الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حصتي من الوطن

رائد عبد الكاظم الخزاعي

2021 / 8 / 4
الادب والفن


في مرحلة الفطام كنت احبوا ...كنت آكل كل ما تطوله اظافري الغضة من تراب...ويبدو انني اكلت حصتي من الوطن منذ ذلك الحين...
إفتتح يومه بتقليب صفحات التواصل للبحث عن متنفس ،والهروب من ضيقة من حلقات المضيق
بعد ان قرأ مقالا للدكتور صادق المرياني يسرد فيه محاولة اخيه الاصغر ،الهجرة ومغادرة العراق،حينما وصل الى تركيا واراد ان يستقل سفينة توصله الى اليونان...
ويثنيه عن عزيمته ويتوسل في ارجاعه الى بلد الحضارات وسبعة الاف سنة،والحرف الاول،ومسلة حمورابي،واسد بابل،والجنائن المعلقة،وسومر وزقورة اور،وهذا الكم الهائل من المفاخر التي تزود بالطاقة الشمسية، و يرددها اهل العراق!
ولم يثنه الا بكاء الصغار الذين تركهم وراءه وبراءة مشاعرهم
(عمو عفية ارجع
لا تروح ...لا تسافر بالبحر
يكولون اكثر الناس غرگت
وما وصلت...)
تألم مصطفى ولم يركب وعاد أدراجه
واستمتع قليلاً بقراءة تلك القصة وجمالية منهج دكتور صادق المرياني في رسم مسكوكته،لتوثيق المٍ ساخر،وكيف انه صار يخجل من النظر في عيني اخيه الذي منعه من الهجرة ويقرأ في عينيه عتاب الصمت الصارخ،والواقع المزري لبلدنا ،المريض بالربو يبحث عن نسمة عليلة ومن حوله الغبار والاتربة وارتفاع معدلات رطوبة خانقة والموقع الجغرافي المنخفض ودرجة حرارة تبلغ الثالثة والخمسين ٥٣°،
نعم يعاتبه
لِمَ لم تترك لي فسحة هجرة؟
هل يرجى شفاء مرض غنغرينا في الاطراف؟
هل ستخلوا البصرة من الكنصر؟
هل يتخلى الملك عن بساطه الاحمر؟
انت تعرف الاوضاع من الشمال مرورا بالوسط الى الجنوب نزولاٍ...
الحال لن يتغير...
ثم يعود الدكتور ليقدم نصيحة للشباب
بأن يهاجروا الى مأمن... ويستغلوا فرصة العمر وخفة الكاهل..
لأنه خجِلٌ مما ارتكبه بحق اخيه الشاب الحالم.
اكمل القصة وغفا على الاريكة
فرأى في المنام
حريقاً يلتهم بيتاً كبيراً في الليل
والناس في فزع واضطراب والصراخ المغمس بالفزع
والركض في كل الاتجاهات للبحث عن سبيل نجاة ،
فزع وكاد ان يقع من الاريكة!
وهو يردد يا ستار استر!!!
قلبه يضرب بقوة وضيق حاد في نفسه
ماذا سيحل بنا يارب نعوذ بك من النازلات والنائبات
فليس لنا طاقة لتحمل المزيد كل يوم...
وعاد ليكمل يومه بسماع سجالات فضائيات تعتاش عليها لجذب المشاهدات...
وما ان حل الليل حتى ضجت القنوات ومواقع التواصل بالسواد وصور متفحمة جراءحريق شب في مستشفى انعاش مرضى وباء كورونا في ذي قار...
هربوا ليبحثوا عن نفس O2 نقي
فماتوا حرقا اضافة الى خنقة الوباء امتزج معه الدخان الاسود
ركض بمجرد سماع الخبر
فرأى النار مشتعلة وفرق الدفاع المدني وصفارات الانذار
تخلي بعض من فيه بقية حياة(كشمرة)
ووقف على رجل ستيني وقد احترقت يده ورجله لان الاخريات ليس لهما اثر،وليس عليه ما يستره من الثياب وهو يلفظ اخر نفس له من وطن يضيق على اهله رغم اتساع صحاريه،يتلفظ بكلمات متقطعة تتزاحم مع ريقه،
(ما متت بحرب ايران،
ولا متت بحرب الكويت،
وشردت من الطائفية
وما كتلوني داعش،
هاي تاليها!!!
يتمتم بكلمات ممزوجة بدخان وميكروبات كورونا:
ردنا نعيش ما عشنا
ردنا نموت ما متنا
ردنا نروح للغربة خفنا من العراق هناك يلحگنا
واغمض عينيه ...
انزلوه من السدية الى ستوتة!!!...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أقرب أصدقاء صلاح السعدني.. شجرة خوخ تطرح على قبر الفنان أبو


.. حورية فرغلي: اخترت تقديم -رابونزل بالمصري- عشان ما تعملتش قب




.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث