الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق من بعث السّنّة إلى بَعث الشّيعة – هل فقدت المراقد بريقها؟

سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)

2021 / 8 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


#سوشو
ما تقوم به هيئة الإعلام و الاتصالات العراقية من فَرض مزيد من القيود و الممنوعات على الإعلام و القنوات الفضائية و البرامج الحوارية ليس بالأمر الجديد و المفاجيء لأنّ العراق هو جزء من منظومة الدّول الإسلامية الّتي تكتم أنفاس حرّية الرأي تحت شعار "منع إهانة الذّات الإلهية" و "حماية المقدّسات" و "منع إهانة الأديان و المذاهب و القوميّات" و غيرها من التبريرات الّتي لا تختلف كثيرا عن قوانين صَدّام و البَعث السّنّي الذي كان يجيز "تأسيس الأحزاب" بشرط أن "لا تكون عنصرية أو طائفية تقسيمية" و على أرض الواقع كان البَعث هو الحزب الأوحد الوحيد.
هذه التبريرات ذاتها تصلح لمنع القرآن و كتب التفاسير – سُنّيها و شيعيّها – و كتب الفقه لأنها كلّها نصوص زاخرة بإهانة و ذمّ الأديان و المقدّسات و تحقير و تنجيس غير المسلمين ، فتطبيقها هو فقط لمنع إنهيار الإسلام – السياسي على وجه الخصوص!
الآن و بَعد أن أسقط الأمريكيون صدّام و بعثه و بعد خيانة جماعة خامنئي للعراقيين – نوري المالكي تحديدا – و تسليمهم لثُلُث العراق لإرهابيي داعش السلفيين سنة 2014 فإنّ الاطلاعات الخامنئية استطاعت تأسيس جناح قويّ لها يمرّ من العراق لدعم البَعث السّوري و حزب الله (تنظيم القاعدة الشّيعي) في لبنان ، و بهذا أصبح العراق الآن يَعيش في ظلّ منظومة سياسيّة لا تختلف كثيرا عن بعث صدام ذو النكهة السّنّيّة ولا فرق بين أحزاب الإسلام السّياسي الشّيعي و البَعث الصّدامي سوى أنّه مُطَعّم بالنكهة الشّيعيّة – ولاية الفقيه الخامنئية تحديدا – و هيئة الإعلام و الاتصالات الآن تهيّء لخنق حريّة التعبير في وضع العراق المتأزّم أصلاً ليس لخدمة المصلحة الوطنية للعراق كما يزعمون و لكن خدمة للولائيين و الذّيول.
إذا كانَ أتْباع خامنئي يظنون أنّهم سيؤمّنون كراسيهم و مدخولات التهريب عبر استخدام الدّين و المذهب كذريعة لخنق الفكر ، فإنّهم مخطئون تماما لأنّ صدّام ، على الرّغم من امتلاكه مليارات الدولارات و قوات الأمن الإرهابية و دعمَ دولٍ قوية كالاتحاد السوفيتي و الصَين و سائر الدّكتاتوريات العربيّة ، سقط صدّام و البَعث خلال 20 يوماً فقط من عمليات تحرير العراق 2003 ، و عملاء خامنئي هم أضْعَف من البَعثيّة الصّداميّة بكثير.
الأحزاب الإسلامية الشّيعيّة – و من ورائها الأكراد و السّنة – مذعورون لأنّ هناك وعيٌ متنامي بين العراقيين و تنبّه اجتماعي ، الشّابّات و الشّبّان ، إلى أنّ التّدين السائد هو سياسي و يستخدم لخدمة طبقة فاسدة مكونة من عائلات تتحكم تحت عباءة – أحزاب و مؤسسات اجتماعية – بالقرار السّياسي.
خلال سنين قلائل سنجد أنّ المراقد "المقدّسة" و المراجع و العمائم قَد فقدَت بريقها و أنّ الأزمات الّتي يعيشها الشّارع لن تُحَلّ بالأدعية و التبرّكات و النّذور و لكن بعملٍ و فعل ملموس على أرض الواقع. لابدّ لشباب العراق أن يَتخلّصوا من هيمنة الدّين و أن يرمي كلّ شابة و شاب عراقي هذه العقلية الدينيّة الدنيئة في سلّة القمامة ، أو أنّ العراق ، في حال لم يحدث التغيير الفكري المنشود ، مقبل على كارثة و مجاعة و حروب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تعلق كل المبادلات التجارية مع إسرائيل وتل أبيب تتهم أر


.. ماكرون يجدد استعداد فرنسا لإرسال قوات برية إلى أوكرانيا




.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين: جامعة -سيانس بو- تغلق ليوم الجمعة


.. وول ستريت جورنال: مصير محادثات وقف الحرب في غزة بيدي السنوار




.. ما فرص التطبيع الإسرائيلي السعودي في ظل الحرب الدائرة في غزة