الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فشل السيد جورج بوش وخادمه إيهود أولمرت

عوزي بورشطاين

2006 / 8 / 14
الارهاب, الحرب والسلام


* لقد كلفت الحرب العدوانية إسرائيل مليارات الشواقل حتى الآن، وكل البرامج والضمانات لزيادات الميزانيات الاجتماعية ستذروها الرياح.. العمال سيحصلون على 50% من الرواتب ولكن أصحاب المصانع سيحصلون على تعويضات أكثر بكثير! *
إنه أمر مرعب، فقد تدهورت الحكومة برئاسة اولمرت وبيرتس، الى الدرك الاسفل، انهما يطالبان بقوة مواصلة الحرب الهمجية ومواصلة القتل وسفك الدماء، وفي الحرب يقتل ايضا جنود من الجيش الاسرائيلي، ويُجرحون وهذا لا يهم. المهم عند الحكومة ان تستمر الحرب.
ان الجرائم البشعة التي اقترفها ويقترفها الجيش الاسرائيلي مذهلة وتقشعر لها الابدان، ولم يتورع عن قصف مستشفى في بعلبك، انه يقتل بدون تمييز، واتضح ان غالبية القتلى هم من الاولاد، والانسان صاحب الضمير والانسان المستقيم يجب عليه ان يطالب بمحاكمة دولية لعصابة القتلة الحاكمة في اسرائيل، حكام اسرائيل هم بمثابة مجرمي حرب، وانه امر مرعب الى اي درك تدهور حكام اسرائيل برئاسة ايهود اولمرت، ووزير الحرب عمير بيرتس، لقد اقترفوا جريمة بشعة ومجزرة فظيعة في كفر قانا اسفرت عن مقتل 60 بينهم 27 طفلا، ان الجريمة البشعة في كفر قانا تهز وتذهل كل انسان مستقيم، ولكن عندما تسمع ان رجال السلطة ورئيس هيئة الاركان العامة للجيش وممثلي اليمين العدواني، يعربون عن اسفهم لهذه الكارثة، وفي الوقت ذاته يبررون ويشرعنون جرائم الحرب، انت تعرف انهم يكذبون وبكل وقاحة. وهذا كذب مفضوح ومرذول وعندما يقتلون فانهم يكونون على استعداد وجاهزية لاقتراف المزيد من الجرائم، ومجرد الحقيقة انهم وبدون أي رادع وبصوت عال يطالبون بمواصلة اقتراف جرائم الحرب، هو بمثابة برهان الى أي ادنى درك تدهوروا.
لقد اثارت المجزرة البشعة في كفر قانا، ردود فعل غاضبة وصادقة في كل العالم، والشجب الكبير لاسرائيل جاء من كل انحاء العالم وحتى من قادة دول حتى الامس القريب برروا ودعموا جرائم الحرب، لان قادة وحكام واشنطن طالبوهم بذلك. وقد شجب المجزرة في كفر قانا طوني بلير، رئيس حكومة بريطانيا ويطالب بوقف فوري للحرب، وهكذا ايضا طالب حسني مبارك والملك عبد الله الثاني، وهنا فازت اسرائيل بالعزلة الدولية وهذا ما تستحقه سياستها العدوانية وهنا يحاول الحكم في اسرائيل ووسائل اعلامه، التقليل من والاستهتار بالشجب العالمي الذي حظيت به اسرائيل وبحق.
وهكذا ايضا كان مصير السيد الخاضعة له اسرائيل، فقد كان وحيدا بموقفه العدواني الداعم لحكومة المجرمين الاسرائيلية وتفتيش جورج بوش وكوندوليزا رايس، عن طريق او على الاقل عن سبيل ضيق من اجل انقاذ موقفهما المخزي على صعيد عالمي. وتمدك بالشجاعة كذلك، الحقيقة المتجسدة في ان الفرق بين حروب اسرائيل حتى الآن، انه فيما كان الحزب الشيوعي الاسرائيلي والجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة وحدهما قد عارضا وبقوة كل حروب اسرائيل العدوانية ضد الشعوب العربية. وهكذا كتلة الجبهة في الكنيست، ولكن هذه المرة، وبالرغم من ان المبادرة جاءت من الحزب الشيوعي الاسرائيلي والجبهة، وجرت مظاهرة جماهيرية يهودية عربية حاشدة، في شوارع ومركز تل ابيب، ضد الحرب ومن اجل وقفها فورا وبعد ذلك باسبوع جرت مظاهرة نساء يهودية عربية ضد الحرب. ومظاهرات غيرها شارك فيها الآلاف، من منظمات سلام ونساء، والعمود الفقري لها اعضاء الجبهة والحزب الشيوعي الاسرائيلي، وبالاضافة لذلك جرت عشرات المظاهرات في الفروع في القرى والمدن في جميع انحاء البلاد، وكلها مظاهرات مشتركة يهودية عربية لكن بودي وبأسف ابراز ان ميرتس – ياحد فشلت في الامتحان وفشلت قيادتها الصهيونية في الامتحان. كما كان "مبام" في السابق، واكتفت باطلاق تصريحات علنية ضد الحرب وبتحفظ منها وبصوت خافت. ولكن في المظاهرات، وهنا نبرز ونؤكد انه حتى عدة صحف اضطرت لابراز انه في المظاهرات ضد الحرب شارك اعضاء من ميرتس، وهم اولئك الذين يعارضون الحرب والذين ينتقدون ويشجبون حكومة الجرائم والقتل برئاسة اولمرت – بيرتس. ولا شك انه في الجانب الفلسطيني المندد بالحرب والمطالب بايقافها فورا، والحركة ضد الحرب تتسع اكثر واكثر يوميا، ويزداد كذلك عدد الحركات والشخصيات والمنظمات الذين يعارضونها ويطالبون بوقفها فورا.
ومنهم عدد من ممثلي السينما والعشرات من الادباء والشعراء والفنانين الذين وقّعوا على عريضة يطالبون من خلالها بوقف الحرب، ورفض 23 من الضباط والجنود الذين جرت دعوتهم للتجند والمشاركة في الحرب رفضوا ذلك، ويزداد يوميا عدد الرافضين للمشاركة في الحرب، والذين لم يردعهم التهديد بسجنهم لرفضهم تأدية الخدمة في الاحتياط، وهناك 400 شخص وقعوا على عريضة تحت عنوان : كفى.
ان السلطات وخدامها من مختلف الاتجاهات واعوانهما، يحاولون تحريف وتزوير الحقيقة، عما يجري في العالم من شجب للعدوان الاسرائيلي وما يقترفه الجيش الاسرائيلي من جرائم وعما تقترفه الحكومة الاسرائيلية، ولكن ذلك لم ينجح كليا واصيب بالفشل، والآلاف يرون التلفزيون بقنواته الكثيرة التي تبث الحقيقة عن فظائع اعمال اسرائيل وعن المظاهرات الجماهيرية في العالم ضد تلك الفظائع. وما العمل، حتى ادارة "ويفا" لمنظمة العاب كرة القدم، اعلنت انه لن تكون الالعاب في اسرائيل ولن تجري الالعاب في اسرائيل ولن تجري الالعاب الدولية الرياضية فيها كما قرر سابقا. وهذا حتى عشاق كرة القدم يسمعون ويسألون لماذا هذا؟ وهذا بسبب انعدام الامن في اسرائيل وعمليا الحرب العدوانية هي التي ادت الى الخراب والانهيار والخراب اولا في لبنان وكذلك في اسرائيل وقتل في لبنان المئات وفي اسرائيل العشرات ومئة قتيل في غزة. وفي اسرائيل يصرخ مجرمو الحرب كيف يمكن ذلك، فقد اعتقدنا انه خلال ايام قليلة سننتصر، وسنقضي كليا على حزب الله، وها هي وبعد ثلاثة اسابيع واكثر من حرب عدوانية شرسة، يكتب الاخصائي العسكري، زئيف شيف في "هآرتس": "ان الادارة الاستراتيجية للحرب كانت فاشلة وحزب الله يواصل حرب الاستنزاف 1/8/2006 واولمرت يصرخ: "لا يوجد أي وقف لاطلاق النار" وان الحرب ستتواصل وسيتواصل القتل والموت سيتواصل.
وحتى اذا واصلوا الكذب والتضليل وخداع الشعب، يجب الافتراض ان الضغط الدولي المتصاعد سيلزم حكومة القتل والاجرام في اسرائيل وكذلك اسيادها في واشنطن بالموافقة على وقف اطلاق النار في لبنان، وعند ذلك سيكذبون ويواصلون الكذب ولاختلاق القصص بانهم انتصروا وابادوا حزب الله. ولكن الحقيقة على ارض الواقع تدحض ذلك الادعاء الاسرائيلي الحكومي.
لقد كلفت الحرب العدوانية حتى الآن، اسرائيل مليارات الشواقل، وكل البرامج والضمانات لزيادات الميزانيات الاجتماعية ستذروها الرياح. وحاليا ثارت القضية وهي ماذا مع رواتب العمال في شمال البلاد، الذين اضطروا بسبب الحرب الى التوقف عن العمل. واعلن وزير المالية ان هؤلاء العمال سيحصلون على 50% من الرواتب ولكن اصحاب المصانع سيحصلون على تعويضات اكثر بكثير. وهذه هي عدالة اولمرت، بمشاركة وزير العمل. والوضع سيتواصل والنواقص ستزداد وحتى اولئك الذين يبررون ويشرعنون الحرب سيشعرون بنتائجها.
على منظمات وحركات السلام والاحتجاج توحيد القوى وتكثيف النضال من اجل وقف الحرب ومن اجل حماية حقوق العمال خاصة في ظل تعمق الفقر والبطالة.
يكثر حكام الولايات المتحدة الامريكية وخدامهم في اسرائيل، الحديث عن اخطار السلاح النووي الذي بحوزة ايران، ولكن كل هؤلاء ينسون حقيقة بارزة وهي ماذا مع السلاح النووي في اسرائيل. وهل وجود السلاح النووي في اسرائيل حلال ومؤهل لان المجرم بوش يوافق عليه؟ وأليس هذا يتطلب نضالا قويا لمنع السلاح النووي في اسرائيل ومن اجل ابادته؟ واليس من المفهوم ان نشر السلاح النووي في منطقة الشرق الاوسط هو بمثابة كارثة كبيرة لكل الشعوب في المنطقة وهذا يتطلب النضال لمنعه كليا في ايران واسرائيل على السواء. وان تنظيف كل المنطقة من السلاح النووي، يساعد في الاسراع لانجاز وتحقيق السلام والامن في كل المنطقة.
ان الداعين للحرب في اسرائيل ويبرز بينهم جنرالات في الاحتياط يتحدثون عن امكانية حرب مع سوريا وايران، ويمكن ايضا لانقاذ امريكا من فشلها في العراق، وهذا يلزم كل انصار السلام في اسرائيل بدون فرق بين الانتماء السياسي والانتماء الحزبي والتنظيمي، بتوحيد الجهود وشن نضال مشترك ضد خطر الحرب في المنطقة.
ولن ننسى انه في ايام الحروب السابقة على لبنان، يدعو انصار الحروب الى مواصلة القتل وها هم يواصلون الحرب والقتل والتدمير ليس في لبنان وحده وانما في غزة ايضا وضد الشعب الفلسطيني كله وقد قتلوا اكثر من مئة فلسطيني خلال الاسابيع الثلاثة الاخيرة واستغلوا انشغال الرأي العام محليا وعالميا في الحرب على لبنان، لزيادة اقتراف الجرائم في غزة، وبعد ان يُلزَموا بايقاف الحرب في لبنان، قد يصعدون اقتراف الجرائم في غزة، ولذلك فانه سوية مع النضال لوقف الحرب العدوانية في لبنان والانسحاب فورا منه، يجب النضال لوقف الهجوم والقمع والعدوان في غزة. وحقيقة هي ان السلطة الفلسطينية على استعداد وموافقة على وقف اطلاق النار، بين اسرائيل والفلسطينيين، لكن حكام اسرائيل وبشتى الحجج والاكاذيب وانعدام الجدية يرفضون التجاوب مع ذلك ويرفضون اجراء مفاوضات حول وقف اطلاق النار والعدوان والاستيطان في المناطق الفلسطينية المحتلة، مع ممثلي الشعب الفلسطيني.
وفي داخل اسرائيل هناك حقيقة ان الفلسطينيين من مواطني الدولة، يتضامنون مع نضال الشعب اللبناني وللكثيرين من الفلسطينيين في اسرائيل اقارب في لبنان، وبالذات في المناطق التي قصفتها الطائرات الاسرائيلية وهذا النضال ضد الحرب لم يعجب فئات الفاشيين الداعية الى الحروب والقمع والتنكيل بالفلسطينيين في اسرائيل، وهي تحضر وتستعد للقيام باعمال عدائية واستفزازات واعتداءات ضد الفلسطينيين في اسرائيل، ومن هنا فان انصار السلام ومن كل الفئات ملزمون بالتوحد وتعميق التفاهم والوحدة ضد العنصرية والعداء وضد ممارسات القتل والقمع ضد الفلسطينيين، وعليهم النضال من اجل حماية حقوق الفلسطينيين وتحقيق المساواة التامة لكل مواطني اسرائيل العرب. ومن هنا علينا التوحد تحت شعار رفعه انصار السلام اليهود والعرب في مظاهرة في تل ابيب وهو: يهود وعرب يرفضون ان يكونوا اعداء..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: فوز رئيس المجلس العسكري محمد ديبي إتنو بالانتخابات الر


.. قطاع غزة: محادثات الهدنة تنتهي دون اتفاق بين إسرائيل وحركة




.. مظاهرة في سوريا تساند الشعب الفلسطيني في مقاومته ضد إسرائيل


.. أم فلسطينية تودع بمرارة ابنها الذي استشهد جراء قصف إسرائيلي




.. مظاهرة أمام وزارة الدفاع الإسرائيلية بتل أبيب للمطالبة بصفقة