الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثوري ، أم غير ثوري؟

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2021 / 8 / 8
الادب والفن


عندما يتغزّل السّوريين بوطنهم ، يسمونه " سوريتنا" يهيء لي أن أحدهم يسمي قندهار بقندهارنا ، لم لا؟ فقط من أجل الجلباب بعين واحدة ، أو بدون عين. نحن في الطريق ، فكلا السلطة و المعارضة يتباريان في الجري إلى الخلف وقد بدأ الجري بسرعة الصوت . أفغانستان من أجمل بقع الأرض و أغناها، وفي عهد ما نسميه:" الرّجعية" كانت المرأة متحرّرة ، لكن نسخر من الأفغان اليوم ، ونعتبرهم متخلفين ، مع أنهم يشبهوننا ، و السبب هو الاستبداد طبعاً.
يناقش السّوريون موضوع الحجاب، يستميتون في الدّفاع عنه ، أو ضدّه، وقد شاع أنّه حرية شخصية، وقد رمزّوا لنا الثوريات بالنساء المحجبات، و الكثير من الثوريين تزوجوا باثنتين ، أو ثلاثة بعد أن أغرقتهم ثوريتهم بالمال .
الحجاب ليس حرية شخصية كما يشاع، ولا عدم الحجاب حرية شخصية ، بل هي عادات متوارثة ، فقد درجت العادة أن أعلب الأقليات لا تتحجب، و أن الأغلبية تتحجب . أتحدث عن الوقت الحالي، و أما الأقليات التي لا تتحجب فيها المرأة فيمكنك تسليط الضوء على حقوق النساء، وسوف ترى العجب. إذن كان عدم الحجاب بسبب الثقافة الاجتماعية ، مع أنه ليس للمرأة حقوق.
بغض النّظر إن كانت مريم العذراء محجبة، أو الراهبات اللواتي اخترن طريق الإيمان فقط، و ليس طريق الثورية فإن الحجاب عادة من العادات التي تسلب المرأة بعض خياراتها ، تماماً كما يسلب حقها في الوراثة ضمن الأقليات. سوف يظهر لك من بين الجموع الآن شخص يأتي بسرعة البرق ليقول لك أن فلاناً أعطى ابنته أو أخته ، الأمثلة الفردية لا تهم يا بطل الأقليّة .
في مجتمع الفقر و التخلف لا شيء اسمه حريّة شخصية ، هل يمكن أن يكون حرية شخصية في ظل طالبان، أو الأسد ؟
نحن مقيدون أكثر من العبيد نساء ورجالاً ، مع اختلاف الجنس، لكن المثير في الأمر أن الجميع يعتقد أنّه ينتمي إلى الفرقة النّاجية، ويتصرف بفوقية على الآخرين ، فمن الممكن مثلاً أن نشتم دريد لحام-وهو يستحق مع كل الطقم الفني الذي كان و الكائن، و الذي سوف يكون-ويكتب على سبيل المثال: الثائر محمد الماغوط. أليسوا جميعاً كانوا في نفس المركب؟ وهل الخلافات الشخصية تجعل أحدنا ثائراً؟ إنها مافيا القوي يأكل فيها الضعيف !
من دون تلك التصنيفات : ألم يكن دريد نجم السهرة، وثلة من الفنانين ومقدمي البرامج؟ تغير الموقف بتغير الموقع . وهنا فإنني أحترم الفنان و الكاتب في الداخل السّوري الذي يعمل ضمن المتاح ، ولا يوظف لسانه للتحريض على القتل . أين تريدون أن يذهب ذلك الفنان، أو الكاتب، وهو لا يستطيع لسبب ما؟ لو استطاع لكان ثورياً أكثر منكم.
لا زال أكثر من نصف السوريين يعيشون في سورية، وربما يعود أربعة ملايين من الأردن، ولبنان وتركيا ، وسوف تستمر الحياة، ويستمر الفقر، وسوف يولد كتاب ، وفنانون يعملون وفق المتاح، فهل رأيتم أحداً يعمل خارج ذلك؟ أم تريدون الجميع في السّجن؟ وفق المتاح تعني مديحاً، أو قبولاً للسلطة من خلال الضباط المتواصلين مع الجميع، مع هامش من المساحة الشخصية للأفكار الشخصية فقط، و التي هي متشابهة في الشعبوية حيث لا أرى فرقاً بين فضائية عربية و أخرى إلا بالقدرة على التمويل.
إذا كن سوف تقاطع من هو مع السلطة ، فابدأ بفيروز و الرحابنة ، و انتهي بدريد لحام ، لكن هناك أمر آخر غير الولاء، وهو الحضور الفني، أو الأدبي ، فهل يمكن أن نرفض الاستماع إلى ياجارة الوادي مثلاً ؟ بالطبع لا .
في الختام فإنّ ثقافة السّلطة تنعكس على النّاس ، ونحن جميعاً متشابهون ؟ جميعاً نعتبر نزار أيقونة، ومحمد دريش على سبيل المثال للحصر ، و الحقيقة أن اإعجاب يجب أن لا يتحول إلى عبادة، فكلنا في النهاية أبناء الأسد الروحيون. .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب