الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انا اقف الى جانب ايران

اسماعيل شاكر الرفاعي

2021 / 8 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


في شريعة الغاب التي تحرسها الدول الكبرى تكون السيادة والسيطرة لقانون : العين بالعين والسن بالسن على العلاقات الدولية ، وايران لا تملك الا ان تستخدم قانون الغاب هذا في حالة الاعتداء عليها فتخطط للرد وأخذ الثأر . وهكذا هجمت ايران على ناقلة النفط : كنوع من أخذ الثأر على ما تعرضت له من اعتداءات سابقة من قبل الدول التي تهددها الان بأخذ الثأر منها . اما مفاهيم المواطنة وحقوق الانسان فهي ستار من دخان ، تطلقها امريكا لكي تتسلل من تحت حجابها : لغزو واحتلال واشاعة الفوضى واللا استقرار في اي بلد تشاء ...

يجب بالضرورة ان لا تنساق ايران للمشاركة في ايقاع ميليشياتها المتقدمة في لبنان والعراق وسوريا واليمن في الشرك الذي نصبته امريكا والمملكة المتحدة وإسرائيل : لهذه القوات . بعد ان اصبح حسم الحروب يتم في الأعالي وليس على الارض ، اذ لم تعد من قيمة تذكر لمسك الارض من قبل المشاة الذين لا يملكون غطاء جوياً لحماية قطعاتهم الارضية من هجوم جوي مباغت . وما زالت ايران واعلام ميليشياتها العربية يرددون بفخر : انهم متفوقون عسكرياً ، اذ بإمكانهم القيام بهجوم صاروخي : بحري وأرضي الى جانب الطيارات المسيرة ، ومن جهات شرق اوسطية مختلفة على مواقع القوات الأمريكية . لكن سقط نصف هذا الرهان الاستراتيجي ، بتوصل الامريكان الى اختراع الاداة العسكرية التي تمكنها من رصد الطائرات المسيرة ...

لا قدرة لدى ايران ، وهي تعيش حصاراً اقتصادياً خانقاً ، على ادارة حرب استنزاف طويلة ، اذ ان استراتيجية ردود الفعل ( الثأر والثأر المقابل ) التي أوقعت ايران نفسها فيها ، تتطلب بعث شعار : كل شيء من اجل المعركة الى الواجهة مجدداً ، ليستحوذ على الحصة الاكبر من وارد قومي : لم يعد له وجود في ايران نتيجة الحصار ...

تحتاج ايران في حروب الثأر المتبادلة الى تحالف دولي يشد أزرها ، في مواجهة تحالف دولي قائم ضدها مكون من امريكا وإسرائيل وبريطانيا : وهي دول متقدمة صناعياً وعلمياً وعسكرياً، وذات ثروات مالية طائلة ، اضافة الى انها دول حرة وغير واقعة تحت حصار إقليمي او دولي ...

ايران تستحق الاحترام في سعيها الدؤوب لامتلاك شخصيتها المستقلة ، ولكنها اختارت وسائل قديمة وعتيقة جداً منها : دعم فكرة ايجاد ولاء ثابت لها وسط الشيعة في : لبنان وسوريا والعراق واليمن ، وخططت لان يأخذ هذا الولاء شكلاً قتالياً مسلحاً ، ولكن هذا السلاح ذو حدين : فهو الى الآن فعال وهو ينفذ اوامر " الولي الفقيه " بدقة ، ولكن حين تدخل هذه الميليشيات تحت رحمة قانون : الفعل ورد الفعل ، والثأر المتبادل في حرب استنزاف طويلة ، تتحول هذه الميليشيات الى احدى ادوات الضغط السلبي على ايران : ضغط باتجاه الاستمرار في تغذيتها ، بالمال والسلاح ، وايران لا تملك تغذية جيوش امبراطورية تمتد من لبنان الى سوريا الى اليمن الى العراق ...

تستطيع ايران ان تطفئ نصف نيران الغضب عليها بالعودة اللامشروطة الى المفاوضات حول النووي ، وتطفئ النصف الآخر من نيران الغضب عليها : بالتخلي عن أدواتها البدائية في التحريض الطائفي لتجنيد شباب الشيعة في ميليشيات تدافع عن سلطة ولاية الفقيه ، فتكسب شعوب المنطقة الى جانبها وليس الشيعة فقط ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ساعدت كوريا الشمالية إيران بهجومها الأخير على إسرائيل؟ |


.. مسلسل يكشف كيفية تورط شاب إسباني في اعتداءات قطارات مدريد في




.. واشنطن تؤكد إرسال صواريخ -أتاكمس- بعيدة المدى لأوكرانيا


.. ماكرون يدعو إلى أوروبا مستقلة أمنيا ودبلوماسيا




.. من غزة| 6 أيام في حصار الشفاء