الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة -قراءة من خلف الزّجاج- والحالة العاطفية والنفسية

نزهة أبو غوش
روائيّ وكاتبة، وناقدة

2021 / 8 / 4
الادب والفن


قصّة أطفال" قراءة من خلف الزّجاج" للكاتبة المقدسيّة نزهة الرّملاوي، فتحت أمام أطفالنا موضوعا جديدا يتطرق إِلى علم النّفس، وهو من أصعب المواضيع على كاتب قصص الأطفال؛ لأنّه من غير المؤكّد بأنّ الحلول الّتي يتّخذها الكاتب لمشكلة الطّفل النّفسيّة هي سليمة ومناسبة أحيانا. نلحظ مثلا العاطفة المبتورة عند الطّفلة أميرة؛ حيث أنّها واجهت مشكلة نفسيّة صعبة، حيث فقدت الحياة الأسريّة الدّافئة والحياة الطّبيعيّة السّليمة لعدم وجود والدها معها؛ لأنّه يقبع خلف القضبان .
المشكلة الّتي زادت من شعورها بالفقدان ازدادت حدّة، عندما طلبت معلّمة الصّف بأن يشارك الآباء أبناءهم قراءة في الحصّة الصّفيّة.
الأعراض النّفسيّة بدت واضحة على الطّفلة أميرة، الّتي لم يبلغ عمرها سنّ القراءة بعد.
حزنها كان واضحا في البيت والمدرسة ومع الأصدقاء، كذلك مشاعر الغضب الّتي أبدتها في السّجن خلف الزّجاج. ولا ننسى مشاعر الخوف والتّوتّر عندما دخلت السّجن واقتربت من السّجانين؛ العاطفة هنا بين الأب وأميرة كانت عاطفة مقطوعة، حيث أنّها عجزت عن لمس والدها، حيث كان الزّجاج السّميك جدارا منيعا بينهما، ممّا سبّب لها ذلك الغضب العنيف. وقد خلّفت هذه المشاعر حزنا وألما مضاعفا لوالديها.
بإمكاني القول إِن العاطفة في قصّة الرّملاوي كانت طاغية عليها بشكل مكثّف يمكنه أن يرهق الطّفل الصّغير بعمر أميرة؛ وخاصّة لهفة الطّفلة خلف الزّجاج وإصرارها على سماع والدها، ومحاولتها المستحيلة لتحقيق ذلك. بينما أرى بأنها ملائمة أكثر من النّاحية العاطفيّة، واللغويّة لأجيال أكبر.
نلحظ بأن الكاتبة لم تذكر سبب سجن الأبّ، فماذا نتوقّع من أصدقاء أميرة؟ ألم يتساءل الأطفال: لماذا سجن والدها؟ ومن الممكن أن تقع في إِجابتها بالإِحراج والمضايقة؛ لأنّها لا تعرف.
كانت هناك بعض الحلول النّفسيّة من وجهة نظر الكاتبة في القصّة، نحو حنان الأمّ المفرط، وتعاطف الأصدقاء، والمعلّمة؛ لكنّ أميرة لم تقتنع من أيّ واحد منهم، وقد بدا فرحها وبهجتها فقط عندما شاهدت أباها حتى من وراء الزّجاج. وزاد فرحها حين قرأ لها القصّة. وقد أفرحها بأن تصل القراءة إِلى أصدقائها؛ لتصبح مثلهم تماما؛ لأن آباءهم شاركوهم القراءة. هنا ممكن أن نحلّل نفسيّة الطّفلة أميرة من خلال الحياة مع الأطفال في نفس عمرها، فلو كانت مثلا تعيش وحدها دون الأصدقاء، لما حدثت عندها هذه الغيرة والمنافسة العاطفيّة. وهذا دليل على أنّ حياة الطّفل مع الآخرين - تربويّا- تولّد لديه حسّ المنافسة، والتّحدّي مهما كان صعبا، وقد لاحظنا ذلك من خلال إِصرار أميرة، عندما راحت تدقّ على الزّجاج بصورة ملحّة ومتكرّرة.
نتساءل: هل قراءة الأبّ القصّة لابنته من خلف الزّجاج ، ساهمت في حلّ مشكلتها النّفسيّة العميقة؟ أم أنّها أوصلتها إِلى تحقيق غايتها فقط من خلال المنافسة؟ وهو ظرف زمني محدّد، فربّما هو الأوّل، لكنّه ليس الأخير.
اللغة في القصّة سلسة وجميلة تحمل عبارات ومصطلحات جديدة تثري لغة الطّالب؛ وقد زادتها الأناشيد الشّعبية ثراء وجمالا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الممثل الباكستاني إحسان خان يدعم فلسطين بفعالية للأزياء


.. كلمة أخيرة - سامي مغاوري يروي ذكرياته وبداياته الفنية | اللق




.. -مندوب الليل-..حياة الليل في الرياض كما لم تظهر من قبل على ش


.. -إيقاعات الحرية-.. احتفال عالمي بموسيقى الجاز




.. موسيقى الجاز.. جسر لنشر السلام وتقريب الثقافات بين الشعوب