الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-اللجان الشعبية - والمهام المنتظرة

تقي الوزان

2006 / 8 / 14
الارهاب, الحرب والسلام


السيد عبد العزيز الحكيم رئيس " المجلس الأعلى للثورة الأسلامية " وأثناء الحفل التأبيني بالذكرى الثالثة لأستشهاد شقيقه السيد محمد باقر الحكيم رحمه الله . دعى لمشروع تشكيل" اللجان الشعبية ". وبغض النظر عن محاولة تخفيف الفكرة لتسويقها عن طريق البرلمان , والحصول لها على شرعية توازي شرعية الأجهزة الأمنية الحكومية . فهي شكل تنظيمي جديد يهدف الى صهر وتوحيد مجموعة المليشيات الشيعية في منظمة واحدة . هذه الرغبة في التوحيد تقفز فوق التناقضات الدموية التي رافقت عمل هذه الفصائل ومليشياتها طيلة الفترة الماضية . وسبب الصراع كما هو معروف السعي للأستحواذ على اكبر قدر ممكن من السلطة والنفوذ والجاه والثروة . وأستخدمت فيه كل الوسائل المتاحة بما فيها السلاح , وسقط الكثير من الضحايا , ومن كل الأطراف . يضاف اليها التفاضل بالشهداء والموروث العائلي بين كبار العوائل والبيوتات الشيعية لغرض تثبيت حق التزعم على ابناء الطائفة . مستغلين الدفق المكبوت لملايين الشيعة ولعقود طويلة , والذي انفجر اثر سقوط النظام المقبور .
ان اسباب دعوة تشكيل هذه "اللجان " كما اعلنها السيد الحكيم, هو للدفاع عن ابناء الشيعة امام هجمات القتلة من البعثيين والسنة التكفيريين . والكل يعرف ان هذه الهجمات والتي اصبحت اشبه بالحرب الطائفية مضى عليها اكثر من سنتين , وتولت المليشيات الشيعية الرد عليها , وكما قال السيد اياد جمال الدين في تصريحه يوم 060809 والمنشور في اغلب المواقع العراقية : بأن المليشيات لها القدرة ان تفتك بهؤلاء وتكتسحهم لولا الوجود الأمريكي .
الدعوة تزامنت مع مبادرة "المصالحة الوطنية" لرئيس الوزراء السيد المالكي , والجهود المبذولة لخلق اجواء الثقة مع من يمكن ان ينجروا للعملية السياسية .وكذلك مع تطبيق المرحلة الثانية للخطة الأمنية التي بدأت عند قدوم السيد المالكي من واشنطن , والقاضية الى تجريد كل المليشيات من سلاحها وحصر السلاح بيد الدولة فقط , كخطوة اساسية لابد منها لأحلال الأمن ونزع فتيل الحرب الأهلية .
يعتقد البعض ان توقيت الطرح جاء لأفشال خطة " المصالحة " , وخلق اجواء اكثر سلبية من الريبة وعدم الثقة , وتنعكس سلبا على الوضع الأمني المتدهور اصلا , ويمنع المليشيات من التعاون مع خطة المالكي . والمسألة الأهم هو قرب مناقشة البرلمان لقانون الفيدرالية . ولابد من ايجاد قوة كبيرة متوافقة تعكس وحدة الموقف لغرض دعم النقاشات , والتلويح بأستخدامها في حالة تعثر الأقرار لمشروع فيدرالية "الوسط والجنوب " مثار الخلاف بين الاطراف السياسية المختلفة . والداعي اليه السيد الحكيم و"المجلس الأعلى " .
ان استلهام روحية تشكيل قائمة " الإئتلاف" والتوافق الذي حصل بين مختلف الأطراف , لم يكن حصيلة توافق مصالح مختلف الفئات الشيعية بقدر ما كان استغلال دفق الحرمان المذهبي , وتأييد مرجعية آية الله العظمى السيد علي السيستاني , وتوافق سياسة الحكومة الايرانية التي لها تأثير كبير على بعض الفصائل السياسية الشيعية بما قدمته وتقدمه من دعم على كافة المستويات , و المقصود ليس التعاضد المذهبي فقط .
اليوم الجماهير الشيعية وخاصة المسحوقة منها خذلت . ولم يتحقق لها اي شئ من التحسن في ظروفها الأمنية والمعاشية . بالعكس زادت الأوضاع سوءاً , وبات الكثير منهم للأسف يتحسر على ايام النظام المقبور . وفاتت اللحظة التاريخية في التحشيد الطائفي , وكشفت هشاشتها بأسرع مما هو متوقع , وتعمقت الجراح بين فصائل المليشيات المتناحرة لتحقيق مصالحها الذاتية البعيدة كل البعد عن وحدة الصفاء الروحي المذهبي .
واليوم مرجعية آية الله العظمى السيد علي السيستاني غير مستعدة لنشر ظلها ومنح بركاتها مرّة اخرى لأي طرف كان والشعب يتخبط بدماء ابناءه , ويبدو ذلك واضحاً من خلال انكفاءها , وطلبها المحافظة على وحدة الوطن . ومن المؤكد ان امتداد مصلحة النظام الايراني وحدها لن تكون كفيلة بخلق روحية التلاحم التي شهدت ميلاد قائمة "الائتلاف" , والركض وراء سراب نجاح هذه المصلحة سيعرض العراقيين الى سفك المزيد من الدماء والتشرذم , وتهديد سلامة وحدة العراق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد ما حدث لناطحات سحاب عندما ضربت عاصفة قوية ولاية تكساس


.. المسيرات الإسرائيلية تقصف فلسطينيين يحاولون العودة إلى منازل




.. ساري عرابي: الجيش الإسرائيلي فشل في تفكيك قدرات حماس


.. مصادر لـ-هيئة البث الإسرائيلية-: مفاوضات إطلاق سراح المحتجزي




.. حماس ترد على الرئيس عباس: جلب الدمار للفلسطينيين على مدى 30