الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دولة محمد الحلبوسي... الأنبار مجازا

صلاح يوسف

2021 / 8 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


في كل وقت وحين يبرز لفيف من (المثقفين) البارعين في فن التسلق والتزلف واللعب على آلاف الحبال، المحلية منها والمستوردة، يتحفون الساحة الثقافية لدولة (محمد الحلبوسي) المسماة الأنبار مجازا بموسوعات ومراجع قيمة تفوح منها رائحة (اللواگة) التي هي سلاحهم الوحيد وسط جبال الوعي والتطور الذي تعج به دول المنطقة، فحتى بائعو السمك ربما احتجوا وأعلنوا قرفهم من رائحة أولئك المتملقين التي أزكمت كل الأنوف النظيفة وغير النظيفة، ربما هم لهم مبرراتهم وسط هذا الكم من التشجيع والتصفيق والتكريم (الحلبوسي) لكل من يذكره بخير او يشيد بإنجازاته المفترضة، أما من يوجه أصابع الاتهام بالفساد له او لصبي من صبيانه أو حتى ينتقد ال(چايچي) الذي يعمل في أحد مقرات حزب تقدم فيا ويله وسواد ليله، خصوصا أن مكاتب وفروع هذا الحزب أصبحت اكثر من عدد ملفات الفساد التي فاقت بدورها عدد نفوس مواطني دولة الأنبار الشقيقة.
عموما فهذه الدولة التي أصبحت تحت الحكم الحلبوسي المبجل هي الأولى في صفقات الإعمار الوهمية وكذلك الاولى في إسكات وتكميم الأفواه، غير أن بعض مثقفي هذا الزمان لهم رأي اخر، فهم يرونها الدولة الوردية صاحبة التجربة العملاقة والرائدة في مجال البناء والإعمار حقوق الانسان وحقوق المرأة وحتى حقوق العصافير، فهي تعتبر في نظرهم مثال رائع يجب أن يحتذى به من كل دول المنطقة والمناطق الأخرى، ورجالاتها هم القادة المثاليون الأبطال الذين تعمر بهم البلاد، وتُملأ من خيراتهم بطون العباد، وكل من يعارض قرارا واحدا من قرارات سيادة الرئيس أو ينتقد إنجازاته الكارتونية في مقال يكتبه أو قصيدة ينظمها او حتى رأي يطلقه في حافلة لنقل الركاب يعتبر ظلامي الفكر، إمبريالي النزعة، سادي الأخلاق ... الخ من تلك العبارات والنعوت التي أصبحت تطلق جزافا على كل صاحب رأي يريد الإصلاح أو صاحب قلم حر ينشد التغيير، أو حتى صاحب (چنبر) لبيع المجلات والصحف ..!!
الملفت للنظر أن هنالك أقلام كانت ومازالت (فرش تلميع) لكل ما هو قذر و داكن ومغبر من إنجازات عرجاء يقوم بها رئيس الصدفة مذ كان محافظا، رغم كون تلك الانجازات وهمية ولا وجود لها الا في مخيلة متسلقي السلطة ومتملقي الشخصيات السياسية الفاشلة، وأكاد أجزم ان الكثير من هؤلاء (الملمعين) يعملون طوعا دون طلب من أحد، فهم أوفياء جدا لكن ليس لأوطانهم بل لمن دمرها وزرع فيها الجهل والفساد.
قليلون لكنهم مؤثرون وأصحاب مقالات مقروءة، ولهم باع طويل في كيفية دس السم في العسل وكيفية إقناع العامة بان الحل يكمن في الخضوع للجهل، والفقر، والتخلف، وإغماض العينين والمشي دون سؤال خلف تلك القيادات الهمجية الجاهلة، التي لا هم لها سوى ملء جيوبها بالسحت وملء أجواء البلد برائحة الفساد.
هاتفني أحد أصدقائي القدامى وهو من حاشية الرئيس يطلب مني التخفيف من انتقاده وكشف ملفات الفساد وصفقات بيع المناصب وتعطيل استجواب الفاسدين، وإلا سيتم نقلي إلى القائم أو هيت أو ربما فصلي من وظيفتي، استجبت لنصيحة صديقي واستأذنته بكتابة هذا المقال والصمت بعدها... إن أسعفني الصمت.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نور وبانين ستارز.. أسئلة الجمهور المحرجة وأجوبة جريئة وصدمة


.. ما العقبات التي تقف في طريق الطائرات المروحية في ظل الظروف ا




.. شخصيات رفيعة كانت على متن مروحية الرئيس الإيراني


.. كتائب القسام تستهدف دبابتين إسرائيليتين بقذائف -الياسين 105-




.. جوامع إيران تصدح بالدعاء للرئيس الإيراني والوفد المرافق له