الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللقاء الاخير !

سليم نزال

2021 / 8 / 5
سيرة ذاتية


فى بعض الاحيان يشعر المرء ان الله قد اعد كل شىء كما ينبغى له ان يكون .امضيت الليل فى فندق مرحبا على الروشة فى بيروت و فى المساء ذهبت الى مقهى هناك حيث وجدت الشاعر شوقى بزيع و معه اخرين يجلسون فى مقهى على البحر .اذكر منهم كادرا لبنانيا من مدينة بعلبك و كان عضو متحمسا فى حركة فتح .كانت جلسه جميلة جرت فيها احاديث حول الشعر و الادب .و فى الليل ذهبت الى الفندق و من هناك جلست على الشرفه اتامل طريق الروشة و البحر .كان على ان استعد اليوم التالى للقاء صديقتى المارونية القادمة من سن الفيل فى بيروت الشرقيه كما كانت تسمى . كنت قد تعرفت عليها كنت ازور بعض الاصدقاء حين و سالتنى من اين فقلت لها ضاحكا من الاعداء .ضحكت و عرفت ما اقصد . كانت جلسة جميلة بداوا يتحدثوث فيها عن الابراج و الاعمار فقلت لهم و كنت قد جلست حوالى ساعتين انا عمرى ساعتين فقط !.نظرت اليها فابتسمت و ادركت ما اقصد و اتفقنا لاحقا على اللقاء .كانت ظروف الحرب قاسيه .اشتباكات متواصله و لم نكن نعرف الى اين تجريى الامور .و فكرنا مرة ان نبادر انا و هى مع اخرين لوقف الحرب لكننا ادركنا ان الامر صار اكبر.كنا نلتقى بين حين و اخر عندما كانت الامور تهدا و لكن لم تكن لقائاتنا تمر بدون مخاطره .و ذات مرة قررت ان افاجئها فخاطرت و ذهبت الى سن الفيل و اتصلت بها من دكان اعرفه و يعرفننى .قالت كيف خاطرت بنفسك .قلت لا داعى للمعاتبه الان اريد ان اراك ارتدى ملابسك و تعالى الى مقهى كنا نجلس فيه احيانا . جاءت بسرعه و قالت انها ستطلب القهوة لكى لا يعرف النادل لهجتى و انا لا اعرف ان اتحدث سوى بلهجتى الفلسطينيه و لذا من السهل معرفة لهجتى .جلسنا بضعة ساعات ثم رافقتنى الى منطقة المتحف التى كانت تشكل الفاصل بين شطرى المدينة الممزقه .فى احد اللقاءات عرفتها على صديقى الشاعر على فوده الذى كان يجلس فى مقهى ام على فى منطقة الفاكهانى قال ضاحكا فلسطينى يحب مارونيه فى هذا الزمن ا! انتما تتحديان الحرب بالحب . يا له من موقف رائع!.
ما زلت اتذكر لقاءنا الاخيرة .كانت ترتدى ملابس خضراء و كان شعرها الاسود يتطاير فوق كتفيها كلما هبت نسمات هواء .تناولنا الغداء على طريق المزرعة .ثم مضينا الى مقهى الجندول حيث اعتدنا ان نلتاقى .لم يكن هناك الكثير من الزبائن فى المقهى .جلسنا فى ركن مطل على الشارع و رحنا نتحدث من موضوع الى موضوع . كنت قد بدات تجربتى الصحافيه الاولى و قالت لى انها تتوقع ان اصبح كاتبا مشهورا. قلت فلندع لللايام ان تقرر ذلك .ثم اضافت انها ستقرا لى حتى و ان كانت بعيدة .استوقفتنى ملاحظتها الاخيره فقلت تبدين متشائمة لماذا .قالت نعم انا متشاؤمة و قالت انها تشعر اننا لن نلتقى فى الحياة .لم اعرف ما اقول فقد كان الامر صدمة. قلت لها لا اننا سوف نلتقى .ابتسمت ابتسامة صغيره و لم تعلق .سرنا على طريق كورنيش المزرعة سيرا على الاقدام حتى وصلنا منطقة المتحف حيث كانت تقف هناك سيارات من كلا الجانتي.لا اعرف لم بدت السماء مدلهمة .عانقتها و مضت باتجاه السيارات المتوقفة .نظرت الى ثانيه ثم عادت و تعانقنا من جديد و هو منظر اثار تعاطف السائقين الذين كانوا فى المكان .و قبل ان تصعد السيارة نظرة الى نظرة شعرت انها نظرة حزينة .بعد اسبوع تقريبا ارسلت لها باقه ورد مع سائق ارمنى ورقة كتب عليها سوف نلتقى و كان هذا اللقاء الاخير!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: تحت دوي الاشتباكات...تلاميذ فلسطينيون يستعيدون متع


.. 70 زوبعة قوية تضرب وسط الولايات المتحدة #سوشال_سكاي




.. تضرر ناقلة نفط إثر تعرضها لهجوم صاروخي بالبحر الأحمر| #الظهي


.. مفاوضات القاهرة تنشُد «صيغة نهائية» للتهدئة رغم المصاعب| #ال




.. حزب الله يعلن مقتل اثنين من عناصره في غارة إسرائيلية بجنوب ل