الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ا بين طلبة فرنسا ١٩٦٨ وطلبة العراق ٢٠١٩/٢٠٢٠

ياسر جاسم قاسم
(Yaser Jasem Qasem)

2021 / 8 / 4
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


م
ان ما حصل في فرنسا شارل ديغول ١٩٦٨ عندما وقعت اضرابات عامة واعتصامات في انحاء الجمهورية الفرنسية بدفع من الطلبة والعمال والتي وصفت بأنها (تمرد طلابي) قادته روح التمرد والعفوية لدى الشباب والى جانبهم العمال الذين طالبوا بأجور أعلى وببعض الاصلاحات الادارية وقد شهدت هذه التظاهرات كذلك انضمام ابرز المثقفين والفنانين من امثال (جان بول سارتر )و(سيمون دي بوفوار) و(جيل دولوز)و ( جان لوك غوداو) الى صفوف الطلبة والعمال ومثلت احتجاجا جذريا ضد السلطة الديغولية الابوية ،ضد مجتمع افرغته السلع من القيمة واماتت حيويته وواقعيته ومن اجل عالم خال من الاستلاب الرأسمالي ،كان حدثا فارقا لم تعد الرؤية القديمة للعالم قبله هي ذاتها بعده، انطلاقا من ان التكنولوجيا رغم القفزات التي حققتها لم تقلل ساعات العمل او تخفف القلق بشأن الاكتفاء الذاتي عكس ما كان ينتظر منها اذ قامت هذه الثورة الطلابية ضد السلعة التي تعد باللذة لكنها لا تشبعها بل تؤجل الوفاء بوعدها الى لحظة اخرى
الى سلعة جديدة اخرى كما يعبر عن ذلك اصحاب الثورة ،بحيث تضمن استمرارية الانتاج الربحي الذي هو الهدف الاول والاخير للمجتمع الرأسمالي الذي يتسبب تحديثه المستمر كما يعبر بعض الباحثين في بلترة مزيد من الناس اي تحويلهم الى بروليتاريا بضمهم الى صفوف المستغَلين والمستلَبين
وكان الفيلسوف الالماني (هربرت ماركوز) قد تحدث بالفعل عن طبقات او فئات جديدة ستشكل ماهية الصراع ضد الرأسمالية وكان الطلبة في مقدمتها وقد انتقد في كتابه (الانسان ذو البعد الواحد) ما آلت اليه المجتمعات الصناعية الحديثة من اغتراب الإنسان (تحت حكم النظم الرأسمالية والشيوعية على السواء) باعتبار أن الإنتاج الحديث صارت مهمته خلق حاجات وهمية تعزز النزعة الاستهلاكية لدى الأفراد، الذين يتحولون شيئًا فشيئًا إلى عقول مُستَلبة تنحصر مهمتها في الإنتاج واستهلاك الحاجات الوهمية. رى ماركوز أن التكنولوجيا رغم القفزات التي حققتها لم تقلل من ساعات العمل، أو تخفف القلق بشأن الاكتفاء الذاتي، على عكس ما كان يُنتظَر منها، لكنها انقلبت ضد مهمتها، أي تحرير الشرط الإنساني، وعملت على تقييده. الحل من وجهة نظره يتمثل في استعادتها باعتبارها أداة ثورية مهمة لصالح مجتمع تعزز فيه من حرية الإنسان وامتلاكه لاختياراته ووقته.
كانت كتابات ماركوز ذات تأثير كبير أيضًا على الحركة الطلابية في الولايات المتحدة، وامتد تأثيره إلى أوروبا وفرنسا، واحتلت أفكاره حيزًا مهمًّا من نقاشات الطلبة خلال أحداث مايو.
اما في العراق اليوم فاننا نحتاج الى مفكرين ينظرون لهؤلاء الشباب لكي لا تاخذهم الاهواء بعيدا عن مطالبهم الحقة التي اذهلوا العالم بها فهذا مهم جدا فمن الضروري ان ينغمس المثقفون في هذا التنظير وان يكونوا جزء من لهيب ثورتهم
والطلاب قاموا ابان ثورة تشرين العراقية باعتصامات واضرابات وتعطيل عام للدوام قلَّ نظيره في تأريخ العراق
الحديث ،اذ وجدناهم يغذون الساحات كل فترة من فترات الاحتجاج ،بالاضافة انهم قاموا باعتصاماتهم داخل الحرم الجامعي ، ضاربين اروع الامثلة في هذه التظاهرات والتواشج الكبير الذين يقومون به مع نظرائهم من المحتجين
هكذا فان الطلاب مع العمال مع الشرائح الاخرى من المجتمع العراقي أدوا قراءة واعية ورسموا افق المستقبل
فوأدوا فريضة واضحة المعالم في أداء واجبهم الوطني والمصاعب التي واجهوها من قبل السلطات ماهي الا وسيلة تحاول ان تجهض مسؤوليتهم التأريخية ،ومنها كذبة سمجة قدمتها وزارة التعليم العالي وأكدتها رئاسة جامعة البصرة على لسان رئيسها بأن اليونسكو لن تعترف بالشهادة الجامعية لجامعات العراق العراق لاربع سنوات قادمة
وقد ظنوا بكذبهم هذا انهم سيروعون الطلاب ويدفعونهم للدوام بكذبهم على منظمة عالمية وبلسان صريح ،والسؤال ما هذا الكم الهائل من الغباء ؟ فكيف يتم الكذب على منظمة عالمية في عصر الاتصالات والانترنت وتناقل المعلومة ،فما كان من منظمة اليونسكو الا ان تكذِّب الخبر وتنفيه وذلك بعد يوم واحد فقط من كذب الوزارة ورئاسة جامعة البصرة .
ان الطلاب اليوم قد اوضحوا سبل الارتقاء بالمكانة العليا للبلد عبر تعطيلهم للدوام وابراز ان الوطن وحريته وصون كرامته اهم من الدوام والسنة الدراسية هذه.
وكما شخّصَ الطلاب في فرنسا فشل حكم شارل ديغول مما حدا بهم ان ينتفضوا في مايو /١٩٦٨ وفق وعي عال امتازوا به ، فقد شخص طلاب الجامعة وطلاب الثانويات ايضا في العراق اليوم الخلل الكبير في منظومة الحكم العراقية من العام ٢٠٠٣ وحتى لحظات ما قبل تشرين اول ٢٠١٩ فانطلقوا يعاضدون شباب الساحات وهم مشخصين لما حصل وبشكل واع جدا ، من فساد وبطالة وعمالة الحكومة وذيليتها كما شخص الطلاب الفرنسيون النظام انذاك وبسبب رأسماليته المتوحشة حولهم الى مستغَلين ومستلبين وآلات ادت بهم الى استغلال كبير كما استغل ّ ساسة العراق اليوم الشعب برمته وسرقوا مقدراته وخيراته ولكن انتفاضة طلابه ستؤدي حتما وضمن قانون الحتمية الى واقع افضل ومستقبل نيّر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمات ادريس الراضي وخديجة الهلالي وعبد الإله بن عبد السلام.


.. الشرطة الأمريكية تعتدي على متظاهرين داعمين لغزة أمام متحف جا




.. الشرطة الأميركية تواجه المتظاهرين بدراجات هوائية


.. الشرطة الأميركية تعتقل متظاهرين مؤيدين لفلسطين وتفكك مخيما ت




.. -قد تكون فيتنام بايدن-.. بيرني ساندرز يعلق على احتجاجات جام