لبنان ،
حرب ال 33 يوما ، شاهدة على الضحايا ، والجرحى ، والقتلى ، والتدمير .
أشعر بأسى مكتوم ، وحزن محبوس ، كيف فى يوم وليلة ، دخلت بيروت حزام التدمير الشامل ، والتخريب ، وضرب كل مرافقها الحيوية ، دخان ، دم ، قذائف ، صواريخ ، مدفعيات ، غارات ، هذه أصبحت الكلمات المرادفة الدالة على بيروت .
ولست متحاملاً حين أوجه الإتهام إلى حزب الله ، الذى لديه تعريف غريب ، إرهابى ، لمعنى " الصمود " ، الذى يكرره على مسامعنا ، وينفذه الجناح العسكرى ، الجهادى .
أنا أفهم " الصمود " ، أن يحمى أرض لبنان ، وشعب لبنان ، ومرافق لبنان ، وحق لبنان فى الأمان ، والاستقرار وتقرير حاضره ومستقبله . ولكن أن يكون " الصمود " ، فى عرف حزب الله وحسن نصر الله ، هو تخريب بلد ، وقتل كل مظاهر الحياة من بشر ومرافق ، والتوعد بالمزيد من ضرب إسرائيل ، على حساب دولة المفروض أنها ذات سيادة هى التى تقرر مصيرها ، وليس حزب الله.
وينكشف الوجه الحقيقى القبيح لحزب الله ، أولاً ، ساهم فى فقدان مصداقية القضية الفلسطينية ، بعد أن حولها إلى مجرد حرب دينية ، وبذلك خسر كل الدول الغريبة التى كانت تتعاطف مع الحق العربى الفلسطينى وتدعم المقاومة ، وترى مصداقية كفاحها المشروع . وبذلك تم له المراد الذى يخطط له ، وهو " الانفراد " بالتعامل مع القضية حسب هواه ومصالحه ومرجعيته الدينية.
ثانياً ، جاءت نتيجة " الانفراد " حسب خطة حزب الله ، أول ما جاءت بتخريب دولة بكاملها ، خسرت فى أيام ، أيام نصف مليار دولار .
ثالثاً ، تسبب التطرف الذى يتصف به حزب الله ، وعنتريته ، فى قتل مدنيين لبنانيين شباباً ونساء وأطفالاً ، أكثر مما يسببه الجيش الإسرائيلى.
كل لحظة ، يموت اناس ، فى حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل ، أفراد أبرياء من أجمل الشعوب العربية ، شعب شقيق ، يتحكم فى مصيره ، " جهاد الصمود " على طريقة حزب الله ، التى لا تحتوى الا على سيناريوهات المذابح ، والقصف ، والتدمير المتعمد الممنهج بخطط متناهية البراعة والتدبير .
ما يؤسفنى من متابعة ما يحدث فى لبنان ، أن الغالبية من المحللين السياسيين والصحفيين والشخصيات السياسية ، ما زالت تدعو الأمم المتحدة ، والمجتمع الدولى ، للتدخل لانقاذ لبنان .
ألم نستفد من الدروس الماضية المشابهة ؟ . ألا نصحو من النوم ، وندرك أن
أن " الأمم المتحدة " ، هى " الولايات المتحدة " ، وأن ما يسمونه بضمير المجتمع الدولى ، ليس إلا أوامر وقرارات ومصالح الولايات المتحدة ؟؟.
بل إننى أعتقد أن " الأمم المتحدة ، طرف أساسى ، فى تعثر وفشل ، عملية السلام .
يقول حسن نصر الله ، لا نريد دعماً من أحد ، ونحن نقول له : " لا أحد يريد أن يدعمك ، فمنْ أشعل النيران عليه أن يطفئها ، اطمئن يا نصر الله ، اطمئن ، لا أحد ، لا دولة ، لديها الوعى السياسى ، تريد أن تدعم حزباً يلصق اسمه باسم الله ، حتى يفعل ما يشاء ، ويقتل منْ يقف فى طريق نواياه الشريرة ، سواء بالعمد أو بالخطأ ".
ثم ماذا يعنى تعبير " حزب الله " ؟. هل طلب الله ، من حسن نصر الله ، فى المنام أن ينشىء حزباً باسمه ؟ . ها جاءك الوحى يا شيخ حسن ، بأن تحول المنطقة إلى بحور من الدم وأن تخرب وأن تدمر ، وأن تكون شغلتك استمرار مقاومة إسرائيل والكفاح المسلح ضدها ، عن طريق العنترية الدينية المصفحة ؟ . هل يا شيخ حسن ، شاهدت فى الحلم ، رؤيا ، تأمرك بحماية فلسطين ولبنان ، عن طريق القضاء على فلسطين ولبنان ؟.
ومن أين يا شيخ حسن لك ، بكل هذه الأسلحة المدمرة والصواريخ والقذائف والتمويل ، الذى لا ينضب له معين ؟.
هل تنزل عليك من السماء ؟ .
كلمتى الأخيرة هى أسف وحزن ومرارة . أسف على الزج باسم الله ، فى حروب همجية وقرصنة برية وبحرية وجوية . وحزن على وردة جميلة فى وطننا العربى ، الجزء المتفتح منه " اسمها " بيروت " . و " مرارة " لأن هذه هى أولى حلقات مسلسل الأحزاب والتيارات والقوى والمنظمات ، ذات المرجعية الدينية ، فى خداع سياسى ، لن ييأس ، وصولاً إلى " تخريب المنطقة والجلوس على تلها " ، ثم ينتقلون من منطقة إلى أخرى ، حتى يتم اكتمال حلقات المخطط الإرهابى الدينى ، تحت اسم الحماية والصمود ، ومقاومة الشياطين المحتلين والكفرة ، وأيضاً غير الكفرة.
----------------------------------------------------
من كتاب أمركة العالم .. أسلمة العالم منْ الضحية ؟؟ عام 2007
------------------------------------------------------------------








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من هم المتظاهرون في الجامعات الأمريكية دعما للفلسطينيين وما


.. شاهد ما حدث مع عارضة أزياء مشهورة بعد إيقافها من ضابط دورية




.. اجتماع تشاوري في الرياض لبحث جهود وقف الحرب في غزة| #الظهيرة


.. كيف سترد حماس على مقترح الهدنة الذي قدمته إسرائيل؟| #الظهيرة




.. إسرائيل منفتحة على مناقشة هدنة مستدامة في غزة.. هل توافق على