الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الملك ذو العين الواحدة قصة قصيرة

حنا جرجس

2021 / 8 / 8
الادب والفن


في جبال البلاد البعيدة كان يعيش ملك عادل طيب القلب يحب الرعية فاحبتة الرعية لكن الرعية كانت حزينة ان الملك المحبوب ليس لة وريث لا ولد ولا امير للبلاد كان الملك وحيدا طول الايام الوقت ممل كان كل الناس يتسألون متي يأتي ولي العهد لنفرح معك يا مولانا لم يكن الملك قادرا ان يرد وكان يحزن ولا ينطق ويعود مسرعا الي القصر حيث الملكة هناك
قال الملك في يوم للملكة اشعر يالملل و الفراغ و اخشي ان اموت ويضيع المُلك و العرش للطامعين و قد يؤذونك لو انتقل الحكم لمن عادانا
قالت الملكة سيدي انت محبوب الامة و الناس تحبك ثم قالت ان الوقت مناسب الأن يا سيدي قال الملك في تعجل مناسب لماذا؟
قالت في حنان سيدي يستطيع ان يتزوج ثانية و الزوجة الجديدة ستحمل سريعا بولي للعهد جميل مثلها او مثلك يا مولاي
قال لها الملك في حب بل اريدة مثلك انتي يا حبيبتي وعانقها و انصرف الي شئون الرعية

في الليل لبس رداء التخفي و ترجل في المدينة كان الحداد منصور لا يزال يعمل فهو قوي البنية و اكسبتة المطارق و الكور و النار صلابة وثباتا في المحن رغم السن وكان الملك يستأنس بوجودة وكم من مرة طلب منة الملك ان يأتي الي القصر ليعمل معة وزيرا لحكمتة ووقارة وتواضعة و تعففة فقد كان راضيا في كل الاحوال يرضي بالقليل من الرزق واحيانا لليتامي و الارامل و الضعفاء كان يحمل لهم اشياءهم و لا يأخذ اجرا حتي عن اعمال الحدادة ان طلبوها
جلس الملك علي كتلة من الحديد في دكان الحداد كانت قاسية لا نعومة فيها ولا راحة لكن كلام الحداد واغانية كانت شجية ولما التفت راي الملك ملثما فلم يعرفة اولا فقال ماذا تريد ان افعل لك يا سيد ولكن لانك جلست فليكن واجب الضيافة ان لدي كسرة خبز وبراد الشاي علي الكور دائما تحسبا للضيوف
رفع الملك رداءة فظهرت فوق راسة قطعة من التاج الذهبي المرصع بالجواهر و اللؤلؤالابيض و الزبرد الاخضر و الياقوت الاحمر و الفايانس الازرق

سجد الحداد و انحني للملك فاشار الملك الية ان يصمت و قال في ود اسمع يا منصور انت صديقي وانا احبك واحب مجلسك معي لكنك لا تريد ان تأتي الي القصر لذا ااتي انا اليك لاني احتاج الي حكمتك

قال الحداد وهو يقدم كوب الشاي للملك اعرف يا مولاي قدر محبتك للناس وقدر حزنك ايضا وانا ادعوا اللة يوميا واصلي ان ينعم اللة عليك بولي للعهد قريبا

فرح الملك بالكلام و قال ساصلي انا ايضا و ام العيال قال الحداد اللة يا مولاي طالعة من بقك ري السكر ام العيال وهذة بشرة خير في حد ذاتها
فرح الملك بالكلام و شكر الحداد وانصرف شاكرا اياة علي الشاي وكرم الضيافة وكسرة الخبز و الفال الحسن و ما ان درت الايام تسعة اشهر حتي ضجت المدينة بالافراح والليالي الملاح فقد اني ولي عهد جميل الطلعة رقيق البشرة اخضر العينين كما عيني الملكة وانف الملك واصابعة الطويلة وشعرة الاحمرالغزير الناعم الذي يشبة النار المشتعلة ان واجة اشعة الشمس

ما هي الا ايام و لاحظت الملكة و الملك شيئا غريبا فاستحضروا الطبيب فورا ليستعلم عما حدث ويخبرهم النبأ الصحيح

امضي الطبيب مع الصبي وقتا طويلا كان بالنسبة للملك و الملكة طويلا كالدهر
عرف الحداد ان شئأ ما قد اصاب بيت الملك فاغلق حانوتة و توجة للقصر في اثر الطبيب الذي مر امامة منذ قليل و استأذن ودخل الي حضرة الملك ليواسية
ولما خرج الطبيب كان حزينا لا يعرف ماذا يقول لكنة اشار الي عين واحدة و قال في حزن فقدناها
اخذة الحداد جانيا وقال قل لي صراحة ما الخطب قال قال الطبيب في حزن
مولاي الامير يري بعين واحدة واحدة فقط
قال الحداد علي الفور مولاي لا ينبغي ان يعرف انسان واحد ان الامير لا يري الا بعين واحدة فهذا يضعف من قيمتة امام الناس و قد يحزن كل الناس و البلاد تحتاح الافراح والليالي الملاح فلنحتفل بان الامير يعيش بصحة و انة ولي العهد الجديد
راق الكلام من فم الحكمة للملك والملكة
احتقلت البلاد اياما عديدة بصحة الامير و نموة السريع ولم يلاحظ احدا شئ لان الامير كان محاطا برجال القصر طيلة الوقت و اقسم رجال القصر ان احدا منهم ابدا لن يخبر الاميرولا اي مخلوق انة يري بعين واحدة

كبر الامير سريعا واشتد عودة و كان الكل حريصا علي الوفاء بالقسم حتي مدرب السلاح و الفروسية كان يراعية في كل الاحوال
حتي جاء اليوم الذي كان يخشاة الجميع
مات الملك العادل
وفي تتويج الامير ملكا جديدا خرج الي شرفة القصر شرفة الملك التي تطل علي الشعب
اندهش الامير فهي اول مرة يري الناس من شرفة الملك المطلة علي الميدان الكبير
لكن شيئا حير الملك الجديد حيرة بالغة كان الناس يصطفون علي الجانب الايمن من الميدان فقط اما الجانب الايسر فلم يري فية اي احد
استاء الامير من هذا التنظيم السئ انحتي الي الوزير وسألة لماذا لم توزعوا الناس علي الجانب الآخر ايضا لماذا لا يوجد ناس في الجانب الأخر من الميدان لم يستطع الوزير شرح السبب قال سأبحث الامر يا مولاي الملك و انصرف الوزير طالبا مقابلة الملكة
قالت الملكة حذاري ان تبلغوة والا لسقط مريضا جزينا والا فقدات ابني وفقدت البلاد ملكها

لكن الملك الجديد لم ينتظر الوزير ولا احدغيرة وترك الشرفة وترجل الي الميدان
لحق الحداد بالملك الجديد دون ان يراة كان الناس مصطفين جهة اليمين تماما كما شاهدهم من شرفة القصر كان الخدم والحرس يحملون الهدايا و الحلوي اعطي الملك الجديد الحلوي و الهدايا لكل الناس علي الجانب الأيمن كان الجمبع فرحين ومتهللين لكنة كان يسمع اصواتا لا يعرف مصدرها كان ايضا متعجبا لماذا الجانب الأيسر من الميدان لا يري فية مخلوقا برغم انة يسمع اصواتا حزينة ومتزمرة وغير راضية لكنة لا يراها

سار الملك علي قدمية يحيي الناس ويوزع الهدايا و الحلوي حتي أخر الميدان
ثم حان الوقت ليستدير ليعود الي القصر
لكنة ما ان استدارحتي علي الجانب الآخر فاجأةالجمع بالهتاف يحيا الملك اندهش الملك بالمفاجأة و ارتجف من اين جاء كل هؤلاء الناس وهو لم يري احدا منهم طول ترجلة في الميدان علي هذا الجانب لكن هذا الجانب الآخر الأن عن يمينة لذلك فهو يراة لكن ما ادهشة اكثر ان الجانب الذي اعطاهم الهدايا حالا اختفوا وكانهم قد ابتلعتهم الارض و الجانب الايمن الأن وهو ذاهب في اتجاة شرفة القصر قد امتلا عن آخرة و اختفي الناس علي الجانب الأخر
حزن الملك الجديد من جحود الناس فقد اخذوا الهدايا و الحلوي واختفوا فجأة وهذا لا يليق
فكر ان يصدر فرمانا عند عودتة يعاقبهم فية و يعرب عن استيائة منهم لكنة انشغل بتوزيع الهدايا والحلوي وان يفرح مع هؤلاء الذين يحبونة الأن وحاول ان ينسي الآخرين الذين هربوا واختفوا بالحلوي و الهدايا لكن الغريب ايضا انهم كأنهم يسكنوا اذنية الأن في نفس الوقت هو يسمعهم ولا يراهم
تعجب التاس كثيرا لكنهم قالوا لة عذرة فهو لاول مرة ملكا و سيتعود عليهم لكن احدا لم يعرف الحقيقة

عاد الملك الي القصر حائرا اسئلة كثيرة كانت عالقة بلا اجابة و ظل ساهرا بلا نوم
في الليل طرق الملك غرفة نوم امة الملكة وسألها فلم تجبة وقالت لة في الصباح تعرف كل شئ في جنح الظلام ارسلت الملكة مرسالا الي الطبيب و مرسال اأخر الي الحداد

في الصباح حضر الطبيب و حضر الحداد وقي يدة مرأة كبيرة
و جلس الجميع الملك والملكة والوزير و الطبيب و الحداد
قال الملك الشاب ما الخطب اهناك اعلانا للحرب هل هناك من خطف كل الزوار علي جانب الميدان الايمن ويجب ان نعلن الحرب لنخلصهم من يد الاعداء
قالت الملكة لا اعداء لنا يا بني وطلبت من الحد اد ان يرية المرأة
كان الجميع يجلس علي الجانب الايمن من الحجرة كما امرتهم الام الملكة طيلة العمر عمر الامير
قامت الملكة اولا فجلست علي يسار الملك علي الجانب المعاكس فلم يعد يراها ثم قام الوزير ايضا وجلس بجاتبها و لما امرت الملكة الحداد بوضع المرآة كان بسمعها لكنة شاهدها في المرأة لاول مرة وشاهد الوزير ايضا في اندهاش كبير
شرح الطبيب المأساة كما حدثت عند زلادتة وكيف امر الملك كل القصر بحفظ السر ان الملك الامير لة عين واحدة وانة لا يري الجانب الأخر من الامور ومن الواقع و ان هذة كانت نصيحة الحداد لابيك الملك ان يخفي عجزك حتي عنك ولم تشعر انك عاجز ابدا و لقد تعاون الحداد و الطبيب وصنعا لك هذة المرأة الكبيرة لتضعها في الشرفة لتري الجانب الأخر من الميدان الناس التانية فانت ملك لكل الناس وليس لمن تراهم فقط
في اليوم التالي ثبت الحداد المرآة الكبيرة في الشرفة راي الملك الجديد الجانب المختفي من الميدان لاول مرة كان يري الناس المتجمعين علي اليمين يعينة الصحيحة اما الواقفين الي اليسار فكان يلحظهم الي اليمين ايضا منعكسة صورتهم في المرأة
قبل الملك الشاب راس امة الملكة الحكيمة التي اخفت عن كل الناس عجزة حتي قالت الملكة الفضل كلة يرجع الي ابيك الملك وسماعة لنصيحة وحكمة الحداد صديقة فهو الذي طلب من الملك اخفاء عجزك عن الجميع حتي انت وها انت نشأت سويا اما اختراع الحداد و الطبيب فسيمكنك من رؤية الاشياء المختفية علي حقيقتها لتري كل التاس لتكون ملكا عادلا ان تراهم بعين واحدة عين العدل
في الصباح امر الملك الجديد ببناء مستشفي كبيرللطبيب لكي يعالج كل الناس علي الجانب الايسرمن الميدان ليراة في المرأة التي في الشرفة و التي صتعها الحداد الحكيم كل يوم و بجانبها ورشة حدادة كبري ليتعلم الصبية حرفة الحكمة من الحداد صديق ابية
وفي اليوم التالي راي في المرأة فتاة جميلة تدخل ورشة الحداد لتساعد ابيها

خرج الملك علي عجل سار علي جانب الميدان الي أخرة ثم استدار ليجد ورشة الحداد و راي بنت الحداد هناك تساعد ابيها
قال الملك للحداد زوجني ينتك قال الحداد ليس قبل ان تجرب هذة
كان الحداد و الطبيب معا قد اخترعا نظارة ذات مرآة يلبسها الملك ليري الجانب الأخر طول الوقت
قامت الاحتفالات في المدينة و بعد تسعةا شهر جاء ولي العهد الجديد الامير الجديد و خرج الطبيب علي عجل ليعلن ان الامير ذي عينان زرقاوتان جميلتان وصحيحتان فعمت الافراح والليالي الملاح
و عاش الملك سنينا عديدة سعيدة عادلة بفضل مرأة الشرفة وكانت النظارة ذات المرآة ايضا تعينة ويحكم بالعدل و بحكمة الحداد و ابنتة التي تشربت الحكمة و العدل و ان يري دائماا الجانب الأخر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??