الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلاقات بين إدارة بايدن وحكومة بينيت-لابيد (1)

نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)

2021 / 8 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


نهاد أبو غوش
بدأت تظهر على سطح الأحداث السياسية في الأسابيع الأخيرة، ملامح توافق معقول بين إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، وحكومة إسرائيل السادسة والثلاثين برئاسة الثنائي نفتالي بينيت ويائير لابيد، ومع أن رئيس الوزراء بينيت لم يكن قبل شهور قليلة خلت من الشخصيات التي يمكن لأي طرف المراهنة عليها لاستبدال بنيامين نتنياهو، إلا أن ذلك ما حصل في الواقع بحيث صار هذا الشخص عنوانا لمرحلة جديدة في العلاقات الأميركية الإسرائيلية. فقد تضافرت عوامل وأسباب كثيرة دفعت هذا السياسي اليميني إلى رأس مؤسسة الحكم في إسرائيل، فما كان من بايدن إلا المسارعة إلى تهنئته بحرارة "باسم الشعب الأميركي" مؤكدا حرصه على متانة العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وعلى دفع مسيرة السلام والأمن للإسرائيليين والفلسطينيين للأمام، وعلى استمرار التشاور في كل القضايا المتصلة بالأمن الإقليمي بما في ذلك بالملف الإيراني.
تقاطعات في المواقف
علامات التوافق تبرز في تقاطع المواقف الأميركية والإسرائيلية وتقاربها بشأن مختلف الملفات ومن بينها الالتزام الأميركي الدائم بدعم إسرائيل ودعم أمنها وتفوقها العسكري بالإضافة إلى دعم مسيرة التطبيع . وفي الملفين الخلافيين الرئيسيين، وهما الملف الإيراني الذي تبدو الإدارة الأميركية مصممة فيه على المضي قدما لتوقيع اتفاق جديد بشأن النشاط النووي الإيراني، وملف القضية الفلسطينية الأكثر تعقيدا، ويتضح فيه أن إدارة بايدن ليست معنية بالانقلاب على ما قدمه ترامب لإسرائيل. ولكنها قد تعيد النظر في موضوعات أقل إثارة بحيث تجدد للدور الأميركي حيويته وفاعليته من دون أن تصطدم بشكل حاد مع إسرائيل مثل موضوع إعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس، واستئناف المساعدات المالية للفلسطينيين بما فيها الالتزام تجاه وكالة الغوث، وضرورة استنئاف المفاوضات، وإن كانت التوقعات بشأنها نتائج استئنافها ليست عالية لدى أي طرف من الأطراف المعنية.
يتوقف تقرير (مدار) الاستراتيجي الذي يغطي أحداث العام 2020 أمام الفروق بين إدارتي ترامب وبايدن، ويرى التقرير أنه حتى لو أعلن بايدن نيته عدم المضي في خطى ترامب تجاه الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية، فإنه لن يسعى للتراجع عن قرارات ترامب فيما يخص الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل، أو إعادة السفارة لتل ابيب، أو سحب الاعتراف بضم الجولان.
ويلخص التقرير الذي أعده خالد عنبتاوي، أسباب التخوف الإسرائيلي من إدارة بايدن من انه لا يتعلق بسحب الدعم الأميركي لإسرائيل، وإنما من "وقف مسار التماهي بين مواقف الإدارة الأميركية ومواقف اليمين الإسرائيلي"، وبالتالي من وقف مسار الدعم الذي بدأه ترامب إنهاء القضية الفلسطينية وفرض مخطط الضم وتشريع الاستيطان.
مطالب بدون ضغوط على إسرائيل
وفي الملف الأكثر إشكالية وإثارة وهو موضوع الاستيطان الذي يحتل مكانة مركزية في برنامج وتوجهات رئيس الحكومة نفتالي بينيت وشركائه اليمينيين، اكتفت الإدارة الأميركية بمطالبة إسرائيل بعدم توسيع الاستيطان في الضفة والامتناع عن اتخاذ أية خطوات أحادية الجانب في الأغوار وفي القدس، وهي مطالبات تبقى نظرية وغير مقترنة بفرض أي نوع من الضغوط بحيث يمكن للحكومة الإسرائيلية الحالية التعايش معها دون الوصول إلى صدام مع إدارة بايدن، تماما كما فعلت كل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة مع الإدارات الأميركية على امتداد العقود الثلاثة الماضية.
بينيت ما زال قليل الكلام في القضايا الإشكالية والمثيرة، لكن شركاءه في الحكومة يفعلون ذلك، فالتصريحات المتكررة لكل من رئيس الحكومة المناوب ووزير الخارجية يائير لابيد، ووزير الدفاع بيني غانتس الذي صرح مرارا أن على إسرائيل دعم السلطة الفلسطينية وسائر القوى المعتدلة في المنطقة ( وقد وردت هذه الأفكار في تقرير معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي الذي صدر مؤخرا وقدم لرئيس الدولة) ، تتفق مع تصريحات المسؤولين الأميركيين وبخاصة المبعوث هادي عمرو، وجوهرها "تحريك" الجمود في العملية السياسية، والعمل من المداخل الإنسانية والاقتصادية لتحسين حياة الفلسطينيين سواء في غزة أو الضفة، ومنع تدهور الأوضاع والحيلولة دون "اشتعال الغابة الجافة"، أما الوصول إلى حل سياسي وتحديدا حل الدولتين، فليس مطروحا على بساط البحث العملي لا من قبل الإدارة الأميركية التي ما زالت مقتنعة به نظريا، دونما أية فرصة واقعية لتجسيده في المدى القريب، ولا من قبل حكومة بينيت - لابيد ولا أي من أطرافها حتى تلك التي تصنف نفسها أنها وسطية ومعتدلة، والتي تؤيد حل الدولتين نظريا ولكنها لا ترى اي إمكانية لتطبيقه، بل تحمل الفلسطينيين مسؤولية فشل وتعطيل جهود التسوية كما يفعل دائما عرّاب هذه الحكومة ومهندس تشكيلها يائير لابيد.
يخصص تقرير معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي المذكور أعلاه مساحة لاقتراح أولويات السياسة الخارجية لإسرائيل والمهام الملحة لهذه السياسة، والتي بموجبها على القيادة الإسرائيلية أن تتعامل مع عالم تتنافس فيه الأقطاب الكبرى والقوى العظمى، وهو ما يفترض التعامل مع جميع هذه الأقطاب وليس مع الولايات المتحدة فقط، كما يلحظ التقرير أن مجيء إدارة بايدن حمل متغيرات مهمة في ما يخص الأجندات الاميركية تجاه العالم كما في القيم والأساليب المتبعة، وأن هذا التغيير سيدفع الإدارة الجديدة للعمل على استعادة النظام الليبرالي والتنسيق عبر الأطلسي. كما يقترح التقرير إعادة توثيق العلاقات مع الإدارة الجديدة والحزب الديمقراطي ومع يهود الولايات المتحدة مع الحفاظ على العلاقات الجيدة مع الحزب الجمهوري.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. !ماسك يحذر من حرب أهلية


.. هل تمنح المحكمة العليا الأمريكية الحصانة القضائية لترامب؟




.. رصيف غزة العائم.. المواصفات والمهام | #الظهيرة


.. القوات الأميركية تبدأ تشييد رصيف بحري عائم قبالة ساحل غزة |




.. أمريكا.. ربط طلاب جامعة نورث وسترن أذرعهم لحماية خيامهم من ا