الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هموم وأوجاع وأحزان في -أكثر من حب-

محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)

2021 / 8 / 8
الادب والفن


هموم الكتابة بين الطموح والأمل والجدوى ، وأوجاع الحياة من متطلبات يومية مملة ومناسبات اجتماعية لا بد من القيام بها أو المشاركة فيها ، وأحزان لا بد من المرور بها في الحياة العائلية ، وسفرات ورحلات وأسفار وندوات ومؤتمرات ، وسهر وقلق ، وآراء متبادلة في بعض كتابات الأديبين ، ومثابرة على الكتابة رغم كل المنغصات والظروف ، وغير ذلك من هموم الكتابة وآلامها ، نجده في مراسلات محمود شقير وحزامة حبايب ، فلا مجال للغزل ، أو الوله ، أو العشق ، كما نجد في بعض مراسلات الأدباء .. ثمة معاناة حقيقية من الكتابة وآلامها ،والحياة الأسرية ومشاكلها، والتخلف الاجتماعي الديني.. وغير ذلك من الهموم .
لم أشعر خلال قراءة الكتاب بأي ملل بل بمتعة وتشوق للمتابعة .. حالات كثيرة يعبر عنها الكاتبان ليس في الامكان التوقف عندها في عجالة كهذه . يقول محمود عن جدوى الكتابة " وأحياناً يعتريني يأس خفيف من جدوى كل ما أفعله ، خصوصا حينما أرى التفاهة تستبد بكل شيء من حولنا ، لكنني أسارع على الفور إلى محاصرة هذا اليأس وإقصائه بعيد . إذ يكفي وجود قلة من الناس الصادقين لكي يستأنف المرء دوره دون تردد في الحياة " ( ص 196)
وعن رأية في في رواية " أصل الهوى" لحزامة يقول :
" كم أعجبتني جرأتك وأنت تكسرين محرمات الجنس والسياسة ! كم أعجبتني لغتك السردية المتقنة ، اللغة الحسية المجبولة بعرق الناس ومشاعرهم وهمومهم وأشيائهم . في الرواية ذهاب ممتع إلى مساحة جديدة من مساحات المأساة الفلسطينية " ( ص 197)
وعن هموم الكتابة تقول حزامة :
" ثم ها هو السؤال المرعب ينبت أمام عيني، يحاصرني في الليل والنهار، في حضور الأفكار وفي غيابها ، في ساعات الحزن الكثيرة ، وفي وقت الفرح الشحيح جدا : ماذا بعد؟ نعتقد يا صديقي أثناء العمل على خلق أدبي ما ، أننا أخيرا اكتشفنا ما لم يكتشف ،وها هي الكلمات تقودنا كما نأمل . إلى الخلاص الأخير ، لعلنا سنتنفس الراحة اخيرا ، وسوف ينزاح ثقل العالم عن كاهلنا " ( ص201)
وعن الحزن في حياة حزامة ولواعج نفسها، أشعرتني أنها كتبت ما لم يكتبه كاتب عن الحزن في حياته " أعيش يا صديقي حزنا عظيما ..... حزينة جدا وبعمق وبمرارة لأقول لك أنا حزينة منذ شهور.. والحزن متجذر في قلبي ليقتات من روحي وجسدي ، أحاول أن أخرج منه فيحاصرني اكثر... يستولي على كل تفكيري.. إنه يمشي في كل كياني.. حتى كأن الحزن استحال الأساس .... أصحو بالحزن وأتحرك بالحزن وأعمل بالحزن ، وأفكر بالحزن ، وأنام بالحزن ، كأني أنا الحزن .. وقد لبسته بدل أن يلبسني " ( ص 209 بتصرف )
ورغم كل هذا الحزن تضحكني حزامة من أعماقي حين تتحدث عن جلالتها وأكل الخرا ، فقد سبق لعرافة أيرلندية أن أطلعتها على حياة سابقة لها ( تناسخية ) ، كانت فيها ملكة ولها خدم وحشم تحت امرتها.. فأحبت الفكرة وفضلتها على أن تكون نعجة في حياة سابقة . وحين أخبرت زوجها أنها كانت في حياتها الماضية ملكة " حرص على أن لا أنجرف إلى ذاك الزمان السحري وقال لي : " كلي خرا وقومي جلالتك سويلي فنجان قهوة "!
كتاب ممتع وجميل لا غنى عنه لمن يعشق القراءة ويريد أن يعرف هموم الكتابة وأحزان الكتاب .
*****
*الكتاب صادر حديثا عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت وعمان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أون سيت - الأسطى حسن .. نقطة التحول في حياة الفنان فريد شوقي


.. أون سيت - أولاد رزق 3 .. أعلى نسبة إيرادات .. لقاء حصري مع أ




.. الكاتب علي الموسى يروي لسؤال مباشر سيطرة الإخوان المسلمين عل


.. بيت الفنان الليبي علي غانا بطرابلس.. مركز ثقافي وفضاء إبداعي




.. العربية ويكند | جيل بايدن تقود الرئيس بايدن إلى خارج المسرح