الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضدُّ مجهولٍ

اسماعيل الدليمي
-;-كاتب

(Ismaeel Al Delemi)

2021 / 8 / 4
الادب والفن


ضدُّ مجهولٍ ..
قصة قصيرة
يهرع الأطباءُ لفحص المصاب، يلتمسونَ فيه بقيةَ حياة ، لأن جثّته لاتزال دافئة ، ثمّ يقررون نقلها على جناح السّرعة الى غرفة العمليات ..
لم يمضِ وقتٌ طويل حتّى حضرَالمحققُ الجنائي ، العلامات الظاهرة على جسده بوضوح ، آثار ضرب بالسّوط على الظهر والبطن ،
كدمات وتمزقات في الجلد ، ثقب احدثه اطلاق نار من مسدّس صغير ، واستقرتْ الرّصاصة في الجمجمة ، أكد الطبيب العدلي أنّ سبب الوفاة هو الأنتحار ..
كان الميّتُ يسمع مايدور من حديث فوق جثّته " لكنّه يفقد القدرة على الكلام ، أو قد يتكلّم ولكنّ لايسمعه أحد!!
المحقق يسأل الطبيب العدلي : ماهودليلك على ان سبب الوفاة هو حالة انتحار؟
الطبيب العدلي : وردني اتصالا هاتفيا من شهود عيان يخبرني بذلك.
المحقق : هل عرفتهم او عرفت هوياتهم؟
الطبيب : كلا ، ولكن جهة ما ‘ تعرفهم " طلبت منّي إن أقرر أنّ سبب الوفاة هو الإنتحار.
المحقق بعد أن يعلِمَ تلك الجهة يُلملم أوراقه ويترك المستشفى على عجل"

• في أوراق المتوفي ..

أُشعلُ أنا على طول الخط سراج الكلمات ، فتنير ردهات العقول ، وتثير حنق الجاهلين ، فتُؤجج نيرانَ الحقد في صدورهم ، وتضطرّهم أنْ يبحثوا عن وسيلة لتغييبي ، لإنّ كلماتي تؤلمهم ،
تصبّ الرصاص في رؤوسهم ، صارت مقالتي اليومية هاجسهم ، فيعتقدون أنّها تُهدد وجودهم "، بينما أرى وطنا عصفت به ريح عقيم ، فأرفعُ صوتي بوجه العاصفة ، وأصرخُ كفّى ،
جعلتم ايامنا ذابلة تدوسها اقدام القدر الثقيل، وتدوخُ في دروبها الرؤوس، تتكرر الصباحاتُ بالفوضى، وأخبار النزاعات والصراعات، ونحن لانملك إلا الأستسلام للموت البطئ،
لم يبق لنا سوى الأحلام يحاولون سرقتها، لأنها النافذة الوحيدة التي نطل من خلالها الى العوالم الأكبر والفضاءات الأوسع ، نتجول في مدن الأرض، باحثين عن نفحات من أمل ولحظات من سعادة.
ثم نستفيق من الحلم على ذات الأخبار الملعونة والأيام الملغومة ، إلى متى نتوجّه اليهم وفي آذانهم صمم لايسمعون ، وعلى أعينهم غشاوة لايُبصرون ، أنتم .. نعم أنتم أيها السّادة ، تزرعون حقدا ،
وتشيعون جهلا ، تناصبون أحباب الوطن العداء، وتقطعون عنهم سُبلَ الرّجاء ، أحدثتم دمارا وحرائق ، ثمّ زحفتم على مدننا ونفختم في أجوائها اليأس والقنوط !!..

*شهود الإثبات..
تحرّك بسيارته ، طبع قبلة على خدّ زوجته وأولاده ، وهو يتأبّط حقيبةَ مقالاته اليومية ، ويتجه قاصدا مقر الجريدة التي يعمل فيها ، يقول زميله الذي صعد معه من منطقة أخرى ،
أنّه كان ينظر في المرآة الى عجلة رباعية الدفع تتبع سيارته ، فيُساوره القلق ويُخبرني أنّه يشعر بنهايته ، طلبت ان ابقى معه محاولا تهدأته ، لكنّه أقنعني بقوله " لكل أجل كتاب ،
ولامهرب من الأجل ، فأنزَلني قريبا من موقع عملي ، وبعد ساعة تقريباً‘ ، وردني اتصالا هاتفيّا من مستشفى الطب العدلي يخبرني اغتياله.
اسماعيل آلرجب - العراق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة الأمير والشاعر بدر بن عبد المحسن عن عمر ناهز الـ 75 عام


.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد




.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش


.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??




.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??