الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قمع المظاهرات في اقليم كردستان العراق ، بدلأ من حل المشكلأت

صباح قدوري

2006 / 8 / 14
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


شهد اقليم كردستان العراق هذه الأيام ، مظاهرات جماهرية واسعة في بعض مدنه، وبالتحديد في كفري، جمجمال ، دربنديخان ، كلأر بمنطقة كرميان في السليمانية. وكان المنتظاهرون يطالبون بتحسين الخدمات وتوفير الطاقة الكهربائية وتامين مياه صالحة للشرب،وارتفاع اسعار السلع والخدمات وكذلك شحة الوقود لمناطقهم .وعلى اثر هذه المظاهرات ، تدخلت قوات من شرطة وامن الأقليم بالرد على المتظاهرين ، مما اسفر عن اعتقال نحو 200 شخص . وان اغلبية المعتقلين تتراوح اعمارهم بين 12 و16 عاما . وان عدد منهم من طلأب المدارس ، ولديهم امتحانات الدور الثاني في الأيام القليلة القادمة ، ويعشون ظروف نفسية سيئة ومتأزمة . اسفرت نتيجة المواجهات بين المتظاهرين وقوات من الشرطة والأمن ايضا ، عن مقتل شخص واحد واصيب اكثر من 30 اخرين بجروح ، والأخرون لأيزالون رهن الأعتقال قي السجون المنتشرة في الأقليم .ان اتباع مثل هذه الأجرات مرة اخرى بعد التظاهرات والأحتجاجات التي شهدتها الحلبجة الشهيدة في حينه ، لمجابهة مطاليب الجماهير ، قد تنعكس بالتاكيد على اضعاف افاق تطور مسيرة الفيدرالية ، وتؤثر سلبا على تعميق نهج الديمقراطية والشفافية في الممارسات اليومية والتعامل مع المواطنين ، وتمد الطريق امام اعداء الشعب الكردي من الشوفينيين والأرهابين ومافية السوق، لضرب المكاسب الحقيقية التي حققتها الجماهير الكردية المناضلة في مسيرتها التاريخية الحافلة بالبطولأت والشهداء ، في بلورة واقامة وتجسيد مفهوم الفيدرالية الحقيقية لكل اجزاء اقليم كردستان الحالية والمستقبلية. هذا واعلنت مجموعة (حملة الراى العام في السليماتية ) ، ان 41 محاميا ابدو استعدادهم للدفاع عن معتقلي هذه المظاهرات وغيرهم بغية ضمان حقوقهم ونبذ العنف ضدهم . وكما معروف لدى الجميع ، بان ابناء هذه المنطقة ، لهم تاريخ نضالي حافل بالأمجاد والشهداء ، ودور بارز في حركة التحرر الكردية ضد الأنظمة الشوفينية والدكتاتورية . ساهموا ولعبوا دورا بارزا في انتفاضة اذار1991 المجيدة ، والتي على اثرها تحقق مشروع الفيدرالية والقائمة حاليا تحت المناصفة في توزيع الحكم بين الحزبين المحتكرين والمتنفذين في الأقليم ان ظاهرة حدوث المظاهرات الجماهرية ، ليست شئ جديد في الأقليم ، حيث سبق وان اندلعت ولمرات عديدة، مظاهرات متشابه ، تطالب فيها الجماهير بالحرية والمسواة والعدالة الأجتماعية والديمقراطية،وتحسين حياة المعيشة للمواطنين ، وصيانة حقوق الأنسان ، وتفعيل دور المراة الكردية واقرار حقوقها الشخصية الأقتصادية والأجتماعية والسياسية ، وممارستها بشكل فعلي من خلأل مشاركتها في صنع القرار السياسي والأداري وعلى كافة المستويات ، وليس عكس من ذلك كما هو عليه الأن، اذ مساهمتها في برلمان والأدارة الفيدرالية الحالية تمثل تراجعا كبيرا في هذه المسالة ، وتثبيت شرعية الأدارة الفيدرالية من خلأل اقررها عن طريق الريفردوم ، توحيد الأدارتين سابقا واحلأل السلأم والأمن الحقيقي في الأقليم ، مكافحة ظاهرة الفساد الأداري والمالي والمحسبوية والبيروقراطية والطفيلية والسيطرة الحزبية الضيقة المتفشية في كل مستويات الأدارية .
ان سوء الأدارة الأقتصادية في الأقليم ، بسبب قصر الرؤية في استراتيجية التنمية الأجتماعية والأقتصادية المستديمة، واختلأل في البنية الهيكلية للنشاط الأقتصادي ، وغلبة النشاط الأقتصادي ذي طبيعة الأستهلأكية على الأنتاجية ، اهمال ملحوظ في تاهيل واعادة وبناء البنية التحتية الضرورية لتطوير وانتعاش الأقتصادي وفي مقدمتها توفير مياه صالحة للشرب، الكهرباء والوقود ، والنقل والمواصلأت، وتوفير الخدمات الصحية والتعليمية والأجتماعية...الخ . المبالغة بمفهوم الخصخصة ، مما نجم عنه فجوة كبيرة بين الأغنياء والفقراء ، توسع في سوق المضاربات العقارية ، اتباع سياسة الأستيراد المفتوح وتاثيرها على زيادة نسبة التضخم النقدي ، تفاقم حجم البطالة ،اذ هناك اكثر من مليون موظف يستلمون الرواتب من الحكومة الأقليمية، في حين انه يفترض ان لأيزيد عدد موظفي الحكومة حسب مصدر حكومي عن 14% ولكن في كردستان نسبة تفوق الى 30%. وبذلك تعاني المؤسسات من البطالة المقنعة ، التي تعتبر احد أوجه الفساد الأداري في الأقليم.عادة يتم تعين موظفي الحكومة بتزكية من الحزبين الحاكمين .ان اعتماد منهجية اقتصادية شفافة وواضحة لعملية التنمية الأجتماعية والأقتصادية المستديمة، هي المفتاح الأساسي لحل كثير من المعضلأت الأقتصادية والسياسية المتراكمة منذو مدة طويلة من دون ايجاد حلول صحيحة لها، ولها تاثير كبير على تنمية الفكر والوعي لدي الجماهير وتاثير نتائجها بشكل ايجابي ايضا على تطوير مسار العملية الديمقراطية في الأقليم ، وذلك من خلأل برنامج اصلأحي معلن، تحدد فيها الأهداف والأوليات، والتوجه نحو تطبيق نوع من الأقتصاد المتوازن، تحدد دور ومهام كل من القطاع العام والخاص والمشترك والتعاوني في هذه العملية، و من خلأل اعادة الأهلية والهيبة لهيئات مؤسسات الحكم الفيدرالي والبرلمان، أقامة سلطة قوية ومؤهلة على مستوى الأقليم ، تحل محل ظاهرة التسلط الحزبي والعشائري والقرابة والمحسوبية والفساد الأداري والمالي المستمرة حتى الأن ، الى درجة بان الشارع الكردي يقول" ان الحزب هوالأدارة الفيدرالية والأخيرة هي الحزب" .
كما هو مفهوم ، ان الديمقراطية هي نتاج تطوير عملية سياسية ، اقتصادية ، واجتماعية وتقافية وتوعوية في المجتمع . لها اصولها ومبادئها النظرية وجانبها التطبيقي، تمارس بشكل فعلي من قبل الجماهير . فهي ليست مظاهر تجميلية اذ جاز التعبير ، ولأ تقيم فقط بكثرة الصحف والمجلأت والكتب والنشر ووسائل الأعلأمية الأخرى ، بل بممارسات عملية وقبول واحترام اراء والنقد البناء من كل الأطراف الحزبية وغيرها ، والأستفادة منها بحيث تنصب في عملية تطوير المجتمع وبحيث تكون اداة لتعلم وتعويد الفرد للمشاركة في ادارة المناقشات وطرح الأراء واعطاء الصوت في الأنتخابات ، وخاصة في المسائل المهمة والمصيرية ، وليس اللجوء الى استخدام القمع والعنف والسجون ضدها .
فعلى الأدارة الفيدرالية الموحدة والجديدة، ان تتوجه نحو حل المشكلأت التي تعاني منها الجماهير الكادحة والفقيرة وخاصة المرتبطة بالمستوى الواطئ لمعيشة نسبة عالية من سكان الأقليم ، من النقص البارز في الخدمات, وخاصة الكهرباء والماء والوقود وغيرها, والتي تستثمر هي الأخرى حين يشار إلى أن المسؤولين يمتلكون الأموال لبناء القصور ودور الضيافة, ولكنهم لا يمتلكون ما يكفي من المال لتأمين الوقود والكهرباء والماء والتعليم ...الخ .وفي سياق هذه القضية، بادر السيد مسعود البارزاني رئيس اقليم كردستان العراق بشكل ايجابي للسماع الى مشكلة المتظاهرين، وتطويق الحوادث بغية عدم توسيعها وتحويلها الى اعمال العنف والشغب ، والتي تؤثر على الحالة الأمنية في المنطقة والمستفيد منها اعداء الشعب الكردي وعموم الشعب العراقي ، وأعلن ان على حكومة اقليم كردستان اتخاذ الأجراءات اللأزمة لمعالجة مطاليب المتظاهرين في ازمة الوقود وغلأء الأسعار ومشكلة الماء والكهرباء وسوء الخدمات. وفي تصريح صحفي ادلى به في مصيف صلاح الدين عقب اجتماعه مع اعضاء المكتبين السياسيين للحزبين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني وقال" العمل على ايصال حصة الاقليم من الوقود ومراقبة كيفية توزيعها والغاء الحصص الخاصة والعمل على ايصال الكهرباء بشكل منتظم من الشبكة الوطنية الى الاقليم" .
تقديم الخدمات الأقتصادية والأجتماعية وتوفير الأمن ومطاليب الحياة المتنامية للجماهير ، وضمان مستقبل زاهر للأجيال القادمة
العمل الواسع والمنظم في عملية تثقيف الجماهير وخاصة بين الشبيبة والطلبة،وتحفيزهم على المساهمة في عملية بناء المجتمع سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا ، بحيث يشعرون بان لديهم مستقبل زاهر في الأقليم . تفعيل دور المنظمات غير الحكومية ، من خلأل تعميق الممارسات الديمقراطية ، بحيث تستطيع ان تساهم في دعم جهود المجتمع لضمان حقوقه وحماية واجباته منها حق التظاهر والأظرابات والتعبير عن الرى وممارسة النقد البناء وحرية النشر والكتابة وغيرها ، وان تنظم ذلك بقواتين عصرية وعقلأنية، تسمح للمجتمع دون عقبات بممارسته .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط


.. ما رؤية الولايات المتحدة الأمريكية لوقف إطلاق النار في قطاع




.. الجيش الاسرائيلي يعلن عن مقتل ضابط برتبة رائد احتياط في غلاف