الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بالأمس كنت هناك

حميد حران السعيدي

2021 / 8 / 5
كتابات ساخرة


في (مينسك) مع رفقة طيبه عشنا أجواء أشد بردا من شتاء العراق رغم أنها أواخر تموز وأوائل آب وكان حلمنا ان يتسلل برد تلك المدينه الجميله لقلوبنا التي تبحث عما يخفف من ثقل أوجاعها ... هناك في المدينه التي تتوسط أوربا لاحقتنا جمرة الفساد لتؤجج النار في أحشائنا ونحن نرى ونسمع شباب في ميعة الصبا من ابناء جنوب العراق ووسطه يبحثون عن فرصة للهروب نحو مدن الحلم بعد ان ضاقت عليهم ارض العراق بما وسعت وشحت عليهم خيراته الكثيره بما يؤمن لهم خبز الكرامه فراحو يجوبون مجاهل الغابات تلاحقهم حرس الحدود في تلك البلدان لتعيد بعضهم وتسجن البعض بعد عبور الحدود ، العجيب ان أحد الفارين من جحيم الفساد ألقت عليه شرطة الحدود القبض وأعادته الى مينسك وحين التقيته صدفة قال ... سأعود ثانية وثالثة حتى أحقق حلمي بعدم العوده للعراق ... كانت الدمعه تترقرق في عينيه ويقولها بصوت يخالطه نشيج (عمي ماكو مستقبل بالعراق .. عمي العراق صار للحراميه).
مرت على أقامتنا أيام ثلاث ودخل المدينه وفد آخر من الشباب معهم أم خمسينيه ترافق ولدها لتودعه وكانت تشجعه وتشتم الوضع القائم في البلاد ،وأنا استمع لها تبادر الى ذهني ان ابنها مطلوب للعداله وتريد ان تنأى به عن القصاص وبعد ان تعرفت عليه أقتربت منه وبشيء من الفضول سألته عن سر إصراره على الرحيل ؟.. فأجابني (عمي والله حتى خبز ماشبعان وانا شاب اريد اعيش مثل ما يعيش الأوادم) .
في صباح اليوم الثاني عرفت انه قد غادر وكانت امه التي تشجعه بالأمس على الرحيل جالسة على الرصيف المجاور للفندق وهي تنعاه وتبكي بصوت مرتفع وتلطم صدرها وكأنها ثكلت به ، عندها عرفت أنها كانت تشجعه ليحظى بفرصة في الغربه ولو على حساب لوعة الفراق التي ستكابدها طويلا .
قريبا من المصعد كانت ثمة حقيبه فارغه تركها صاحبها بعد ان أخذ منها ماخف حمله لكي لاتكون عائق لحركته حين يطارده حرس الحدود .. هذا ماقاله لي أحدهم حين سألت عن سر وجود تلك الحقيبه .
شباب يعدون على اصابع اليد من بين الذين دخلوا المدينه كانوا يلهون ويمرحون ويبذلون الأموال على ملذاتهم (بدون وجع قلب) حتى قيل ان أحدهم صرف مئات الدولارات في ليلة واحده ... كانوا يرافقون بنات الليل سكارى ويتعمدون رفع أصوات هواتفهم النقاله في لياليهم الحمراء ليبثوا أغاني تشيد بعبقرية وشجاعة احد قادة عراق اليوم .
كان الفندق على صغر مساحته صورة مصغره لعراق تنعم بخيراته حفنة من اللصوص على حساب جوع الأغلبيه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية


.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي




.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب


.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?




.. قصة غريبة عن أغنية أنساك لأم كلثوم.. لحنها محمد فوزي ولا بلي